أثارَ هَواها نُزّعاً تَشتَكي الوَجا | |
|
| سَنا بارِقٍ يهْدي الرّكائِبَ في الدُجا |
|
تألَّقَ خَفّاق الجَناحِ كأنّما | |
|
| غَدا مُزْجياً ركْبَ السّحائِبِ مُزْعِجا |
|
أنارَ وقد أخفَى الظّلامُ سَبيلَها | |
|
| فأسْرَعَ للتأْويبِ منْ باتَ مُدْلِجا |
|
تقولُ حُداةُ العيسِ إذ غالَها السُّرَى | |
|
| ألَمْ يانِ للإصْباحِ أن يتبَلّجا |
|
ألا يا خَليليَّ انزِلاها مَعاهِداً | |
|
| ومُرّا عليْها بالرِّكابِ وعرِّجا |
|
لعَهْدي بها والحيُّ في عَرَصاتِها | |
|
| يُحَيّا بما يُهْدي جنىً وتأرُّجا |
|
وصَوْبُ الحَيا حلّ الحُبا في بِطاحِها | |
|
| فللّهِ ما أبْهى حُلاها وأبْهَجا |
|
كأنّ سَقيطَ الطّلِّ منْ قُضْبِ دوْحِها | |
|
| مُرَدِّدُ لَفْظٍ من لسانٍ تَلَجْلَجا |
|
مَعاهِدُ لا تُخْفي الصّبابةَ إذ غَدا | |
|
| نَسيمُ صَباها للغَرامِ مهيِّجا |
|
وللوَخْدِ طِرْفٌ ما كَفَفْنا جِماحَهُ | |
|
| فجالَ بمَيْدانِ التّصابي وهَمْلَجا |
|
ومائِسَةِ الأعْطافِ لم نَدْرِ قبْلَها | |
|
| بأنّ شُموسَ الأفْقِ يَحْلُلْنَ هوْدَجا |
|
هيَ الشمسُ يُسْتَجْلى سَناها وقد غَدا | |
|
| لها البدْرُ والجوزاءُ قُرْطاً ودُمْلُجا |
|
فمَنْ لمْ يُشاهِدْ وجْهَها وقَوامَها | |
|
| فَما البدْرُ مُلْتاحاً ولا الغُصْنُ رَجْرَجا |
|
ومَنْ هامَ بالحَسْناءِ من غيْرِ حيِّها | |
|
| فما القَدُّ مُرْتاحاً ولا اللّحْظُ أدْعَجا |
|
ومَنْ أمَّ بحْرَ الجودِ والعِلْمِ لا يُرَى | |
|
| على غيْرِ مَولانا ابْن نصْرٍ معَرِّجا |
|
هوَ اليوسُفيُّ الناصِرُ المَلكُ الذي | |
|
| عزائِمُهُ تُخْشى ورُحْماهُ تُرْتَجى |
|
هوَ اليوسُفيُّ العالِمُ العَلَمُ الذي | |
|
| عوامِلُهُ شهْبٌ من النّقْعِ في دُجَى |
|
ألا عَدِّ عنْ ذِكْرِ القَياصِرَة الألى | |
|
| لديهُ ودَعْ كِسْرى المُلوكِ متوَّجا |
|
فهذا إمامٌ تابعٌ جدَّهُ الذي | |
|
| غَدا سيّدَ الأنْصار أوْساً وخزْرَجا |
|
وهذا الذي مازالَ في الأرضِ أمنُهُ | |
|
| على الخلقِ ظِلاً في الهَواجِرِ سَجْسَجا |
|
وهذا الذي مازال في اللهِ سالِكاً | |
|
| سَبيلاً إلى النّصْرِ العزيز ومَنْهَجا |
|
شمائِلُه تحْكي الشمائِلَ رقّةً | |
|
| وأمْداحُهُ زهْرَ الرّياضِ تأرُّجا |
|
رجَوْنا به نيْلَ المكارمِ والعُلى | |
|
| فلمّا رأيْنا وجْهَهُ صدقَ الرَّجا |
|
فمِنْ عزْمَةٍ تكفي العِدَى وتكفُّها | |
|
| ومنْ جودِ كفٍّ لا تُخيّبُ مَن رَجا |
|
إذا ماجَ بحْرُ الرّوْعِ خاضَتْ غِمارَهُ | |
|
| صوافِنُهُ تحْكي السّفينَ المُلَجِّجا |
|
وقد أسْمَعَتْ غرُّ الجيادِ صَهيلَها | |
|
| وراقَتْ حَوالَيْها العَوالي توشُّجا |
|
فتحْسِبُ أن الحرْبَ أبدَتْ حديقةً | |
|
| بها القُضْبُ مُلْداً والحمائمُ هُزَّجا |
|
أمَوْلايَ إنّ اللهَ مازالَ مُلْهِماً | |
|
| لأجْملِ صُنْعٍ جاءَ بالنّصرِ مُلْهِجا |
|
تعوجُ الأعادي عن لقائِكَ كلّما | |
|
| تُقوّمُهُ رُمْحاً وتعْلوهُ أعوَجا |
|
فأسْمرُك الخطّيُّ يلتاحُ نصْلُهُ | |
|
| شِهابَ هُدىً ليْلَ العَجاجَة مُفْرِجا |
|
وكفُّكَ للعافينَ تندَى غمامةً | |
|
| وسيفُك يُذكي جاحِماً متأجِّجا |
|
كذلكَ من شأنِ الغَمامِ انسكابُها | |
|
| إذا ما تُريكَ البارِقَ المتوهّجا |
|
كأنّ مُثارَ النّقْعِ ليلٌ وفجْرُهُ | |
|
| حُسامُك يبْدو خاضِباً متضرِّجا |
|
كأنّ ميادينَ الطّراد صَحيفةٌ | |
|
| يُريكَ بها الخطّيُّ خطّاً مُثَبّجا |
|
ولكنّهُ معْنى سُعودِكَ موضِحٌ | |
|
| وضوحَ النّجومِ الزُهْرِ والليلُ قد سَجا |
|
لكَ العزْمُ إنْ أمْضَيْتَ أحْكامَهُ ففي | |
|
| نُحورِ عُداةِ الدّينِ قد أصبحَتْ شَجا |
|
لك العِلْمُ يَهْدي كُلَّ مَنْ ضلّ رُشدَهُ | |
|
| وعاجَ عن النّهْجِ القويمِ وعرّجا |
|
وقد عادَ عيدٌ كان منْ قبْلُ مُطْلِعاً | |
|
| مُحيّاكَ وضّاحَ الأسرّةِ أبْلَجا |
|
فللهِ يومٌ قد أرانا حقيقةً | |
|
| منَ الطّلعةِ الغرّاءِ صُبْحاً تبلّجا |
|
مدَدتَ لتقبيلِ الخلائِقِ راحةً | |
|
| يفوقُ نداهَا الزّاخِرَ المُتمَوِّجا |
|
وهلْ بعْدَ أن قبّلْتُ كفَّك آمِلاً | |
|
| أكونُ إلى شيءٍ من الدّهْرِ مُحْوَجا |
|
رَدَدتَ سِهامَ الدّهر حتى تقصّدَتْ | |
|
| وقد كان بابُ القَصْدِ دونيَ مُرْتَجا |
|
فدونَكَ يا موْلَى الورَى من مدائِحي | |
|
| ثَناءً كأزْهارِ الرياضِ مؤَرَّجا |
|
أتيتُ بها كالزُّهْرِ والزَّهْرِ في الرُبَى | |
|
| فراقَتْ ورقّتْ بهجَةً وتأرُّجا |
|
حياءً من التقْصير بالطِّرْسِ حُجِّبَتْ | |
|
| على أنها حسْناءُ تُبْدي التبرُّجا |
|
فهُنِّئْتَهُ عيداً كريماً ومَوسماً | |
|
| جَميلَ المُحيّا رائِقَ الحُسْنِ مُبْهِجا |
|
وبُلِّغْتَ ما تَرْجوهُ بدْءاً وعَودةً | |
|
| ولازِلْتَ في الأمْلاكِ أكرَمَ مُرْتَجى |
|