أَنِفتُ لِقَولٍ حادَ عَن سَمتِ قَصدِهِ | |
|
| أُحيلَ بِهِ الإِسراءُ عَن كُنهِ حَدِّهِ |
|
فَلا أَنثَني ما عِشتُ أَشدو لِصَدِّهِ | |
|
| شَهِدتُ بِأَنَّ اللَهَ أَسرى بِعَبدِهِ |
|
مِنَ المَسجِدِ الأَقصى رُقيّاً إِلىالعَرشِ
|
بِجِسمِ النَبيِّ المُصطَفى وَبِذتِهِ | |
|
| وَفي نَبَهٍ لَم يَختَلِط بِسِناتِهِ |
|
شَهِدتُ بِهَذا مُرغِماً لِشُناتِهِ | |
|
| شَهادَةَ مَن أَدّى لَهُ مُعجِزاتِهِ |
|
لِسانُ الصَفا وَالجِنِّ والإِنسِ وَالوَحشِ
|
لَقَد سادَ مَن يأتي كَما سادَ مَن مَضى | |
|
| فَكانَ عَلى الأَضدادِ كالسَيفِ مُنتَضى |
|
وَصَلّى بِخَيرِ الخَلقِ في المَلإِ الرِضى | |
|
| شَفيعُ الوَرى قَبلَ الدُعاءِ إِلى القَضا |
|
وَمُنقِذُهُم بَعدَ التَعَرُّضِ لِلبَطشِ
|
بإِنقاذِهِ يَنجو مِنَ الهُلكِ مَن نَجا | |
|
| بَدا مِنهُ لِلأَبصارِوَالتاحَ لِلحِجا |
|
وَلَيلُ ضَلالاتِ الجَهالَةِ قَد سَجا | |
|
| شُعاعٌ أَنارَ الأَرضَ في غَبَشِ الدُجا |
|
وَغَيثٌ تَلافى الناسَ في عَوزِ الطَشِّ
|
مُنيرُ الهُدى زاكي الفؤادِ مُنيبُهُ | |
|
| بَعيدُ المَدى داني الغَياثِ قَريبُهُ |
|
عَظيمُ النَدى رَحبُ الفِناءِ خَصيبُهُ | |
|
| شَبيهُ خَليلِ اللَهِ وَهوَ حَبيبُهُ |
|
فَلا نارُهُ تَخبو وَلا نورُهُ يُعشي
|
هُوَ الغَوثُ يَكفي إِن أَوَيتَ مِنَ التَوى | |
|
| هُوَ الغَيثُ يُنفي عَن مَواقِعِهِ الطَوى |
|
هُوَ الطِبُّ يَشفي إِن شَكَوتَ مِنَ الجَوى | |
|
| شَمائِلُهُ مُذ انَ حُكمٌ بِلا هَوى |
|
وَفَهمٌ بِلا وَهمٍ وَنُطقٌ بِلا فُحشِ
|
خَلا بِجِرآءٍ بُرهَةً وَتَعَبَّدا | |
|
| وَلا وَحي لَكِن نورُ قَلبٍ تَوَقَّدا |
|
فَأَكرِم بِهِ إِذ شَبَّ حالاً وَاذ شَدا | |
|
| شَبيبَتُهُ لَم تُطوَ إِلّا عَلى الهُدى |
|
فَما زَنَّهُ خَلقٌ بِجَرحٍ وَلا خَدشِ
|
مَناقِبُ مَخصوصٍ بِحفظٍ وَعِصمَةٍ | |
|
| حِزحُهُ التَقديسُ عَن كُلِّ وَصمَةٍ |
|
بِنَفسيَ مِنهُ لانشِراحٍ وَرَحمَةٍ شَغافٌ | |
|
| حَوى قَلباً حَوى كُلَّ حِكمَةٍ |
|
هُوَ اللَوحُ مَعنىً وَالحَقائِقُ كالنَقشِ
|
أَلا إِنَّهُ أَرعى الأَنامِ لِذِمَّةٍ | |
|
| وَأَبعَدُهُم عَن نَقصِ كُلِّ مَذَمَّةٍ |
|
هِدايَتُهُ قَد نَوَّرَت كُلَّ ظُلمَةٍ | |
|
| شَريعَتُهُ قَد بَصَّرَت كُلَّ أُمَّةٍ |
|
فَأَسلَمَ ما بَينَ الأَعاريبِ وَالحُبشِ
|
فَكَم واقِعٍ نَجّاهُ مِن شَرَكِ الرَدى | |
|
| فَصارَ وَليّاً بَعدَ أَن كانَ في العِدا |
|
فَوائِدُهُ ريُّ النُفوسِ مِنَ الصَدى | |
|
| شَواهِدُهُ جَمعُ القُلوبِ عَلى الهُدى |
|
وَإِبراءُ ما فيها مِنَ الغِلِّ وَالغِشِّ
|
أَتانا وَحِزبُ الكُفرِ فَوقَ تِلاعِهِ | |
|
| فَشَتَّتَ مِنهُ الشَملَ بَعدَ اِجتِماعِهِ |
|
فَكُلٌّ بِهِ قَد بانَ وَجهُ انتِفاعِهِ | |
|
| شَكايا الوَرى مَكشوفَةٌ باتباعِهِ |
|
فَلا أَثَرٌ باقٍ لِلَدغٍ وَلا نَهشِ
|
بَرِئنا مِنَ الشَكوى حَصلنا عَلى المُنى | |
|
| دَعانا إِلى تَقوى نَهانا عَنِ الخَنا |
|
فَلا حَيفَ مِن بَلوى وَلا خَوفَ مِن ضَنا | |
|
| شَبا أَمرِهِ صانَ الديانَةَ والدُنا |
|
فَسِر آمِناً بَينَ الضَراغِمِ وَالرُقشِ
|
بِيُمنِ رَسولٍ خُصَّ بِالفَضلِ في الأَزَل | |
|
| فَقامَ بِهِ وَزنُ الدِيانَةِ واِعتَدَل |
|
فَلِلَّهِ ما أَبلى وَلِلَّهِ ما فَعَل | |
|
| شَفى عِلَلاً لِلشِركِ لَولاهُ لَم تَزَل |
|
ذُحولاً بِلا عَقلٍ جُروحاً بِلا أَرشِ
|
أَمِنّا بِهِ مِن كُلِّ بأسٍ وَنِقمَةٍ | |
|
| وَنِقمَةٍ بِهِ مَن كانَ يُدلي بِقِدمَةٍ |
|
فَخَرنا بِهِ مَن كانَ يَبأى بِقُدمَةٍ | |
|
| شَرُفنا بِهِ نَصّا عَلى كُلِّ أُمَّةٍ |
|
وَلا عَجَبٌ فالوَبلُ في عَقبِ الرَشِّ
|
هُوَ الفَجرُ لا يَخفى عَلَيكَ اِتِضاحُهُ | |
|
| هُوَ الفَخرُ لِلمَرءِ المُتاحِ فَلاحُهُ |
|
عَزيزٌ عَلَينا نأيُهُ واِنتِزاحُهُ | |
|
| شَهيٌّ إِلَينا ذِكرُهُ واِمتِداحُهُ |
|
فَأَسماعُنا تُصغي وَأَلسُنُنا تُفشي
|
مَدائِحُ رامَت وَصفَ جِلَّةِ قَدرِهِ | |
|
| فَما بَلَغَت مِن ذاكَ مِعشارَ عُشرِهِ |
|
وَمِمّا شَجاني عِندَ تَجديدِ ذِكرِهِ | |
|
| شَجاني قُعودي دونَ زوّارِ قَبرِهِ |
|
وَكَم قاعِدٍ يَدنو إِلَيهِ وَلَميَمشِ
|
فَلِلَّه ما أَشكوهُ مِن لَوعَةِ الجَوى لَقَد | |
|
| أَنحَلَت جِسمي لَقَد هَدَّتِ القوى |
|
فَقُلتُ وَصَدري ضَيِّقٌ بِالَّذي حَوى | |
|
| شَكَوتُ النَوى وَالحالُ عَونٌ عَلى النَوى |
|
وَهَل طارَ مَقصوصُ الجَناحَينِ مِن عُشِّ
|
فَيا لِمُحِبٍّ يَستَطيبُشُجونَهُ | |
|
| وَيَحذَرُ مِنها ساعَةً أَن تَخونَهُ |
|
لِبُعدِ حَبيبٍ رَفَّعَ اللَهُ دينَهُ | |
|
| شَدَدتُ عَلى قَلبي يَدَ الصَبرِ دونَهُ |
|
فَأَقلَقَها حَرُّ التَحَرُّقِ وَالنَشِّ
|
حَياةُ نُفوسِ الحُبِّ في البُعدِ مَوتُها | |
|
| وَدَراكُ المُنى دونَ الأَحِبَّةِ فَوتُها |
|
أَقولُ وَحالي في الهَوى قَد جَلَوتُها | |
|
| شَنِئتُ حَياتي دونَهُ وَشَكوَتُها |
|
وَراحَةُ مَكروبِ السَريرَةِ أَن يُفشي
|
تَضيقُ بي الدُنيا الفَسيحُ مَجالُها | |
|
| وَنَفسي لِطولِ البُعدِ قَدساءَ حالُها |
|
وَلَيسَ بِغَيرِ القُربِ يَنعمُ بالهُا | |
|
| شِفاءُ سَقامي زَورَةٌ لَو أَنالُها |
|
وَإِنّي لأَرجوها وَلَو كُنتُ في النَعشِ
|