عَنِ الحُبِّ في الهادي اِستَحالَ سُلُوُّنا | |
|
| وَخابَ مِنَ التَقصيرِ فيهِ غُلُوُّنا |
|
وَمَهما غَدا لِلقَدحِ فيهِ عَدُوُّنا | |
|
| غَدَونا لِمَدحِ المُصطَفى وَغُدُوُّنا |
|
طَريقٌ إِلى دارِ السَلامِ مُبَلِّغُ
|
كَريمٌ إِلى بَيتِ المَكارِمِ يَنتَمي | |
|
| فُؤادي لَهُ بِالشَوقِ يُحمى فَيَحتَمي |
|
فَيا كَبِدي الحَرى سَما لَكِ فاِنعَمي | |
|
| غَمامٌ عَلى رَوضِ الخَواطِر يَنهَمي |
|
وَبَدرٌ عَلى أُفقِ البَصائِرِ يبزُغُ
|
غَمامٌ مَتى ما صابَ لَم تَنأَ رَحمَةٌ | |
|
| وَبَدرٌ مَتى ما لاحَ لَم تَبقَ غُمَّةٌ |
|
رَسولٌ تَوَلَّتهُ مِنَ اللَهِ عِصمَةٌ | |
|
| غَرآئِزُهُ عِلمٌ وَحِلمٌ وَحِكمَةٌ |
|
وَدائِعُ قُدسٍ بَينَ جَنبَيهِ تُفرَغُ
|
دَنا فَتَدَلّى قابَ قَوسَينِ إِذ دَنا | |
|
| فَنالَ المُنى عَفوا وَزادَ عَلى المُنى |
|
وَحازَ سَناءً يَبهرُ الشَمسَ لِلسَنا | |
|
| غياثُ الوَرى في مُعضِلِ الدينِ وَالدُنا |
|
فَلا الإِنسُ تَستَشري وَلا الجِنُّ يَنزَغُ
|
هُدىً مَن أَباهُ ضَلَّ أَصلاً عَنِ الهُدى | |
|
| رَدىً لِمَن اِستَشرى حَياةٌ مَنَ الرَدى |
|
وَليٌّ لِمَن والى عَدوٌّ لِمَن عَدا غَريبُ | |
|
| النَدى ماسيغَ قَطرٌ مِنَ النَدى |
|
مَعَ الظِم إِلّا وَهوَ أَحلى وَأَسوَغُ
|
مِنَ القَومِ يأوي المُعتَفونَ لِظِلِّهِم | |
|
| سَما بِمَحَلِّ الدينِ فَوقَ مَحَلِّهِم |
|
هُوَ الوَبلُ يَعلو أَن يُقاسَ بِطَلِّهِم | |
|
| غَنيٌّ بِمَولاهُ عَنِ الناسِ كُلِّهِم |
|
فَخاطِرُهُ لِلَّهِ مِنهُم مُفَرَّغُ
|
أَلا إِنَّهُ مَنحُ الإِلَهِ وَقَسمُهُ | |
|
| فَمِن كُلِّ بِرٍّ قَد تَوَفَّرَ قِسمُهُ |
|
وَإِذ خُطَّ في المَحفوظِ بِالأُثرَةِ اسمهُُ | |
|
| غَفَت عَن مراقيهِ العُيونُ وَجِسمُهُ |
|
إِلى المَلأِ الأَعلى وَأَعلى يُبَلَّغُ
|
هُنالِكَ فازَت بِالمُرادِ قِداحُهُ | |
|
| وَآبَ بِسَعيٍ قَد أُتيحَ نَجاحُهُ |
|
فَكُلُّ فَسادٍ قَد نَفاهُ صَلاحُهُ | |
|
| غَيايَةُ إِبليسٍ جَلاها صَباحُهُ |
|
فَأُنقِذَ ضُلالٌ وَأُرشِدَ زُيَّغُ
|
مآثِرُ طابَ الظِلُّ مِنها مَعَ الجَنى | |
|
| بَناها شَديدا لأَسريحُكُمُ ما بَنى |
|
ظَلِلنا بِهِ عَمّا بَنى الغَيرُ في غِنا | |
|
| غَناءُ رَسولِ اللَهِ في الدينِ وَالدُنا |
|
غَنآءُ اِنسِكابِ المُزنِ وَالرَوضُ أَهيَغُ
|
أَتى فَدرى مِقدارَهُ كُلُّ جاهِلِ | |
|
| وَأَحجَمَ عَن إِقدامِهِ كُلُّ باسِلِ |
|
وَمَن لَجَّ أَضحى مُستَباحَ المَقاتِلِ | |
|
| غَزا غَزواتٍ دَوَّخَت كُلَّ باطِلِ |
|
فَلا ضَيغَمٌ يَعدو وَلا صِلَّ يَلدَغُ
|
فَلا أُنسَ إِلّا في المَناخِ بِبابِهِ | |
|
| وَلا خِصبَ إِلّا في كَريمِ جَنابِهِ |
|
فَكَم نِعمَةٍ قَد سُوّغَت بِكتابِهِ | |
|
| غَنائِمُ أَهلِ الشِركِ حَلَّت لَنابِهِ |
|
وَكُلُّ نَعيمٍ بِالنَبيِّ يُسَوَّغُ
|
بِهِ اِبتُلَيت مِنّا العُقولُ وَتُبتَلى | |
|
| فَمِن مُؤمِنٍ عَن حُبِّهِ قَطُّ ما خَلا |
|
وَمِن كافِرٍ لَم يَستَنِر بِالَّذي تَلا | |
|
| غَواربُهُم بِالمَشرَفيَّةِ تُختَلى |
|
وَهامُهُمُ بِالسَمهَريَّةِ تُتلَغُ
|
وَمِن بَعدِ هَذا مَوغِدٌ أَيُّ مَوعِدٍ | |
|
| لِأَحمَدَ فيهِ مُنتَهى كُلِّ سُؤددٍ |
|
وَمَن لَم يُطِعهُ اليَومَ لَم يَنجُ في غَدٍ | |
|
| غَدا تُجتَلى أَنوارُ جاهِ مُحَمَّدٍ |
|
فَأَفيآؤُهُ في الحَشرِ أَضفى وَأَسبَغُ
|
أَطاعَ أمروءٌ لَم يَعصِ أَحمَدَ رَبَّهُ | |
|
| وَأَبغَضَ رَبُّ العَرشِ مَن لَم يُحبَّهُ |
|
وَلَولا هَوىً فيهِ تَحَرَّيتُ كَسبَهُ | |
|
| غَرِقتُ بِبَحرِ الذَنبِ لَكِنَّ حُبُّهُ |
|
تَدارَكَني مِنهُ وَقَد كُنتُ أَنشَغُ
|
بَرى حُبُّهُ قَلبي فَأَحكَمَ نَحتَهُ | |
|
| وَلِم لا وَكُلُّ الخَلقِ في الفَضلِ تَحتَهُ |
|
وَلَستَ تُوَفّى مَدحَهُ ما شَرَحتَهُ | |
|
| غُلُوُّكَ تَقصيرٌ إِذا ما مَدَحتَهُ |
|
فَكُن مُفلِقاً فَالأَمرُ أَعلى وَأَبلَغُ
|
مُنايَ مِنَ الدارَينِ حَقّاً مُحَمَّدٌ | |
|
| هُوَ العَبدُ مالَم يَرضَ لَم يَرضَ سَيِّدُ |
|
فُؤادي بِبُعدِي عَنهُ ما عِشتُ مُكمَدٌ | |
|
| غَليلي وَلَم أَبلُغ إِلَيهِ مُجَدَّدٌ |
|
عَلى أَنَّ قَلبي بِالمُنى يَتَبَلَّغُ
|
وَماذا أُرَجيّ بَعدَ ضَعفٍ وَشَيبَةٍ | |
|
| وَلا قَلبَ مِني يَستَنيرُ بِتَوبَةٍ |
|
فَيا وَيحَ نَفسي مِن غُرورٍ وَخَيبَةٍ | |
|
| غُبِنتُ حُظوظي مِن زيارَةِ طَيبَةٍ |
|
وَمَن لي بِوَجهٍ في ثَراها يُمَرَّغُ
|
لَقَد سَفِهَتُ نَفسي لَقَد فالَ رَأَيُها | |
|
| وَماصَحَّ لي في قَصدِ يَثرِبَ وَأَيُّها |
|
فَها أَنا لا أَنفَكُّ ما عاقَ لأيُها | |
|
| غَرامي بِها يَزدادُ ما زادََ نأيُها |
|
فَعَيشي بِها أَهنا وَأَسنى وَأَرفَعُ
|
غَرامٌ حَشا قَلبي فَلِلَّهِ ما حَشا | |
|
| يَهيجُ إِذا ما هَبَّ مِن طَيبَةَ النَشا |
|
وَيَفشو إِذا ماشٍ يُؤمِّلُها مَشى | |
|
| غَضا شَوقِها بَينَ الجَوانِحِ وَالحَشا |
|
فَيَلفَحُ أَحيانا فُؤادي وَيَلدَغُ
|
أَلا لَيتَ شِعري وَالخُطوبُ مُلِمَّةٌ | |
|
| وَأَمريَ إِبهامٌ عَليَّ وَغُمَّةٌ |
|
أَتَنهَضُ بي نَحوَ المَدينَةِ هِمَّةٌ | |
|
| غُلِبتُ عَلَيها وَالشَواغِلُ جَمَّةٌ |
|
فَيا لَيتَني أَدري مَتى أَتَفَرَّغُ
|