إلَيْكَ تَباشير البشائِرِ مُقْبِلَهْ | |
|
| تَلوحُ بآفاقِ الهُدَى مُتهَلِّلَهْ |
|
وعنْك أحاديثُ الهِباتِ صحيحةٌ | |
|
| عَلَيْكَ غَدَتْ وَقْفاً وفي النّاسِ مُرْسَلَهْ |
|
فوجْهُك للشمْسِ المنيرةِ مُخجِلٌ | |
|
| وكفُّكَ للغيْثِ الهَتون مُبخِّلَهْ |
|
وخَيْلُك في أعْرافها لك آيةٌ | |
|
| مُسوّغةٌ مالَ العِدَى ومُنَفِّلَهْ |
|
فهُنِّئتَ ما استَقْبلْتَ يا مَلِكَ الهدى | |
|
| من العِزّ لا زالتْ سُعودُكَ مُقْبِلَهْ |
|
لقد قَلّد الرحْمنُ أمْرَ عبادِه | |
|
| إماماً لهُ في العدْلِ أرْفعُ مَنْزِلَهْ |
|
إمامُ هُدىً قد شُرِّف الملكُ باسْمِه | |
|
| كما شرَّفَ السيفُ اليَمانيُّ مِحْمَلَهْ |
|
غَدا مُشْبهاً في الحِلمِ والعزْمِ والنّدى | |
|
| مؤيَّدَهُ مَنصورَهُ مُتوكِّلَهْ |
|
وهَل تقتدي الأملاك إلا بيُوسفٍ | |
|
| فقدْ عَلِموا إخْباتَهُ وتبتُّلَهْ |
|
وهل تخضَعُ الأبطال إلا لِيوسُفٍ | |
|
| إذا هو يومَ الرّوعِ جرّد مُنصُلَهْ |
|
كأنّي بخيْل اللهِ وهوَ يُجيلها | |
|
| لفتح بلادِ الكُفْرِ غرّاً محجّلَهْ |
|
وهِندِيُّهُ قد صحّ أنّ هُيامَهُ | |
|
| بِهامِ العِدَى أنحى عليها وأنْحلَهْ |
|
وأسْمَرُهُ الخطّيُّ من طرَبٍ بِها | |
|
| ترنّحَ في كفّ الكَميِّ فأرْسَلَهْ |
|
أقامَ صَغاهُ في نحور عُداته | |
|
| فللهِ ما أعْداهُ حُكماً وأعْدَلَهْ |
|
ملائكَةُ السّبعِ الطِّباقِ تَحُفُّهُ | |
|
| إذا ما غَدا والنّصْر يَقْدُمُ جَحْفَلَهْ |
|
وكمْ واردٍ يَبْغي النّدى أمَّ بابَهُ | |
|
| فأورَدَهُ جَدوى يَديهِ وأنْهَلَهْ |
|
هو الملِكُ الموْلى الهمامُ الذي لهُ | |
|
| مَكارمُ تُزْري بالغمائم مُسْبَلَهْ |
|
ورأيٌ رشيدٌ لوْ تقادمَ عهْدُهُ | |
|
| لأمّلَهُ فيه الرّشيدُ وأمّ لَهْ |
|
من النفَرِ الغرّ الذين وُجوهُهُمْ | |
|
| لإشراقِها تعْنو البُدورُ مُكَمَّلَهْ |
|
لك المجْدُ في الأمْلاكِ يُرْوى حَديثُه | |
|
| وقَيْسُ بنُ سعْدٍ في القديم تأثّلَهْ |
|
فآباؤك الأنصارُ جاءت بذكْرِهمْ | |
|
| لنا سُوَرٌ في مُحْكَمِ الذكر مُنزَلَهْ |
|
هُمُ أوْضحوا نَهْجَ الهِدايةِ للوَرى | |
|
| وهمْ نصرُوا دينَ الإلهِ ومُرسَلَهْ |
|
سَعى نحْوَهُ السيفُ الصقيلُ فراعَهُ | |
|
| وجَدّ لهُ الرمحُ الطويل فجدّلَهْ |
|
بماذا عَسَى يُثْني البَليغُ وقدْ أتَتْ | |
|
| بذلك آياتُ الكِتابِ مُفَصَّلَهْ |
|
أموْلايَ لا يأتي بوَصفك شاعرٌ | |
|
| ولوْ أنّ قُسّاً فيه أعْمل مِقْوَلَهْ |
|
ولكنّ بالأمْداحِ آتي فإنّها | |
|
| بأغراضِ من يأتي بها مُتكفّلَهْ |
|
فعبْدُكَ يُهْديها إليك وسائِلاً | |
|
| أبى اللهُ أنْ تُلفَى بجودك مُهْمَلَهْ |
|
أقِلْهُ أنِلْهُ وفِّ ما قدْ وعَدتَهُ | |
|
| قديماً وبلّغْهُ الذي منكَ أمّلَهْ |
|
نَداكَ غَمامٌ والنّظامُ حديقةٌ | |
|
| بهِ قدْ غدتْ أدْواحُها مُتهدِّلَهْ |
|
وهل هُوَ إلا الروضُ باكرهُ الحَيا | |
|
| فأوْدَعَ ريّاهُ صَباهُ وشَمْألَهْ |
|
فتأخُذُ من جَزْل النّظام قلائِداً | |
|
| وتعطي جَزيلَ المالِ من غيْر مسألَهْ |
|
فدُمْ ناصِرَ الدّين الحنيفِ وكهْفَهُ | |
|
| ومَلجأهُ في الحادثاتِ وموئِلَهْ |
|