عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الأندلس > غير مصنف > ابن فُركون > أجِلْها في أباطِحِها جِيادَا

غير مصنف

مشاهدة
922

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أجِلْها في أباطِحِها جِيادَا

أجِلْها في أباطِحِها جِيادَا
تُجِدُّ السّيرَ طَوْعاً وانقِيادا
وعرِّسْ بالرّكائِبِ في رُباهَا
فتِلْكَ حُداتُها تَبغي ارْتيادا
على أنّي عَميدُ القَلبِ شاكٍ
وإن قرُبَتْ معاهِدُها البِعادا
ستعلم دَوْلَةُ العُشّاقِ أنّي
عميدٌ قدْ جُعِلتُ لها عِمادَا
خبالُ القلْبِ يُذْهِبُهُ خَيالٌ
إذا هو قدْ ألمّ دُجىً وعَادَا
ففي الطيف المُلِمّ لهُ شِفاءٌ
ولكِن جفْنُه ألِفَ السُّهادَا
حديث الوَجْدِ أكْتبُه فأُلْقِي
بصَفْحِ الخدّ من دَمْعي مدَادَا
وكم زمنٍ قطَعْنا في التَّصابِي
حَسِبنا غَيّنا فيهِ رشادَا
تعاطيْنا كؤوسَ الوُدّ تُبْدي
لشمْلِ الأنْسِ جمْعاً واحْتِشادَا
أجَلْناها جِياداً قدْ أقمْنا
بميْدانِ السرُورِ لها طِرادَا
وساحِرَةِ الجفُونِ أرَتْ حُلاها
فلَمْ تَتْرُكْ بلا وجْدٍ فُؤَادا
فَواتِرُ وهْيَ تمْنَحُنا فتوناً
نواعسُ وهْيَ تمْنَعُنا الرُّقادا
فَلولاها لَما هِمْنا غراماً
ولا مِلْنا إلى الذّكْرى ودَادا
ولوْلا ناصِرُ الدّين ابْنُ نَصْرٍ
لما نِلْنا منَ الدنيا مُرادا
ولوْلاه لأوْجَفْنا سِراعاً
رَكائِبَنا نَجوبُ بها البِلادا
وقدْ كُنّا نسيرُ بِلا انثناءٍ
ونتّخِذُ الثّناءَ عليهِ زادا
إلى أنْ جاءَنا وعْدٌ كَريمٌ
أفادَ منَ المَكارِم ما أفادا
فأمْرَعَ بعْدَهُ روْضُ الأماني
وأخصَبَ كلّما رُمْنا مَرادا
ومَنْ أوْفَى بعهْدٍ منك يا مَنْ
تَعاهِدُنا مَكارمُهُ عِهادا
وعبْدُ مقامِكُمْ نظماً ونثراً
أجادَ وعَن سَبيل الجودِ حادَا
وسائِلُهُ لَديْكَ لَها صُعودٌ
ترُدُّ البيضَ والسُّمْرَ الصِّعادا
بها لاقَى خُطوبَ الدّهْرِ دِرْعاً
ويوْمَ الفَخْرِ قلّدَها نِجادا
ستكْسونا الملابِسَ ضافياتٍ
وتُعْطينا المُحَجّلة الوِرادَا
ومازِلنا على عِلْمٍ بأنّا
لذلِك لن نُضامَ ولن نُكادَا
فإن جارَ الزمانُ وراحَ منّا
خضوعاً كيفَ نعْطيهِ قِيادَا
وكيفَ وراحَةُ المَوْلَى ابْنِ نصْرٍ
تزيدُ من النَوالِ مَن اسْتَزادا
تقولُ لمن هَوى منّا خضوعاً
أرى العَنقاءَ تكبرُ أن تُصادَا
إذا سُئِلَ الملوكُ فآل نصْرٍ
بحُورٌ قد أمَدّتْها ثِمادا
ويُوسُفُ للملوكِ غدا إماماً
بما مَلكَتْ أنامِلُهُ جَوَادا
ويوسُفُ قد غَدا بَدراً وبحراً
لديْه لَن نضِلَّ ولن نُذادا
فبَدْرُ هُداهُ لا يَلْقَى مَحاقاً
وبحْرُ نَداهُ لا يخْشَى نَفادا
لقد فاقَ المُلوكَ نَدىً وعِلْماً
فلا مَلكٌ يرومُ لهُ عِنادا
لنُصْرةِ مُلْكِهِ الأعْلَى تجلّتْ
ملائِكُ ترتقي السّبعَ الشِّدادا
لو الأفْقُ اقتدى بحُلَى عُلاهُ
هُدىً وندىً أنارَ سنىً وجادَا
ولوْ صدَرَتْ أوامِرُهُ لأضحَى
مطيعاً أمرَهُ فيما أرادا
فأمْطَى منْ بَوارِقِهِ جِياداً
ووَثَّرَ من كواكبهِ مِهَادا
ومن عَجبٍ نوالُكَ حين يَهْمي
يَزيد الفِكرَ صَيِّبُه اتِّقادا
وكمْ لِعلاكَ من صُنْعٍ جميلٍ
لجسْمِ الدّهْرِ قد أضحى فُؤادا
ولا كالنُّزهَة الغرّاءِ لمّا
لدَيها العِزُّ أصْبَحَ مسْتَفادا
بَوادي الحُسْنِ قد لاحتْ بوادٍ
منَحْناهُ المحبّةَ والوِدادا
فأنواعُ الجمالِ وإن تناهَتْ
حَوَى جمعاً لها وبها انفرادا
بَدا للأُنسِ ربْعاً حين أضحَتْ
ظِباءُ الإنسِ تحْسِبُهُ مَرادا
إذا جالَ النّسيمُ لَدَى رُباهُ
وعادَ حديثَ بهْجَتِهِ أعادا
تثنّى الغُصنُ إذ أثْنَى عليهِ
خَطيبُ الطيْرِ من طَرَبٍ ومادا
بِوادٍ حَلّ مَوْلانا فعمّتْ
ركائِبُهُ الغوائرَ والنّجادا
تَرَى كُلّاً لديْه مِنْ يَديْهِ
يُراوَحُ بالمكارِمِ أو يُغادَى
لقدْ شرّفْتَ مغْناهُ فقُلْنا
بحقٍّ أنْ يسودَ ولنْ يُسادا
ستُثْني بالذي أوْليْتَ فيهِ
بَنو الآمالِ مَثْنَىً أو فُرادَى
وقدْ أوْحَشْتَها حمْراءَ مُلْكٍ
فأبْدَتْهُ خلوصاً واعْتِقادا
كأنّ الرّوحَ قدْ عادَتْ لجسْمٍ
غداةَ احْتَلّها المَوْلَى وعادا
فلُقِّيتَ المُنى ظَعَناً وحَلّاً
وهُنِّئْتَ الثّناءَ المسْتَجادا
إذا نادَى الورَى غرْباً وشرْقاً
إمامَ مُلوكِها كُنتَ المُنادى
بَقيتَ لنَصْرِ دين اللهِ تُعْلي
مَعالِمَهُ دِفاعاً أو جِهادا
ابن فُركون
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2012/04/03 01:15:32 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com