هُبّا قَلِيلاً أيّهَا النَّئِمَان | |
|
| وَأسعِدَا إن كُنتُما تُسعِدَان |
|
أَمُنفِدَي لَيلِى كَرىً أنتُمَا | |
|
| أم أنتُمَا مِن سَقَمٍ عَائِدَان |
|
لا تَبكِيَانِي مَيّتاً وابكِيَا | |
|
| عَلَيّ حَيّاً بالدُّمُوعِ الهِتَان |
|
ولا تَكُونَا مِثلَ مَا قِيلَ فِي | |
|
| تَتبُّعِ الآثَارِ بَعدَ العِيَان |
|
تَطاوَلَ اللَّيلُ عَلَى مُقلتِي | |
|
| كأنَّما لَيلُهَا لَيلَتان |
|
مَا لِنُجُومِ اللَّيلِ مَعقولَةً | |
|
| مَأ زَالَ مِنهَا وَاحِدٌ مِن مَكَان |
|
كَأنّما النَّسرُ هِيضَ إِذا | |
|
| رَامَ نُهوضاً خَانَهُ الأبهَرَان |
|
وَالبَدرُ قَد أَنحَلَهُ مَحقُهُ | |
|
| فَلَم يَكَد مِن ضَعفِهِ يُستَبان |
|
كَأَنَّما عَبّ الدُّجَى عَبّة | |
|
| في قَعبِهِ فَانثَلَمَ الجانِبان |
|
وَشَابَ جُنحُ اللَّيلِ مِن مُكثِهِ | |
|
| ينتظرُ الصُّبحَ مَروعَ الجَنان |
|
حَتَّى إِذا ورّسَ أثوابَه | |
|
| وَعمَّمَ الآفاق بالزعفران |
|
قَلَّصَ ذَيلَهُ وَحَثّ الخُطَى | |
|
| رُعباً وفَود رأسه الشهبان |
|
وَكَفُّهُ تُمسِكُ مِن بَدرِهِ | |
|
| مَعجِسَ قَوسٍ أو عَصَا صَولَجان |
|
قَضَيتُهُ سُهداً وَعَينَايَ مِن | |
|
| فَرط الأسَى عَينانِ نَضّاختان |
|
عَدِمتُ هَذَا القَلبَ مِن صَاحِبٍ | |
|
| هَل أنتُما لِي غَيرَهُ وَاجِدان |
|
واجتَنِيا مِن وَردَتَي خَدِّهِ
|
وَإنَّ أُنَاساً رَمَت حَظِّيكُما
|
فَصَيّراني مَثَلاً في الهَوَى
|
حَسبِي كَفَتني نَظرَةٌ قَد | |
|
| لَبِستُ مِن دائِها ما عَرَان |
|
أضرَمَت فِي القَلبِ جَمرَة إِذَا | |
|
| خَبَت زيدَت فَوقَهَا جَمرَتَان |
|
يَبِيتُ لِلحُبِّ مَرُوعاً كَمَا | |
|
|
وَكُلّما قُلتُ لَه لا تُرَع | |
|
| وَلذ بِصَبرٍ قَالَ إِنِّي جَبان |
|
هَذَا وَلَم أُنظُر سوَى نَظرَةٍ | |
|
| فَكَيفَ بِي لَو أنَّهَا نَظرَتان |
|
مَا اللَّحظُ إلاّ مِقَةٌ كُلُّهُ | |
|
| وَمَا الهَوَى إلا اجتلابُ الهَوَان |
|
يَا غُصناً زينَ بِهِ عِيصُهُ | |
|
|
هَل بَعدَ هَذَا الصِّدِّ مِن عَطفَةٍ | |
|
| تُرجَى وَهَل بَعدَ النَّوَى مِن تَدَان |
|
أينَ تَجارِينَا إلَى غَايَةٍ | |
|
| فِي طَلَقِ الوَصلِ بِطَرفَي رِهَان |
|
أينَ تَخَالِينَا بِلا كَاشِحٍ | |
|
| فِي دَوحَةِ الأنسِ وَظِلِّ الأمَان |
|
فَيَا سَمِي المُصطَفَى إِن أمُت | |
|
| وَقَامَ يَنعَانِي لَك النَّاعِيان |
|
فلا تَخَف مِن ثائِرٍ فَدَمِي | |
|
| حلّ وَبلّ لكَ يا مَن سَبان |
|
أُقسِمُ بِالبَيتِ وَخَيفِ مِنّي | |
|
| وَمَا حَوَت مَكّةُ وَالأخشبَان |
|
لأنتَ فِي القلبِ وَإن سُؤتَنِي | |
|
| بالهَجرِ حَتَّى انتَقَمَ الحَاسِدَان |
|
نَاشَدتُكَ اللهَ أعِد نَظرةً | |
|
| فَرُبّما أبرَأنِي مَا بَرَان |
|