سَقى اللَهُ أَشلاءً كرُمنَ عَن البِلا | |
|
| وَما غضّ مِن مِقدارَها حادِثُ البَلا |
|
وَمِمّا شَجاني أَن أُهين مَكانُها | |
|
| وَأُهمِل قَدر ما عَهدناه مُهمَلا |
|
أَلا اِصنَع بها يا دَهرُ ما أَنتَ صانِع | |
|
| فَما كُنتَ إِلّا عَبدَها المُتَذَلّلا |
|
سفَكت دَماً كانَ الرقُوء نَوالَه | |
|
| لَقَد جئتَها شَنعاءَ فاضِحةَ المَلا |
|
بِكَفّي سَبَتني أزرق العَين مُطرِق | |
|
| عَدا فَغَدا في غيلهِ مُتَوغّلا |
|
لنِعم قَتيلُ القَوم في يَوم عِيده | |
|
| قَتيلٌ تُبكّيه المَكارِمُ وَالعلا |
|
ألا إِنّ يَومَ اِبن الحَكيم لمُثكِل | |
|
| فُؤادي فَما يَنفَكّ ما عِشتُ مُثكلا |
|
فَقَدناه في يَومٍ أَغَرّ مُحجّلٍ | |
|
| فَفي الحَشر نَلقاه أَغرّ محجّلا |
|
سَمَت نَحوَهُ الأَيّامُ وَهوَ عَميدُها | |
|
| فَلَم تَشكُر النعمى وَلَم تحفظِ الولا |
|
تَعاورت الأَسيافُ مِنهُ ممدّحاً | |
|
| كَريماً سَما فَوقَ السماكَين مرجلا |
|
وَخانَتهُ رجلٌ في الطَواف بِهِ سَعَت | |
|
| فَناءَ بِصَدر للعلوم تَحمّلا |
|
وَجُدّل لَم يَحضُره في الحَيّ ناصر | |
|
| فَمن مُبلِغُ الأَحياءَ أَنّ مُهَلهِلا |
|
يَدُ اللَه في ذاكَ الأَديم مُمَزّقاً | |
|
| تُباركُ ما هَبّت جنوباً وَشَمألا |
|
وَمِن حَزَني أن لَستُ أَعرف ملحداً | |
|
| لَهُ فَأَرى للتّرب مِنهُ مقبّلا |
|
رُوَيدَك يا مَن قَد غَدا شامِتاً بِهِ | |
|
| فَبِالأَمس ما كانَ العِمادَ المؤمّلا |
|
وَكُنّا نُغادي أَو نُراوِحُ بابَهُ | |
|
| وَقَد ظَلّ في أَوج العُلا مُتَوقّلا |
|
ذكَرناهُ يَوماً فاِستهلّت جُفونُنا | |
|
| بِدَمع إِذا ما أَمحَلَ العامُ أَخضَلا |
|
وَمازَج مِنهُ الحُزنُ طولَ اِعتبارنا | |
|
| وَلَم نَدرِ ماذا مِنهُما كانَ أَطوَلا |
|
وَهاجَ لَنا شَجواً تَذكّرُ مجلسٍ | |
|
| لَهُ كان يهدي الحَيّ وَالملأ الألى |
|
بِهِ كانَت الدُنيا تُؤخّر مُدبِراً | |
|
| مِنَ الناسِ حَتماً أَو تُقدّم مُقبِلا |
|
لِتَبكِ عُيونُ الباكيات عَلى فَتىً | |
|
| كَريمٍ إِذا ما أَسبَغَ العُرف أَسجَلا |
|
عَلى خادِمِ الآثار تُتلى صَحائِفاً | |
|
| عَلى حامل القُرآن يُتلى مُفصّلا |
|
عَلى عضُدِ الملك الَّذي قَد تضوّعت | |
|
| مَكارِمُهُ في الأَرض مِسكاً وَمندلا |
|
عَلى قاسِم الأَموال فينا عَلى الَّذي | |
|
| وَضَعنا عَلَيهِ كُلّ إصر عَلى عَلى |
|
وَأَنّى لَنا مِن بَعدِهِ مُتَعَلّلٌ | |
|
| وَما كانَ في حاجاتِنا مُتَعَلّلا |
|
أَلا يا قَصير العُمر يا كاملَ العُلا | |
|
| يَميناً لَقد غادَرت حُزناً مُؤثّلا |
|
يَسوء المصلّى أَن هَلَكتَ وَلَم تُقَم | |
|
| عَلَيكَ صَلاةٌ فيهِ يَشهدُها المَلا |
|
وَذاكَ لِأنّ الأَمرَ فيهِ شَهادَةٌ | |
|
| وَسُنّتُها مَحفوظَةٌ لَن تُبَدّلا |
|
فَيا أَيُّها المَيتُ القَديم الَّذي قَضى | |
|
| سَعيداً حَميداً فاضِلاً وَمفضّلا |
|
لِتَهنِك مِن رَبّ السَماء شَهادَةٌ | |
|
| تُلاقي بِبُشرى وَجهك المُتَهلّلا |
|
رَثَيتُك عَن حُبٍّ ثَوى في جَوانِحي | |
|
| فَما وَدَعَ القَلب العَميدُ وَما قَلا |
|
وَيا رُبّ مَن أَوليتَهُ مِنكَ نعمَة | |
|
| وَكُنتَ لَهُ ذُخراً عَتيداً وَموئلا |
|
تَناساك حَتّى ما تَمرّ بِباله | |
|
| وَلَم يدّكر ذاكَ النَدى وَالتَفَضّلا |
|
يُرابِض في مَثواكَ كُلّ عَشيّةٍ | |
|
| ضَفيفَ شِواء أَو قَديراً معجّلا |
|
لَحى اللَه من يَنسى الأَذمّة رافِضاً | |
|
| وَيَذهَل مَهما أَصبَح الأَمر مُشكلا |
|
حَنانَيك يا بَدر الدُجى فَلَشَدّما | |
|
| تَرَكتَ بُدورَ الأُفق بَعدَك أُفّلا |
|
وَكُنتَ لِآمالي حَياةً هَنيئةً | |
|
| فَغادرتَ منّي اليَوم قَلباً مُقتّلا |
|
فَلا وَأبيكَ الخَيرِ ما أَنا بِالَّذي | |
|
| عَلى البُعد يَنسى مِن ذمامك ما خَلا |
|
فَأَنتَ الَّذي آوَيتَني مُتغَرّباً | |
|
| وَأَنتَ الَّذي أَكرَمتَني مُتَطَفّلا |
|
فَآليتُ لا يَنفكّ قَلبي مكمداً | |
|
| عَلَيك وَلا يَنفكّ دَمعي مُسبَا |
|