إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
قالت جملتينِ و سافَرَت |
عَزَفَت على أوتارِ قلبيَ
|
من لحونِكَ يا وطنْ . |
كالصبحِ جاءت من بعيدٍ |
بعد ليلٍ |
كانَ سَافَرَ في فضاءاتِ المجرةِ |
حاملاً كل النجومِ |
لترسمَ الفجرَ الجميلَ على عيونِ القلبِ |
حينَ غَفَت على كتفِ الظلامِ |
وداعبت حُلُماً تبرعمَ في الحنايا |
منذ آلافِ السنين. |
جاءت شَجَنْ . |
جاءت لتبعثَ موتَ أزهاري التي ذَبَلت، |
وعاثت في حدائقها الرياحْ . |
جاءت بأغنية الصباحْ: |
قم يا وطنْ . |
قُمْ فاغسلِ الوجهَ الذي نَقَشَت عليهِ |
بريشةِ القهرِ الضياعَ |
يدُ الزمنْ . |
قُم فاقتلِ الموتَ الذي في القلبِ يبني عُشَّهُ . |
وعلى نياطِ القلبِ يُعلنُ سطوةَ النمروذِ |
حين يعيثُ في كلِّ البدنْ . |
فاحت من الأطرافِ |
مُنذ غَدَت لتمّوزَ الفريسةَ |
والحبيسةَ |
يا فتى الأحلامِ |
رائحةُ العفنْ . |
ما لي أراكَ و قد تحجّر وجهُكَ المرويُّ |
من نهرِ الحياءِ |
تَسَمَّرَت قدماكَ |
وارتعدت يداك َ |
وأنتَ تحملُ بعضَ جُرحي يا حبيبي |
قد عرفتُكَ شامخاً كالنخلِ |
تضربُ في الثرى جذراً |
وفي أُفُقِ السماءِ يسافرُ السَّعَفُ الأبيُّ |
لكي يلامسَ نجمةً . |
لا تستبيكَ الريحُ رغم عُتوِّها. |
لا يسكنُ الخوفُ العروقَ |
ولا مدائنُ عينِكَ البحريةُ الشمَّاءُ |
عاثَ بها الوَهَنْ . |
أناْ منكَ، |
أنتَ بناظريَّ حدائقُ الرُّمّانِ و الليمونِ |
في جفنيكَ أهربُ من جحيمِ الطائراتِ |
فتُطبقُ الأهدابَ |
تحمي لائذاً بترابِكَ الذهبِ المضمَّخِ باللبنْ . |
أناْ منكَ أغنيةٌ صداها قد ترددَّ |
في فضاءِ الكونِ |
أنت ليَ السكنْ . |
جاءت شَجَنْ . |
جاءت و في اليمنى شموعٌ |
أوقدتها من لهيبِ الإنتظارِ |
وباليسارِ |
تناولت عُشبَ الربيعِ هديةً للجدبِ |
في قلبٍ جَفَتهُ الهاطلاتُ |
وعَربَدَت فيه الإحَنْ . |
صنَعَت من الحُزنِ المُخَيِّمِ في العيونِ.. |
مراكباً للشمسِ |
قالت جُملتينِ و سافرتْ |
كنسيمِ صُبحٍ، |
وارتَقَت |
دَرَجاً إلى العلياءِ حيثُ مكانُها |
لِتشِعَّ في أرضِ الخطيئةِ شمسُها |
وتُميطَ عنها مِن أذى مَن عربدوا |
بِشَمَالِها و جنوبِها . |
قالت كُليماتٍ |
سأتركُ فيكمُ النورَ الذي أرسلتهُ لظلامِكم |
فلتهنأوا. |
وسأترك البحرَ الذي عشقتهُ أجنحةُ النوارسِ |
هادئا . |
والموجُ يلثمُ في اشتياق مسافرٍ لذويهِ |
من بعد الرجوعِ مرافئا . |
ويعاقرُ الرُّبّانَ |
والحيتانَ و الجزرَ البعيدةَ والسّفنْ . |
جاءت شجن . |
جاءت كبرقٍ خاطفٍ خلبَ العيونَ |
وسافرت نحو البعيدْ . |
نقشت رسالتها الأخيرةَ من دموع القلبِ |
قالت: لن أعودْ . |
طارت كعصفورٍ طليقٍ |
بيدَ أن أريجها |
وصدى حديثٍ ممعنٍ في الصدقِ |
باقٍ في الفؤادِ |
وخالدٌ عبر الزمنْ . |