بِطَيبَةَ لِلعافينَ أَكرَمُ سَيِّدٍ | |
|
| بِمَدحي لَهُ أَطرَبتُ نَفسَ مُوَحِّدٍ |
|
فَغَنّى فَأَزرىدونَ إِثمٍ بِمَعبَدٍ | |
|
| طَربتُ إِلى مَدحِ النَبيِّ مُحَمَّدٍ |
|
فَمِن مِقوَلي نُطقٌ وَمِنأَنمُلي خَطُّ
|
تَغَنّى غِناءً دونَهُ لَذَّةُ الغِنى | |
|
| بِمَدحِ الَّذي حازَ السَناءَ إِلى السَنا |
|
مُنى كُلِّ ذي قَلبٍ وَأَحلى مِنَ المُنى | |
|
| طَبيبُ الوَرى إِن أَشكلَ الدينُ وَالدُنا |
|
غياثُهُمُ إِن أَعضَلَ الخَوفُ وَالقَحطُ
|
أَلا إِنَّ مَن شاءَ الهُدى فَهوَ الهُدى | |
|
| قَدِ اعتَمَّ بِالتَقوى وَظاهَرَ واِرتَدى |
|
وَبالروحِ روحِ القُدسِ في هَديهِ | |
|
| اِهتَدى طليقُ لِسانِ المَجدِ عالي يَدِ النَدى |
|
فَلا مِقوَلٌ يَجفووَلا راحَةٌ تَسطو
|
إِلى الحَقِّ مِن دارِ المُحالِ مُفَرَّغُ | |
|
| بِهِ دُمغِ الإِبطالُ قِدماً وَيُدمَغُ |
|
ظَهيرٌ لأَوطارِ الأَنام مُسَوّغُ | |
|
| طَريقٌ إِلى دارِ السَلامِ مُبَلِّغُ |
|
رَسولٌ كَريمٌ لَم يَكُن مِثلُهُ قَطُّ
|
جَديد هُداهُ لا يُغَيِّرُهُ البِلى | |
|
| يُقَصِّرُ في أَمداحِهِ كُلُّ مَن غَلا |
|
رَسولٌ جَلا لَيلَ الجَهالَةِ فاِنجَلى | |
|
| طَويلُ مَنارِ الصيتِ وَالذِكرِ وَالعُلا |
|
فَكُلُّ الوَرى عَن قَدرِ أَحمَدَ يَنحَطُّ
|
مُجَدِّ دُرَسمِ الدينِ يَنصُرُ حِزبَهُ | |
|
| عَفوٌّ عَنِ الجاني يُؤَمِّنُ سُربَهُ |
|
صَبورٌ لِمَن آذى يُهَوِّنُ خَطبَهُ | |
|
| طِباعُ نَبيٍّ طَهَّرَ اللَهُ قَلبَهُ |
|
يُحابُ وَما يَدعو وَيَرقى وَما يَخطو
|
قَضى اللَه في إِرسالِهِ خَيرَ ما قَضى حُساماً | |
|
| عَلى مَن خالَفَ الحَقِّ مُنتَضى |
|
وَمِنهُ لِمَن أَضحى عَنِ الإِفكِ مُعرِضا | |
|
| طِلاوَةُ حُسنٍ مِن شَمائِلِهِ الرِضى |
|
وَجودُ يَمينٍ مِن عَوائِدِها البَسطُ
|
عَلى العَدلِ وَالإِحسانِ ضَمَّ رِداءَهُ | |
|
| أَفاضَهُما بَسطاً وَكَفَّ عَداءَهُ |
|
فَكَم مِن مَريضِ القَلبِ زَحزَحَ داءَهُ | |
|
| طَليعَةُ بُشرى مَن أَجابَ نِداءَهُ |
|
فَقد زاحَ عَنهُ الخَوفُ واِنقَشَعَ
|
أَحاطَت بِهِ دونَ الرَذائِلِ عِصمةٌ | |
|
| وَسارَت بِهِ نَحوَ الفَضائِلِ هِمَّةٌ |
|
وَقَد عَظُمَت مِنهُ عَلى الكُلِّ نعمَةٌ | |
|
| طُلوعُ رَسول اللَهِ لِلخَلقِ رَحمَةٌ |
|
تَشِبُّ عَلأى أَفيائِها اللَممُ الشُمطُ
|
أَنامِلُهُ كالسُحبِ جادَت بِوَبلِها | |
|
| وَأَخلاقُهُ لَم يُؤتَ خَلقٌ كَمِثلِها |
|
وَشيعَتُهُ لا فَضلَ بَعدُ كَفَضلِها | |
|
| طَرآئِفُهُ خَيرُ الطَرائِفِ كُلِّها |
|
عَلى قَدرِ وَسطِ السِمطِ يُنتَقَدُ السِمطُ
|
لَهُ عَمَلٌ في المَكرُماتِ وَنيَّةٌ | |
|
| وَأَقوالُ صِدق في الإِلَهِ رَضيَّةٌ |
|
وَنَفسٌ بِهِ عَمّا سِواهُ غَنيَّةٌ | |
|
| طَهارَتُهُ حِسما وَمَعنىً جَليَّةٌ |
|
فَأَقوالُهُ حُكمٌ وَأَحكامُهُ قِسطُ
|
عَلى الكَواكِبِ الدُرّيِ أَسفَلُ غَرزِهِ | |
|
| لهُ صارَ كِسرى ما اِستَعَدَّ بِكَنزِهِ |
|
وَإِذ هَزَّ سَيفَ الحَقِّ ماتَ لِهَزِّهِ | |
|
| طُلى عُظَماءِ الشِركِ ذَلَّت لِعِزِّهِ |
|
وَقَد نالَ مِنها القَدُما شاءَ وَالقَطُّ
|
لَقَد جَبَروا لِلكُفرِ عَظماً فَهاضَهُ | |
|
| وَأَجروا لَهُ بَحراً فَجاءَ فَخاضَهُ |
|
وَلَمّا رأوا في المَعلواتِ اِنتِهاضَهُ | |
|
| طَغى بِهِمُ طِرفُ الضَلالِ فراضَهُ |
|
حُسامُ هُدىً تُمضِهِ أَنمُلُهُ السُبطُ
|
لَقَد ذَهَبَت بِاللاتِ شِدَّةُ ضَبثِهِ | |
|
| ضَبثِهِ وَقَدلكثَ العُزّى فَماتَت لِلكثِهِ |
|
فَهُم وَهُما صَرعى لأَفكَلِ مَغثِهِ | |
|
| طَوائِلُهُم مَقصورَةٌ مُنذُ بَعثِهِ |
|
وَآسادُهُم وردٌ وَحياتُهُم رُقطُ
|
تَخَيَّرَهُ المَولى مِنَ الخَلقِ قُدوَةً | |
|
| وَأَبقى لَنا فيهِ مَدى الدَهرِ أُسوَةً |
|
وَذادَ بِهِ عَنّا مِنَ الجَهلِ نَخوَةً | |
|
| طَفِقنا بِهِ بَعدَ التَفاخُرِ اخوَةً |
|
سَواءً كَما سَوّى مَداريَهُ المشطُ
|
نَبيُّ الهُدى الموفي عَلى كُلِّ مُنيةٍ | |
|
| يَقينٌ صَفا عَن كُلِّ رَيبٍ وَمِريَةٍ |
|
وَحَقٌّ فَشاما إِن يُقالَ بِخُفيَةٍ | |
|
| طَلَبنا فَأَدرَكنا بِهِ كُلَّ بِغُيَةٍ |
|
فَنُشكى إِذا نَشكو وَنُعطى إِذا نَعطو
|
حَذَونا بِفَضلِ اللَهِ في الدينِ حَذوَهُ | |
|
| وَذِكراً عَدد نافي الشَريعَةِ سَهوَهُ |
|
وَلَمّا رَأَينا لِلأَباطِل مَحوَهُ | |
|
| طَمَحنا بِأَبصار البَصائِرِ نَحوَهُ |
|
وَقَد طَمَتِ الأَمواجُ واِنتَزَحَ الشَطُّ
|
بِحارُ عُلومٍ قَد رَوَينا بِفَضلِها | |
|
| وَجَنّاتُ عَدنٍ قَد أَوَينا لِظِلِّها |
|
وَعِزَّةُ دينٍ نَعتَلي بِمَحَلِّها | |
|
| طَفَونا بِهِ فَوقَ البَريَّةِ كُلِّها |
|
فَما غَضَّ مِنّا لا رُسوبٌ وَلا غَطُّ
|
لِأَحمَدَ أَضحى القَلبُ مِنّيَ جانِحاً | |
|
| أَراهُ عَلى قُربٍ وَإِن كانَ نازِحاً |
|
قَطَعتُ لَهُ بالذِكرِ دَهري مادِحاً | |
|
| طَوَيتُ عَلى شَوقي إِلَيهِ جَوانِحاً |
|
بِها كُلَّ حينٍ مِن تَذَكُّرِهِ سِقطُ
|
فَلِلَّها أَعدَدتُ مِن صِدقِ حُبِّهِ | |
|
| لِيَومِ التَلاقي ذُخرَةً عِندَ رَبِّهِ |
|
وَما أَحَدٌ بِهِ مِن مُحبِّهِ | |
|
| طمِعت باثناءِ الجَزاءِ بِقُربِهِ |
|
وَلِم لا وَعِندي مِن مَدائحِهِ الشَرطُ
|