لَقَد أُوقِدَت بِالشامِ نيرانُ فِتنَةٍ | |
|
| فَهَذا أَوانُ الشأمِ تُخمَدُ نارُها |
|
إِذا جاشَ مَوجُ البَحرِ مِن آلِ بَرمَكٍ | |
|
| عَلَيها خَبَت شُهبانُها وَشَرارُها |
|
رَماها أَميرُ المُؤمِنينَ بِجَعفَرٍ | |
|
| وَفيهِ تَلاقى صَدعُها وَانجِبارُها |
|
رَماها بِمَيمونِ النَقيبَةِ ماجِدٍ | |
|
| تَراضى بِهِ قَحطانُها وَنِزارُها |
|
تَدَلَّت عَلَيهِم صَخرَةٌ بَرمَكيَّةٌ | |
|
| دَموغٌ لِهامِ الناكِثينَ اِنحِدارُها |
|
غَدَوتَ تُزَجّي غابَةً في رُؤوسِها | |
|
| نُجومُ الثُرَيّا وَالمَنايا ثِمارُها |
|
إِذا خَفَقَت راضياتُها وَتَجَرَّسَت | |
|
| بِها الريحُ هالَ السامِعينَ اِنبِهارُها |
|
فَقولوا لأَهلِ الشامِ لا يَسلُبَنَّكُم | |
|
| حِجاكُم طَويلاتُ المُنى وَقِصارُها |
|
فَإِنَّ أَميرَ المؤمِنينَ بِنَفسِهِ | |
|
| أَتاكُم وَإِلّا نَفسَهُ فَخيارُها |
|
هُوَ المَلِكُ المأمولُ لِلبِرِّ وَالتُقى | |
|
| وَصَولاتُه لا يُستَطاعُ خِطارُها |
|
وَزيرُ أَميرِ المؤمِنينَ وَسَيفُهُ | |
|
| وَصَعدَتُهُ وَالحَربُ تَدمى شِفارُها |
|
وَمَن تُطوَ أَسرارُ الخَليفَةِ دونَهُ | |
|
| فَعِندَكَ مأواها وَأَنتَ قَرارُها |
|
وَفَيتَ فَلَم تَغدِر لِقَومٍ بِذِمَّةٍ | |
|
| وَلَم تَدنُ مِن حالٍ يَنالُكَ عارُها |
|
طَبيبٌ بِإحياءِ الأُمورِ إِذا التَوَت | |
|
| مِنَ الدَهرِ أَعناقٌ فَأَنتَ جُبارُها |
|
إِذا ما ابنُ يَحيى جَعفَرٌ قَصَدَت لَهُ | |
|
| مُلِمّاتُ خَطبٍ لَم تَرعُهُ كِبارُها |
|
لَقَد نَشأت بِالشامِ مِنكَ غَمامَةٌ | |
|
| يُؤَمَّلُ جَدواها وَيُخشى دَمارُها |
|
فَطوبّى لأَهلِ الشامِ أَم وَيلَ أُمِّها | |
|
| أَتاها حَياها أَو أَتاها بَوارُها |
|
فَإِن سالَموا كانَت غَمامَةَ نائِلٍ | |
|
| وَغَيثٍ وَإِلّا فَالدِماءُ قِطارُها |
|
أَبوكَ أَو الأَملاكِ يَحيى بنُ خالِدٍ | |
|
| أَخو الجودِ وَالنُعمى الكِبارُ صِغارُها |
|
كَأَيّن تَرى في البَرمَكيّينَ مِن نَدىً | |
|
| وَمِن سابِقاتٍ ما يُشَقُّ غُبارُها |
|
غَدا بِنُجومِ السَعدِ مَن حَلَّ رَحلُهُ | |
|
| إِلَيكَ وَعَزّت عُصبَةٌ أَنتَ جارُها |
|
عَذيري مِنَ الأَقدارِ هَل عَزَماتُها | |
|
| مُخَلّفَتي عَن جَعفَرٍ وَاقتِسارُها |
|
فَعَينُ الأَسى مَطروفَةٌ لِفِراقِهِ | |
|
| وَنَفسي إِلَيهِ ما يَنامُ ادِّكارُها |
|