عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > مصر > جمال مرسي > للعيون قصة أخرى

مصر

مشاهدة
1504

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

للعيون قصة أخرى

للعيون قصةٌ أخرى
ما زلتُ أذكرُ ذاكَ اليوم .
ذكراهُ تَمُر أمامَ عينيَّ كأنها سحابةٌ مُثقلةٌ بالمطر،
وقلبي مُثقلٌ بالهُموم .
إنه يومٌ ليس ككلِّ الأيام .
وكأنَّ الأرضَ فيه قد توقفت عن الدورانِ ..
والشمسُ قد حجبها الحزنُ،
فَتَوَارَت خلفَ الغيومِ تبكي،
ليحجبَ عينيها الضياءُ من شِدة الدموع.
لم تَعُد قادرةً على أن تَمُدَّ أشرعةَ الدفءِ إلى شواطئ قلبي.
يا الله ..................!!
كم أشعرُ بالبردِ .
فرائصي ترتعدُ رغم أننا ما زلنا في أولِّ شهرِ أيلولْ .
كُلُّ شيءٍ أصبح كئيباً؟،
حتى الأشجار بَدَت جامدةً و كأنَّ الهواءَ قد توقف..
عن مداعبتها .
فلم تعد تتراقص،
ولا أفنانُها تتمايلُ طَرَباً مع شقشقات الطيور.
الطيور؟
وأين الطيور؟
أَهَجَرَت أَوكارَها هي الأخرى؟
هل رَفَضَت أن ترى معيَ المشهدَ الأخيرَ،
فَآَثَرَت الرحيلَ مثلك؟
لم تقولي شيئاً يومها
وما زلتِ مُصرةً على ألا تقولي شيئاً
فلقد أَنَبْتِ عيناكِ عنكِ،
وكأنهما راويةٌ يقصُّ عليَّ قصة الرحيل .
نعم الرحيل الطويل .
عيناكِ قالتا كل شيء،
حتى و إن لم تنبس شفتاك بكلمة .
كانتا شاخصتين،
تتطلعان إلى الأفق البعيدِ
تقرآن في صمتٍ كتاباً مفتوحاً،
وتنظران إلى مقعدٍ عند مليكٍ مقتدر،
هناك حيث الحور العين .
يا الله، كم كانت لحظات قاسية .
وهل أقسى من أن تقول العين كلمة واحدة:
إني راحلة
سقطت من عيني دمعةً على جبينك الوضاء
وكأنها هي الأخرى تقول لك كلمة واحدة:
سامحيني يا أمي
سامحيني
رحمك الله .
جمال مرسي

مقطوعة نثرية
بواسطة: جمال مرسي
التعديل بواسطة: د. جمال مرسي
الإضافة: الخميس 2006/12/07 10:05:14 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com