مَضَوا يَظلِمونَ اللَيلَ لا يَلبسونهُ | |
|
| وَإِن كانَ مِسكِيّ الجَلابيبِ ضافِيا |
|
يُؤمّونَ بيضاً في الأَكِنَّةِ لَم تَزَل | |
|
| قُلوبُهُم حُبّاً عَلَيها أَداحِيا |
|
وَأَغربَةُ الظَلماءِ تَنفُضُ بَينَهُم | |
|
| قَوادِمَها مَبلَولَةً وَالخَوافِيا |
|
إِذا مَرَقوا مِن بَطنِ لَيلٍ رَقَت بِهِم | |
|
| إِلى ظهرِ يَومٍ عَزمَةٌ هِيَ ما هِيا |
|
وَإِن زَعزَعَتهُم رَوعَةٌ زعزَعوا الدُجى | |
|
| إِلَيها كُماةً وَالرِياح مَذاكِيا |
|
وَلَو أَنَّها ضَلَّت لَكانَ أَمامَها | |
|
| سَنا عمرٍ في فَحمَةِ اللَيلِ هادِيا |
|
وَصَلَّت بِهِ الهَيجا عَلَيهِ وَسَلَّمَت | |
|
| فَما اِرتَضَيا حاشاهُ ساقاً وَساقِيا |
|
هُمامٌ أَقامَ الحَربَ وَهيَ قَعيدَةٌ | |
|
| وَرَوّى القَنا فيها وَكانَت صَوادِيا |
|
شَريفُ المَطاوي تَحتَ خَتمِ ضُلوعِهِ | |
|
| تَميمَةُ تَقوى رَدَّتِ الدَهرَ صاحِيا |
|
إِذا قُرِئَت لا بِالنَواظِرِ طبّقت | |
|
| سُرى أُختِها ذاتِ البُروجِ مَساعِيا |
|
وَهَديٌ لَو اِستَشفى المُعَنّى بِرَوحِهِ | |
|
| لَما كانَ بِالوَجدِ المُبَرِّحِ صالِيا |
|
وَرِقَّةُ طَبعٍ لَو تَحَلّى بِها الهَوى | |
|
| لأَعدى عَلى عَصرِ الشَبابِ البَواكِيا |
|
إِلَيهِ أَكلتُ الأَرضَ بِالعيسِ ثائِرا | |
|
| وَقَد أَكَلَت مِنها الذُرى وَالحَوامِيا |
|
حَوافِيَ لا يُنعَلنَ وَالبُعدُ آذن | |
|
| عَلى نَفسِهِ إِلّا الوَجى وَالدياجِيا |
|
فَجاءَتهُ لَم تُبصِر سِوى البِشر هادِياً | |
|
| وَسَلهُ وَلَم يَسمَع سِوى الشُكرِ حادِيا |
|
هَوادٍ عَلى أَعجازِها قيمُ النَدى | |
|
| فَأَربح بِنا مَشرِيَّ حَمدٍ وَشارِيا |
|
أَلِكني أَلِكني وَالسِيادَةُ بَينَنا | |
|
| إِلى مولَعٍ بِالحَمدِ يَشريهِ غالِيا |
|
إِلى آمِرٍ في الدَهرِ ناهٍ إِذا قَضى | |
|
| عَلى كُلِّ مَن فيها أَطاعوهُ قاضِيا |
|
وَحَيّوهُ لا راجينَ رَجعَ تَحِيَّةٍ | |
|
| وَإِن كانَ جوداً لا يُخَيّبُ راجِيا |
|
إِلَيكَ اِبن سَيفي يَعرُبٍ زَفَّ خاطِري | |
|
| عَقائِلَ لا تَرضى البُروجَ مَغانِيا |
|
وَإِنّي لِأَستَحيي مِنَ المَجدِ أَن أَرى | |
|
| عَلَيَّ لِمَأمولٍ سِواكَ أَيادِيا |
|
وَأَنّي وقَد أسلَفتني قَبلَ وَقتِهِ | |
|
| مِنَ البرِّ ما حازَت خُطاهُ الأَمانِيا |
|
وَأَيقَظتَ مِن قَدري وَما كانَ نائِماً | |
|
| وَأَبعَدتَ مِن ذِكري وَما كانَ دانِيا |
|
وَلَكِن نَبا مِن حُسنِ رَأيِكَ في يَدي | |
|
| أَظُنُّ حُساماً لَم يَجِدنِيَ تالِيا |
|
وَلَو لَم يكُن ما خِفتُ لا خِفتَ لَم أَجِد | |
|
| عَلى غَيرِ ما أَخدَمتنيهِ اللَيالِيا |
|
إِلى مَن إِذا لَم تشكني أَنتَ وَالعُلا | |
|
| أَكونُ بِما أَلقى من الدَهرَ شاكِيا |
|
وَأَنتَ عَلى رَفعي وَوَضعِيَ حُجَّةٌ | |
|
| فَكُن بي عَلى أولاهُما بِكَ جارِيا |
|
وَما أَسَفي إِلّا عَلى فَوتِ رُتبَةٍ | |
|
| عَهِدتُكَ فيها بادِياً وَمُبادِيا |
|
وَكَون مَكاني مِن سَمائِك عاطِلاً | |
|
| وَلَولا مَكاني الدَهر ما كانَ حالِيا |
|
وَإِنَّ كَسادي رَأسَ أَلف صِناعَةٍ | |
|
| لَيَترُكُ وَسماً في السِيادَةِ بادِيا |
|
فَرَدَّ المُنى خضراً تَرفّ غُصونها | |
|
| بِمَبسوطَةٍ تَندى نَدىً وَعَوالِيا |
|
عَوالٍ إِذا ما الطَعنُ هَزَّ جُذوعَها | |
|
| تَساقَطَتِ الهَيجا عَلَيكَ مَعالِيا |
|
وَعاوِن عَلى اِستِنجازِ طَبعٍ بِهَبَّةٍ | |
|
| ترقّصُ في أَلفاظِهنَّ المَعانِيا |
|
وَأَجعَلُ أَرضَ الرومِ تَجلو تِلاعُها | |
|
| عَلَيكَ زَروداً وَالحِمى وَالمَطالِيا |
|
وَقَد نَشَرَت مِن ذي القُروحِ وَخالهُ | |
|
| وَعَمرُو بن كُلثومٍ عِظاماً بَوالِيا |
|
وَقيلَ لَهُم مَن ذا لَها فَتَخَيَّروا | |
|
| أَخيراً يَبُذُّ القائِلينَ الأَوالِيا |
|
فَإِن نُسِقوا عَلى الوَلاءِ وَلَم يَكُن | |
|
| بِذَلِكَ فَاِجعَل مِنهُ ظِلَّكَ عارِيا |
|
وَعَزَّ عَلى العَلياءِ أَن يُلقِيَ العَصا | |
|
| مُقيماً بِحَيثُ البَدر أَلقى المَراسِيا |
|
وَمَن قامَ رَأيُ اِبنِ المُظَفَّرِ بَينَهُ | |
|
| وَبَينَ اللَيالي نامَ عَنهُنَّ لاهِيا |
|