بِنَجمِ الهَوى في المُصطَفى صَحَّ مَولِدي | |
|
| فَما زِلتُ فيهِ ذا هَوىً مُتَجَدِّدِ |
|
فَيا مَن لَهُ قَلبٌ لأَوصافِهِ صَدي | |
|
| خُذوا في اِمتِداحِ الهاشميِّ مُحَمَّدِ |
|
عَجائِبَ لا تَنفَكُّ تَنمي وَتَرسَخُ
|
مَدائِحُ لا تَعدو الحَقيقَةَ كُلُّها | |
|
| أُرَدِّدُها ما عِشتُ لَستُ أَمَلُّها |
|
مَديدٌ عَلَينا في القيامَةِ ظِلُّها خَمائِلُ | |
|
| مِن غَرسِ الجِنانِ يَطُلُّها |
|
جُمانُ لِسانِ بِالثَناءِ مُضَمَّخُ
|
هُوَ القَولُ بِالحَقِّ الَّذي لَيسَ يُنكَرُ | |
|
| وَماذا عَسى مِن وَصفِهِ المَرءُ يَذكُرُ |
|
وَقَدرُ رَسولِ اللَهِ أَعلى وَأَكبَرُ | |
|
| خَليلٌ حَبيبٌ في الوَلاءِ مُطَهَّرُ |
|
جَليلٌ مَهيبٌ في الشَبابِ مُشَيَّخُ
|
فَخَرنا بِهِ حَقّاً عَلى كُلِّ أُمَّةٍ | |
|
| ظَلِلنا بِهِ في نِعمَةٍ أَيّ نِعمَةٍ |
|
مَثابَةُ إِحسانٍ وَمَطلِعُ رَحمَةٍ | |
|
| خَزانَةُ إِلهامٍ وَمَعدِنُ حِكمَةٍ |
|
وَبَحرُ عُلومٍ بِالهِدايَةِ يَنضَخُ
|
شَفيعُ الوَرى وَالكُلُّ بِالخَوف يُرعَدُ | |
|
| إِلى اللَه يَسعى في الجَميعِ وَيَحفِدُ |
|
أَتَعرِفُهُ ذاكَ النَبيُّ مُحَمَّدُ | |
|
| خَطيبٌ لِرُسلِ اللَهِ في الحَشرِ سَيِّدُ |
|
تَتيهُ بِهِ الدُنيا وَأُخرى وَبَرزَخُ
|
حُسامُ مَضاءٍ لَيسَ شَيءٌ يَرُدُّهُ | |
|
| وَشَخصُ بَهاءٍ كُلُّ قَلبٍ يَوَدُّهُ |
|
وَبَحرُ عَطاءٍ لَيسَ لِلبَحرِ مَدُّهُ | |
|
| خِضَمٌّ بحار الغَيبِ دأ باتِمُدُّهُ |
|
يُطَهِّرُ أَدناسَ القُلوبِوَيَنقَخُ
|
أَحَلَّ لَهُ اللَهُ الغَنائِمَ وَحدَهُ | |
|
| وَخَيَّرَهُ فاِختارَ أَن كانَ عَبدَهُ |
|
وَبالُندِ مِن أَهلِ السَماءِ أَمَدَّهُ | |
|
| خِتامُ نِظامٍ لا نُبوَّةَ بَعدَهُ |
|
بِشِرعَتِهِ كُلُّ الشَرائِعِ تُنسَخُ
|
أَصابَ بِهِ اللَهُ المَراميَ إِذ رَمى | |
|
| وَشاءَ بِهِ أَن يَحميَ الحَقَّ فاِحتَمى |
|
وَجاءَ أَخيراً سابِقاً مَن تَقَدَّما | |
|
| خَلَت مِلَلٌ تَهدي القُلوبَ مِنَ العَمى |
|
وَملَّتُهُ أَهدى وَأَعلى وَأَشمَخُ
|
فَضائِلُهُ أَندى وقوعاً مِنَ النَدى | |
|
| ذوابِلُهُ مَشحوذَةٌ لِمَنِ اِعتَدى |
|
شَمائِلُهُ مَعسولَةٌ لِمَنِ اِجتَدى | |
|
| خَلائِقُهُ عُلويَّةُ البأسِ وَالنَدى |
|
فَما شَبَّ إِلّا وَهوَ يُسدي وَيُصرِخُ
|
نُفوسُ الهُدى أَضحَت بِهِ وَهيَ صَبَّةٌ | |
|
| وَلِلوَصفِ وَالمَوصوفِ مِنهُ مُحِبَّةٌ |
|
فَلِلَّهِ مِنهُ وَالشَمائِلُ عَذبَةٌ | |
|
| خَصيبُ فِناءِ الجودِ وَالأَرضُ جَدبَةٌ |
|
رِكابُ الأَماني في ذُراهُ تُنَوَّخُ
|
تَمَذهَبَ بالإِحسانِ أَكرَم مَذهَبٍ | |
|
| فَعَمَّ بِهِ ما بَينَ شَرقٍ وَمَغرِبٍ |
|
فَلِلَّهِ سَيبٌ مِن نَداهُ كَصَيِّبٍ | |
|
| خَصيبُ فِناءِ الجودِ لا كَفُّ مَطلَبٍ |
|
يُرَدُّ وَلا وَجهُ اِحتياجٍ يُوَبَّخُ
|
قَريبُ المَدى لِلناظِرِينَ بَعيدُهُ | |
|
| شَريفٌ نَمَتهُ لِلعَلاءِ جُدودُهُ |
|
وَحيدٌ وَآلافُ السَماءِ جُنودُهُ | |
|
| خَميصٌ وَأَملاكُ البِلادِ عَبيدُهُ |
|
وَأَقطارُهُم بِالذُعرِ مِنهُ تُدَوَّخُ
|
مَكارِمُ أَخلاقٍ تَمَلَّكَ سَروَها | |
|
| فَفارَق إِعجابَ النُفوسِ وَزَهوَها |
|
وَإِذ قَصَد الأُخرى وَصَوَّب نَحوَها | |
|
| خَطا خَطوَةً لَم يَبلُغِ الخَلقُ شأوَها |
|
فَنَحنُ بِها دونَ البَريَّةِ نَبذَخُ
|
فَلِلَّهِ عَبدٌ مِنهُ أَحظَتهُ طاعَةٌ | |
|
| أَوامِرُ مَولاهُ لَدَيهِ مُطاعَةٌ |
|
سَتُبدي مَزاياهُ العَليَّةَ ساعَةٌ | |
|
| خَبيئَتُهُ عِندَ الإِلَهِ شَفاعَةٌ |
|
لأُمَّتِهِ وَالجاهُ يُبنى وَيُفسَخُ
|
أَجَلُّ الوَرى مَن فاتَ مِنهُم وَمَن بَقي | |
|
| وَفيٌّ كَريمٌ لا يَخيسُ بِمَوثِقِ |
|
جَديرٌ بِصِدق الحُبِّ مِن كُلِّ مُتَقي | |
|
| خَليقٌ بِكُلِّ المَدحِ مِن كُلِّ مَنطِقِ |
|
رَسولٌ بِمَسَراهُ الدَنوُّ يُؤَرَّخُ
|
لَهُ أَعطَتِ الأَيّامُ أَسلَسَ مِقوَدٍ | |
|
| وَأَذعَنَتِ الأَوثانُ بَعدَ تَمَرُّدٍ |
|
فَكَم مُنشِدٍ في ذِكرِهِ وَمُرَدِّدٍ | |
|
| خَبَت نارُ إِبليسٍ بِنورِ مُحَمَّدٍ |
|
فَوَلّى عَلى أَعقابِهِ وَهوَ يَصرُخُ
|
أُبيحَت لَهُ الأَرزاقُ في ظِلِّ رُمحِهِ | |
|
| فَلاذَ أَبو سُفيانَ مِنهُ بِصُلحِهِ |
|
وَظَلَّت بِنَصرِ اللَهِ ثُمَّ بِفَتحِهِ | |
|
| خَفافيشُ أَهلِ الشِركِ تَعشى بِصُبحِهِ |
|
وَهامُهُمُ طُرّاً بِكَفيَّهِ تُشدَخُ
|
دَنا فَتَدَلّى حُظوَةً وَمَبَرَّةً | |
|
| وَقَد قالَ قَومٌ عايَنَ اللَهَ جَهرَةً |
|
وَلا غَروَ فَهوَ الحبُّ وَالخِلُّ أُثرَةً | |
|
| خَصائِصُهُ فاتَت يَدَ العَدِّ كَثرَةً |
|
وَلَو أَنَّ مَن في الأَرضِ يُملي وَيَنسَخُ
|
فَمَن مِثلُهُ في العالَمينَ جَلالَةً | |
|
| هُوَ اللُبُّ واعدُد مَن عَداهُ نُخالَةً |
|
أَحالَت لَهُ العاداتِ رَبطاً إحالَةً خُروقٌ | |
|
| كَأَمثالِ النُجومِ دَلالَةً |
|
تَناقَلَها شيبٌ ثِقاتٌ وَشُرَّخُ
|
شَفى كُلَّ أَدواءِ القُلوبِ بِطِبِهِ | |
|
| فَرَدَّ إِلىالتَنزيهِ كُلَّ مُشَبّهِ |
|
وَإِذ بانَ لي مِقدارُهُ عِندَ رَبِّهِ | |
|
| خَتَمتُ عَلى قَلبي بِطابِعِ حُبِّهِ |
|
فَها أَنا أَبأى مِلءَ قَلبي وَأَشمَخُ
|
جَليلُ أُناسٍ مُصطَفىً مِن أَجَلِّهِم | |
|
| أَتاهُم بِعِلمِ الوَحي نَفياً لِجَهلِهِم |
|
فَلَمّا بَدا لي أَنَّهُ أَصلُ فَضلِهِم | |
|
| خَصَصتُ بِمَدحي سَيِّد الناسِ كُلِّهِم |
|
عَسى رَوعَتي يَومَ القيامَةِ تُفرِخُ
|
فَلا قَلبُ مَن يَسلو وَقَلبيَ ماسَلا | |
|
| وَعَن كُلِّ شَيءٍ ما خَلا حُبَّهُ خَلا |
|
يَعِزُّ عَلَينا أَن نُقيمُ وَتَرحَلا | |
|
| خِفافُ المَطايا نَحوَهُ تَسِمُ الفَلا |
|
وَلَيسَ لَها إِلّا العَقيقَ مُنَوَّخُ
|
عَلى كُلِّ صَبٍّ أَن يَموتَ بِوَجدِهِ | |
|
| نُزوعاً إِلى قَبرِ الرَسولِ وَقَصدِهِ |
|
دَهَتني اللَيالي بِالدَواهي لِفَقدِهِ | |
|
| خَبَرتُ زَماني وَالمَكانِ بِبُعدِهِ |
|
فَيَوميَ عامٌ فيهِ وَالشِبرُ فَرسَخُ
|