هنيئاً لَكَ الإِقبَالُ واليُمنُ والنُّجحُ | |
|
| لَقَد جَاءَ نَصرُ اللهِ إذ جئت وَالفَتحُ |
|
قَضَى اللهُ أن تَسعَى لإِحيَاءِ دِينِهِ | |
|
| فَتَفعَل مَا لا يَفعَلُ السَّيفُ والرُّمحُ |
|
وَقدّرَ أن تُبلَى عَلَى مَشهد الوَرَى | |
|
| سَريرَتُكَ الفُضلَى وَآراؤُكَ السُّجحُ |
|
وَأن يَتَقَاضَى مَوضِعَ النَّصرِ فِي العِدَا | |
|
| حَفِيظٌ عَلَى الإِسلامِ مُؤتَمَنٌ سَمحُ |
|
فَوَفّقَ مَا تَنوِي وَسَدّدَ مَا تَرَى | |
|
| وَيَسَّر مَا تَأتي وقَرَّبَ مَا تَنحُو |
|
أرادَكُمُ أَدفُونشُ بالغَدرِ قادحاً | |
|
| زِنَادَ هِياجٍ لَم يُعِنهُ بِهَا القَدحُ |
|
وَأبدَى بِبِيضِ الهِندِ بَيضَةَ مُلكِهِ | |
|
| فَمُزِّق عَنها القَيضُ واستُرِطَ المُحًُّ |
|
أتَى في جُموع الرُّومِ تَنوِي بِزَعمِهَا | |
|
| لأندَلُسٍ كَسحاً فَكانَ بِهَا الكَسحُ |
|
بِمَا كَالحَصَى عَدّاً وَكَالشُّهبِ عِدَّةً | |
|
| تَضَاءَلَ عَنهَا السَّهبُ وَالوَهدُ والسَّفحُ |
|
أطَلَّ عَلَيهِم نَاصِرُ الدِّينِ فَانثَنَوا | |
|
| وَبَأوُهُمُ صُغرٌ وَزأرُهُمُ نَبّحُ |
|
وَخَرَّت جِبَالٌ مِنهُمُ صَدَمُوا بِهَا | |
|
| عَزيمَتَهُ نَطحاً فَأَرداهُمُ النَّطحُ |
|
فَقُل لِعَمِيدِ الشِّركِ هَل نُصِرَ العِدَا | |
|
| وَهَل حَلّت البُشرَى وَهَل عَظُمَ المَنحُ |
|
وَهَل أُدرِكَ الثّأرُ المُنِيمُ لَدَيكُمُ | |
|
| وَهَل رُدَّت النُّعمَى وَهَل أُسِيَ الجَرحُ |
|
أَلَم يَلتَئِم مِن فورِهِ ذَلِكَ الثَّأَى | |
|
| أَلَم يَندَمِل مِن حِينِهِ ذَلكَ القَرحُ |
|
كَتَبتَ سُطورَ الظِّنِّ فِي مهرَقِ العَرَا | |
|
| فَخَانَكَ مِنهَا مَا تُقِرُّ وَمَا تَمحُو |
|
ولاقَيتَ مِن دُونِ الأَمَانِي خَلِيفَةً | |
|
| بدِيهَتُه وَحيٌ وَعَزمَتُهُ لَمحُ |
|
ألا إنَّهُ المَلكُ الَّذِي لَم يَسِر إِلَى | |
|
| مَدَى أمَلٍ إلاّ وَسَايَرَهُ النُّجحُ |
|
يُقَاتِلُ عَنهُ الطَّمُّ والرِّمّ مَن عَصَى | |
|
| وَيَغزُو لَهُ فِي المُلتَقَى الرِّيحُ والضِّحُّ |
|
وَقَد عَرَّفتَكَ الحَربُ قَدرَكَ عِندَهُ | |
|
| ولا جِدَّ مِن بَعدِ العِيَانِ ولا مَزحُ |
|
فَكَيفَ تَرَى بَعدَ اعتِرَافٍ وخِبرَةٍ | |
|
| أهَيجَاؤُهُ أشهَى إلَيكَ أمِ الصُّلحُ |
|
وَلَمّا رَأيتَ الأُسدَ تَأوِي مِنَ القَنَا | |
|
| إِلَى أُجُمٍ لا الضَّالُ مِنهَا ولا الطَّلحُ |
|
فَرَرتَ وجِنحُ اللَّيلِ دِرعٌ مُفاضَةٌ | |
|
| عَلَيكَ وأوقَى جُنَّةِ الهَارِبِ الجِنحُ |
|
وَخَلَّوكَ لا شُحاً عَلَيكَ مِنَ الرَّدَى | |
|
| وَلَكِن عَلَى أرماقِ خَيلِهِمُ شَحوا |
|
فَصِرتَ طِرِيداً لِلخلافَةِ لائِذاً | |
|
| تَضِيقُ بِكَ الدُّنيا وَيَذعَرُكَ الصُّبحُ |
|
بِأدنَى رَذَاذٍ مِن غُيُومِ انتِقَامِهِم | |
|
| غَرِقتَ فَمَا يُدرِيكَ وَيحَكَ إن سَحّوا |
|
فَإن رَشَحَت مِن بَعدِهَا لَكَ بَلَّةٌ | |
|
| مِنَ العَيشِ لَم يَنجَع بِهِ ذَلِكَ الرَّشحُ |
|
أقَمتُم عَلَى أمصَارِهِ سوقَ فِتنَةٍ | |
|
| فكَانَ عَلَيكُم خُسرُهَا وَلَهُ الرِّبحُ |
|
وَأطغَاكُمُ ظِلُّ الهُدُونِ وَبَردُهُ | |
|
| فأَدَّبَكُم حَرُّ المَعَارِكِ وَاللَّفحُ |
|
وَهِجتُم لِكَي تُنحُوا عَلَى الثَّغرِ هَيجَةً | |
|
| فَنَاحَ صَدَى أروَاحِكُم قَبلَ أَن تُنحُوا |
|
غَزَاكُم أمِيرُ المُؤمِنِينَ بِعَسكَرٍ | |
|
| يُشيِّعُهُ نَصرٌ وَيقدُمُهُ فَتحُ |
|
وَفِي حَشوِهِ نَبعٌ لِوَابِلِ نَبلِهِ | |
|
| عَلَى الرُّومِ فِي الظّلماءِ نقعُ الوَغَى سَحّ |
|
تَمَشّى عَلَى أَعقَابِها الخَيلُخَشيَةً | |
|
| لَهَا فَكَأَنّ الرَّكضَ فِي جَنبِهَا كَبحُ |
|
وبِيضٍ جَلاهَا الصَّقلُ حَتَّى تَشَابَهَت | |
|
| فَلَم يَستَبِن لِلعَينِ حَدٌّ ولا صَفحُ |
|
فَأمسَى نَثِيرُ السَّردِ عَن سَبَرَاتِهَا | |
|
| عَلَى الأَرضِ مَفضوضاً كَمَا بُدّد المِلحُ |
|
وسُمرٍ كِثِيرٍ في الدّماءِ وُرُودُهَا | |
|
| وَلَكِن بِهَا مِن شُربِهَا ظَمَأ بَرحُ |
|
فَكانَ لَهَا فِي الأَربِعَاءِ مَرارة | |
|
| مِنَ الدّم ريٌّ بالأَسِنّةِ لا تَضحو |
|
وشدّت إلَيهَا الخًَيلُ وَهي مُشيحَةٌ | |
|
| فَصُدَّت وَمِن وَقعِ الرِّمَاحِ بِهَا رمحُ |
|
فقلّص آل الشِّركِ ذيلَ غُرورِهِ | |
|
| وَسَيلُ الجِيَادِ المُحضَرات بِهِ يَدحُو |
|
وَغَارَت نُجُومُ الكُفرِ شَرَّ مُغارِها | |
|
| أمَامَ شُعَاعِ الشَّمسِ لَمّا بَدَا الصُّبحُ |
|
وَيوشِكُ إِن أَبصَرتَهُ عِندَ لَمحِها | |
|
| يُجَلّي دُجَى ظَلمَائِها ذَلِكَ اللّمحُ |
|
وَلَكِنّها تَعمَى القُلُوبُ فلا تَرَى | |
|
| وَتَسكُنُ أفهَامُ النُّفوسِ فلا تصحُو |
|
فَيَا قُبحَ هَاتِيكَ المَصَارِعِ بِالفلا | |
|
| وَيَا حُسنَ مَا سَنّى لَنَا ذَلِكَ اللّمحُ |
|
فإن عُدتُمُ لِلحَرب عَادَتلِشَأنِهَا | |
|
| تَعَضُّكُمُ بِالبُؤسِ أنيَابُهَا القُلحُ |
|
وَحَسبُكُمُ مَا طَلَّقَت مِن نِسَائِهَا | |
|
| طلاقَ بَتَاتٍ سَنّهُ السَّيفُ وَالرُّمحُ |
|
فَشَابَت نَوَاصِيهَا وَجَفّت لِبَانُهَا | |
|
| حذاراً فَما فِي ثَدي مُرضِعَةٍ نَشحُ |
|
تَوَجَّعُ نَوحاً أَو تَصُكُّ مَحَاجِراً | |
|
| فَأوجُهُهَا حُمرٌ وَأصوَاتُهَا بُحُّ |
|
فَخَافُوا أمِينَ اللهِ فِي السِّلمِ وَالوَغَى | |
|
| وَنحّوا بَقايَا الغَدرِ عَن صَوبِهِ نَحّوا |
|
فَمَا لَكُمُ عَن بَذلِ طَاعَتِهِ غِنى | |
|
| ولا لَكُمُ فِي بَحرِ سَطوَتِهِ سَبحُ |
|
مَنَاسِكُ دِينِ الحَقِّ وَاضِحَةٌ بِهِ | |
|
| فلا نُسكُ حَقٍّ فِي سِوَاه ولا ذِبحُ |
|
وَأعيَادُ هَذَا الفَتحِ بَاهِرَةٌ فَلا | |
|
| شَعانِينُ دَيرٍ بَعدَهُنّ ولا فَصحُ |
|
ألا أيُّهَا الوَفدُ ادخُلُوا حَضرَةَ الرِّضَى | |
|
| تَفِض لَكُمُ النُّعمَى وَيغمُرُكُم مَنحُ |
|
فَحَيُّوا إِمَاماً مِن خَلائِقِهِ الحِجَى | |
|
| وَمِن عَادِهِ الإِحسَانُ وَالحِلمُ وَالصَّفحُ |
|
خَلِيفَة صِدقٍ أنجَبَتهُ خَلائِفٌ | |
|
| لِمِسكِ ثَناهُم كُلَّمَا ذُكِرُوا نَفحُ |
|
أنَارَت بِهِ الآفَاقُ بِشراًُ وَنَوَّرَت | |
|
| فَأمسَوا بِهَا فِي النّورِ وَالنُّورُ أوضحُ |
|
فَدَامَت لَهُ النَّعمَاءُ شامِلَةً بِهِ | |
|
| ولا بَرِحَت تَنحو المَقَادِيرُ مَا يَنحُو |
|
فَلَولا نُهاهُ لَم يَكُن لِلوَرَى نُهىً | |
|
| وَلَولا هُدَاهُ لَم يَفُز لِلهُدَى قِدحُ |
|