عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الأندلس > غير مصنف > ابن فُركون > هي الهَضْبةُ الشّمّاءُ بادٍ وقارُها

غير مصنف

مشاهدة
934

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هي الهَضْبةُ الشّمّاءُ بادٍ وقارُها

هي الهَضْبةُ الشّمّاءُ بادٍ وقارُها
تَحامَى حِماها ليلُها ونهارُها
لقدْ أخذَتْ منْ حادِثِ الدّهْرِ حِذْرَها
إلى مالهُ يومَ الجَزاءِ انتظارُها
فلم يرْمِها مرُّ الجديدينِ بالبِلَى
ولا راعَها مثْلَ البُدورِ سِرارُها
سوى أن بدَتْ منها الهضابُ مَفارقاً
ببِنْيَتِها البيْضاءِ شابَ عِذارُها
ومَولَى المُلوكِ البرُّ يوسفٌ الذي
لهُ راحةٌ بالجودِ ماجَتْ بحارُها
تواضَعَ لله العظيمِ بوضْعِها
تُصافِحُ عُلْويَّ الدّراريّ دارُها
على البِر والتقوَى أقامَ بناءها
فقَرّ على رغْمِ العُداةِ قرارُها
وأسّس مَبْناها بكفٍّ كريمَةٍ
سحابُ نَداها للعُفاةِ انهمارُها
وقد حجرَ الأعْداءَ عن ربْعِها الذي
تناقَلُ بالأيْدي لدَيْهِ حِجارُها
تروقُ على الرّاحاتِ حُسناً كأنها
كُؤوسُ مُدامٍ بالأكُفِّ مَدارُها
ودارَتْ بها دوْرَ السّوارِ كتائِبٌ
بناصِر دينِ اللهِ فيها انتصارُها
كتائب عزٍّ إن أغارَتْ وأنجَدَتْ
تُغيرُ فيُرْدي بالعُداةِ اغتِرارُها
لقد فرَعَتْ نحْرَ الكتائِبِ وارْتَقَتْ
وإن عزّ مرْماها وشطّ مزارُها
فعُدّتْ من الشُهْبِ الثّواقبِ عندَما
أنارَتْ لدى جِنْحِ الدُّجُنّةِ نارُها
حَمَيْتَ حِماها كالضّبارِمِ والظُبا
مُشهّرةٌ في الخافِقينَ اشتِهارُها
وقد نلْتَ بالإنفاقِ بِرّاً ورفْعَةً
فكمْ بِدَرٍ نحْو الأكُفِّ بِدارُها
وجالَتْ بها خدّامُ مُلْكِكَ جوْلَةً
فبانَ على الصّنْعِ الجميلِ اقْتدارُها
تطوفُ بها للأمْنِ واليُمْنِ كعْبةً
فللرُّكْنِ منها حجُّها واعْتِمارُها
وترْمي بأعْلاها الحجارةَ آخِراً
كأنّ وفودَ الحجّ تُرْمَى جِمارُها
وفي معْدِن البارودِ أعظَمُ آيةٍ
بدَتْ فالنُّهَى فيها يَطولُ اعْتِبارُها
نصبْتَ بها للنفْطِ أبراجَها التي
يُضاهي بُروجَ النّيّراتِ جِدارُها
فكيَّفَ منهُ اللهُ للحَرْبِ عُدّةً
ففي القَفْرِ منه ما إليْهِ افتِقارُها
وقابَلَها المبْنَى الرّفيعُ مُجاوِراً
لها إذْ بمَوْلَى الخَلْقِ عزّ جوارُها
يُريك لدَى الظّلماءِ غُرّةَ أدْهَمٍ
بِها غرّةُ الأعداءِ فُلّ غِرارُها
عمرْت به ثَغْراً كأنْ بعُداتِه
وقد أقفَرتْ أوْطانُها وديارُها
تسُلُّ عليْها سيْفَ عزْمِكَ إذ لها
بهِ حالَتاها قَتْلُها أو إسارُها
أقمْتهما كالفرْقدَيْن لذاك قدْ
بَدا منْ شياطِينِ الضّلالِ نفارُها
ودونَكَ يا مَولايَ منها عُجالةً
تبيّن للتّقصيرِ فيها اعْتِذارُها
على أنّ أفكاري بوصْفِكَ لا تَفي
فسِيّانِ فيهِ طولُها واختِصارُها
ابن فُركون
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2012/04/03 01:21:58 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com