لِذِكرِ رَسولِ اللَهِ يَرتاحُ مَن هُدى | |
|
| وَإِن لَهِجَ اللاهي بإِنشادِ مُنشِدِ |
|
لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ | |
|
| صَرَفتُ إِلى مَدحِ النَبيِّ مُحَمَّدِ |
|
عِنانَ لِسانٍ لِلحَقائِقِ مُقتَصِّ
|
أَأُعرِضُ عَنهُ لادِكارِ المَعالِمِ | |
|
| وَقَد بانَ بِالتَفضيلِ في صُلبِ آدَمِ |
|
وَمَن لِلمَعالي غَيرُهُ وَالمَكارِمِ | |
|
| صَريحُ صَريحِ المَجدِ مِن نَسل هاشِمِ |
|
وَسَيِّدُ ساداتِ النَبيينَ بِالنَصِّ
|
تَقَدَّمَ فيهِم وَهوَ عَنهُم مُؤَخَّرٌ | |
|
| مُطَهَّرُ أَسرارِ الفُؤادِ مُنَوَّرٌ |
|
مِنَ النورِ ما بَينَ الأَنامِ مُصَوَّرٌ | |
|
| صَفيٌّ نَجيٌّ مُصطَفىً مُتَخَيَّرٌ |
|
فَيُدني الَّذي يُدني وَيُقصى الَّذي يُقصي
|
صَلاحٌ بِهِ كانَ اسمُنا خَيرَ أُمَّةٍ | |
|
| نَجاحٌ أَتانا في مِنَصَّةِ عِصمَةٍ |
|
سَماحٌ حَبانا كُلَّ رِفدٍ وَنِعمَةٍ | |
|
| صَباحٌ وَقانا كُلَّ ظُلمٍ وَظُلمَةٍ |
|
فَلا شَكَّ مِن خُرصٍ وَلا شَكَّ مِن خَرصِ
|
أَجَلَّ بِهِ المَولى عَلى الخَلقِ منَّهُ | |
|
| فَلِلَّهِ ما أَبدى لَهُ واكَنَّهُ |
|
مُزيحٌ عَنِ الإِنفاقِ في اللَهِ مَنَّهُ | |
|
| صَفوحٌ عَنِ الزَلّاتِ حَتّى كَأَنَّهُ |
|
سَواءٌ لَدَيهِ مَن يُطيعُ وَمَن يَعصي
|
يَقومُ بِأَمرِ اللَهِ في كُلِّ مَسلَكٍ | |
|
| فَيُغضي لِعَبدٍ بِالهُدى مُتَمَسِّكٍ |
|
وَيَسطو إِذا الخِذلانُ لَجَّ بِمُشرِكٍ | |
|
| صِفاتُ رَسولِ اللَهِ أَوصافُ ملأَكٍ |
|
وَإِن كانَ مَعدوداً مِنَ الإِنسِ بِالشَخصِ
|
صِفاتُ رَسولٍ كُلَّ مَكرُمَةٍ حَوى | |
|
| وَفاءٌ بِلا غَدرٍ وَغَوثٌ بِلا تَوى |
|
عَطاءٌ بِلا مَنعٍ وَقُربٌ بِلا نَوى | |
|
| صَفاءٌ بِلا شَوبٍ وَنُطقٌ بِلا هَوىً |
|
وَحُكمٌ بِلا جَورٍ وَفَضلٌ بِلا نَقصِ
|
أَضافَ الوَرى لِلدينِ خَيرَ إِضافَةٍ | |
|
| يُرَجّي رَجاءً في خِلالِ إِخافَةٍ |
|
كَبانٍ عَلى ما عِندَهُ مِن نَظافَةٍ | |
|
| صَفا قَلبُهُ بِالشَقِّ مِن كُلِّ آفَةٍ |
|
فَلا أَثَرٌ فيهِ لِغَمزٍ وَلا غَمصِ
|
فَأَكرِم بِهِ إِذ يَبتَني مِن مُشَيّدِ | |
|
| عَلى صَرحِ إِحسانٍ وَعَدلٍ مُمَرَّدِ |
|
فَكُلُّ مُرادٍ مِنهُ في قَبضَةِ اليَدِ | |
|
| صُنوفُ المَعالي أُكمِلَت لِمُحَمَّدٍ |
|
فَعَدِّد وَلَو ضاعَفت عَدَّكَ لَم تُحصِ
|
ثَناءٌ كَعَرفِ المِسكِ إِذ يَتأَرَّجُ | |
|
| مِنَ اللَهِ أَوفى وَهوَ لِلَّهِ يَعرُجُ |
|
سَناهُ بِآفاقِ العُلا مُتَبَلِّجُ | |
|
| صِباهُ عَل مَرقى الهُدى مُتَدَرِّجٌ |
|
إِلى الغايَةِ العُليا عَلى كُلِّ مُختَصِّ
|
بِعِرفانِهِ اِنجابَت دَياجي المَناكِرِ | |
|
| وَبُدِّلَ ناسِ لِلعُهودِ بِذاكِرِ |
|
صَنيعُ مُغادٍ لِلصَلاحِ مُباكِرِ | |
|
| صَنائِعُهُ فاتَت مَدى كُلِّ شاكِرِ |
|
مَناقِبُهُ فاتَت مَدى كُلِّ مُستَقصِ
|
دَعِ القَولَ في ذِكرِ الغَزالِ وَوَصفِهِ | |
|
| وَدَمِّر عَلى آثارِ ذاكَ وَعفِّهِ |
|
لِمَدحِ نَبيٍّ طاهِرِ الثَوبِ عِفِّهِ | |
|
| صَدَرنا مِراراً مُرتَوينَ بِكَفِّهِ |
|
وَكَم مَرَّةٍ نِلنا بِهِ الشِبعَ مِن قُرصِ
|
لَقَد غابَ نورُ الشَمسِ في نورِ صَدرِهِ | |
|
| كَما دَقَّ قَدرُ الكَونِ عَن عُظمِ قَدرِهِ |
|
فَكُلُّ قَليلٌ في فَخامَةِ كُثرِهِ | |
|
| صَناديد أَهلِ الأَرضِ دانَت لِأَمرِهِ |
|
وَشَمسُ الضُحى أَقوى مِنَ الأَعينِ الرُمصِ
|
أَتانا بِقُرآنٍ كَريمٍ مُفَصَّلٍ | |
|
| يَكادُ يَحُطُّ العُصمِ من كُلِّ مَنزِلٍ |
|
حَقائِقُهُ أَودَت بِكُلِّ مُعَطَّلٍ | |
|
| صَحائِفُهُ لَم تُبقِ قَولاً لِمُبطِلٍ |
|
فَلا نَفثَ إِلّا خُفيَةً عِندَ مُغتَصِّ
|
يَغَصُّ بِها إِذ لَم يُوَفَّق لِفِكرَةٍ | |
|
| تُريهِ الهُدى حَقّاً بِتأييدِ فِطرَةٍ |
|
فَيَعنوا لِهادٍ جاءَ مِن خَيرِ عِترَةٍ | |
|
| صَحائِحُنا تَروي لَهُ كُلَّ أُثرَةٍ |
|
عَلى كُلِّ مَخلوقٍ مَعَ البَحثِ وَالفَحصِ
|
رَعى الدينَ وَالدُنيا بِعَينِ بَصيرَةٍ | |
|
| بِإِحكامِ خُرصانٍ وَأَحكامِ سورَةٍ |
|
وَإِجمالِ أَخلاقٍ وَأَجمَلِ صورَةٍ | |
|
| صَبَرتُ لَعَمري عَنهُ صَبرَ ضَرورَةٍ |
|
وَإِلّا فَقَلبي دائمُ الشَوقِ وَالحِرصِ
|
لِأَهلِ الهَوى فيهِ مَجازُ طَريقَةٍ | |
|
| نَسَخناهُ مِن تَصميمِنا بِحَقيقَةٍ |
|
فَنَحنُ مُلوكُ الحُبِّ لَسنا بِسوقَةٍ | |
|
| صَدَعنا ضُلوعاً عَن قُلوبٍ مَشوقَةٍ |
|
إِذا غَيرنا شَقَّ الجُيوبَ عَنِ القُمصِ
|
أَلا لَيتَ شِعري بَعدَ نأي وَغَيبَةٍ | |
|
| وَلي حيبَةٌ في يَثرِبٍ أَيُّ حيبَةٍ |
|
أَأُمنحُها مِن بَعدِ مَنعٍ وَخَيبَةٍ | |
|
| صِفوا أَيُّها الورَّادُ مَشرَع طَيبَةٍ |
|
فَبَذلُ حَياتي عِندَها غايَةُ الرُخصِ
|
لَقَد ظَمئَت نَفسي بِعِلم إِلهها | |
|
| وَلَو كَرَعَت في طَيبَةٍ مِلءَ فاهِها |
|
إِذا ظَفِرَت بِالرُشدِ بَعدَ سَفاهِها | |
|
| صَلاحُ فُؤادي جُرعَةٌ مِن مِياهِها |
|
وَإِلّا فَيَكفيني التَعَلُّلُ بِالمَصِّ
|
فَكَم سَيِّدٍ فيها مَنوطٍ بِسَيِّدِ | |
|
| وَحَسبُكَ بِالصديقِ تِلوَ مُحَمَّدِ |
|
وَبِالسَيِّدِ الفاروقِ حَسبي بِهِم قَدِ | |
|
| صَلاةٌ وَتَسليمٌ عَلى قَبرِ أَحمَدٍ |
|
وَقَبرِ أَبي بَكرس وَقَبرِ أَبي حَفصِ
|