يا لَيتَ شعري وَهَل يجدي الفَتى الطَمَع | |
|
| هَل بَعدَ مُفترق الأَحباب مُجتَمَعُ |
|
جَزعت إِذ قيل سارَ القَوم وَاِنطَلَقوا | |
|
| وَلَيسَ يُنكرَ في أَمثالِها الجَزَعُ |
|
حازَ الأَسى بَعدَهُم صَبري بِجملتهِ | |
|
| لا النّصف فرضي مِنهُ لا وَلا الربعُ |
|
رُدّوا عَلى فُؤادي إِنَّني رَجلٌ | |
|
| بِالعَيش بَعدَ فُؤادي لَستُ أَنتفعُ |
|
وَعَلّلوني بِأَخبارِ العُذَيب فَلي | |
|
| عَلى العُذيب أَسى للصَبر ينتَزعُ |
|
جارَت عَليّ النَوى في حُكمِها وَعدت | |
|
| فَكُلّف القَلب مِنها فَوقَ ما يَسَعُ |
|
فَمن رَأى ليَ سِرباً عِندَ كاظمة | |
|
| كادَت عَلَيهِ حَصاةُ القَلب تَنصَدعُ |
|
قرينُ أنسي في دار الغَرام ثَوى | |
|
| فَيا نَعيم الهَوى هَل أَنتَ مُطّلعُ |
|
وَأَيّ أُنس لِنائي الدار مُغتَرب | |
|
| وَلّت عَلى رغمه لذّاتُه جُمَعُ |
|
يا حَبَّذا مَنزل بِالغَور تَندبه | |
|
| وَحَبَّذا فيهِ مصطافٌ وَمُرتَبَعُ |
|
وَحَبَّذا ذَلِكَ الوادي المُقدّس إِذ | |
|
| سالَت مَذانِبُه فَالريِّ وَالشبَعُ |
|
وَحَبَّذا وَقفَةٌ لي عِندَ شاطئه | |
|
| طَوراً أَقوم وَطَوراً عِندَه أَقَعُ |
|
يا تَلعةً أَخضلت ماءً جَوانِبُها | |
|
| هَل فيكِ لِلطارق المَجهود مُنتَجعُ |
|
وَيا شَباباً ذَوى هَل كَرّة أَبَداً | |
|
| وَيا خَليطاً نَأى هَل أَنتَ مُرتَجَعُ |
|
إِذا تَذَكَّرت أَيّامي فَحَيّهَلاً | |
|
| بِالدَمع يَنصبّ وَالأَنفاس تَرتَفعُ |
|
خُزَعبِلات صِبى مرّت وَأَهل هَوىً | |
|
| مَرُّوا فَلا رَجعت يَوماً وَلا رَجعوا |
|
فَلو رَأَيتَ رُسوم الدار ماثِلَة | |
|
| يَنتابها الظَبي أَو يَغتالها السَبعُ |
|
أَنكَرتَ ما كُنتَ قَبل اليَوم تَعرفه | |
|
| وَأَخبَرتك اللَيالي أَنَّها خُدَعُ |
|
آهٍ عَلى صَبوة جادَ الزَمان بِها | |
|
| وَكُلّ أنس لِأَيّام الصّبا تَبَعُ |
|
ما أَسأرت غَيرَ أَشواق وَغَير أَسى | |
|
| يَحُثّه ندمٌ يَشقى بِهِ لُكَعُ |
|
سُرعان ما رِيع ذاكَ السرب وَاأَسفي | |
|
| فَاليَوم لا سبع فيهِ وَلا رُبعُ |
|
قَومٌ جَميعٌ عَلى حُكم النَوى نَزَلوا | |
|
| لَم يغن ما أَلفوا قِدماً وَما جَمَعوا |
|
وَأَيّ حالٍ عَلى الأَيّام باقية | |
|
| فَبادر السَير وَاِعلم أَنَّها قُلَعُ |
|
عادوا حَديثاً وَعادَت دارهُم طلَلا | |
|
| كَأَنَّهُم في عِراص الدَهر ما رَبَعوا |
|
أَلقى الزَمان عَليهم خلعة حسُنَت | |
|
| لَكن عَلى عجَل ما اِبتُزّت الخُلَعُ |
|
حَتّى مَ أَنتَ عَلى دُنياك مُعتَكِفٌ | |
|
| أَما تغصّك مِنها هَذِهِ الجُرعُ |
|
ما ضَرّ لَما رَأَيتَ الصالِحين بِها | |
|
| لَو كُنت تَقنع مِنها بِالَّذي قَنِعوا |
|
جازوا عَلَيهم فَلَم يَستهوهم عَرَض | |
|
| وَلا ألمّ بِهم حرص وَلا جَشَعُ |
|
فَكُلَّما عَرضت دُنيا لَهُم نَفَروا | |
|
| وَكُلَّما ذَكَروا مَولاهُم خَشَعوا |
|
طوبى لَهُم فَلَقَد قَرّ القَرار بِهم | |
|
| في مُستَقَرّ نَعيمٍ لَيسَ يَنقَطعُ |
|