إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
تحاشت وردتي |
وانسلّ إصبعها إلى الأفق المغيم |
كنت أرمقها وراء الراقصين |
تمد سماء عينيها إلى قوس يجاوزني |
ويُطبقُ جمرهُ في راحتيّ |
فأنتشي بالأسود المحفوف في نهدينْ |
كان سؤالها فخا لطير الروح |
هل تأتي القصيدة بالأسى |
هربت حروف إجابتي خلف المقاعد |
قلت: رمح الشعر عكس القلب |
والحزن اختباءُ من فضيحة وردتي |
هذي التي قطعت مسافة كونها |
بثيابها الصيفية البيضاء |
مرّتْ كالربابة في حقول القمح |
ميّلت النخيل إلى أناملها |
ودست ظلَّه بيديّ |
داريت انخطافي في الكئوس |
سألت في غيبوبتي |
زهراتك الزرقاء في عينيك للغيّابِ؟ |
قامت عن أريكتها الصغيرة |
نحو مدفأة الجدار وأخرجت رسما قديما: |
كان ساعاتٍ مفتتّةٍ |
تسيل على بلاط الروح |
والعينان مثقلتان بالسفر |
استدارت وهي تهمس لي وللساعات: |
جرح الزهرة انفتح |
استدلت بالأغاني الخافتات على المدينة |
خلصت أنفاسها من رملها المنثور في القمصان |
قالت: |
كنت محزوناً كأنك عاشقٌ |
وبكتْ. |
لماذا لم أقبل دمعها المحبوس؟ |
خطوتنا على صمت الطريق تشابهت والليل |
حلكة هذه الأشجار عرت وجهها المأخوذ |
فانسابت على طرقاتها الجنيّةُ المدفونةُ |
انحلت أغانيها القليلةُ. |
كنت أمشي حذو مهجتها |
ولكني اختبأت كهرةٍ عطشى وراء قصائد الشعراء |
حتى لا أذيع جنون قلبي |
هذه الخطوات تكشف آهة الرئتين |
إصبعها الى الأفق المغيم ذاهبُ |
لكن جمرتها على كفيّ |
هل تمشي قليلاً |
لم أبح إلا بأن الليل حفاظُ السريرةِ |
والطريق مجهزٌ للسائرين |
يداك باردتان |
وانكفأن تسر لألة الطبع الحقائق |
لم تراقب جمرها بيديّ |
رقصتنا الأخيرة طوحت بالوردة |
انفرطت على أقداح مائدة العشاء |
الآن نخب الزهرة الزرقاء |
هذا الأسود المحفوف في نهدين |
بعثرها أمامي ندهةً مكتومة |
وسرى همسا من ضباب الحلق |
سربت احتضاري |
في الحديث عن الطرازات العتيقة للبيوت |
وعن مضامين التصوف |
هل سكرت؟ |
الناي مفلوت على أوراقها السرية |
انتبهت على نغم يقول: |
لقاؤنا |
كان افتتاحا للوداع |
ختمت كذبتي الأخيرة |
سابحا في فخها المخفيّ |
لم ألمح إلى شجر يرف وراء أضلاعي |
وقلت: البدر مكتملٌ |
وأمنية الغريب قريبة |
أنهت تراجمها |
وخشت حلمها المستوحش |
المطر القليل يدب فوق فؤادها المبلول |
تركض باتجاه المنزل الرحالِ |
تدخل ذاتها وتقول: |
كنت أفرّ منّي |
ثم تسكن كاليمامة |
وهي تصنع قهوةً |
لو أنّي كوّرتها بيديّ |
لو أخفيتها بالصدر مثل فراشة بردانةٍ |
لو شلت دمعتها بعمري |
هل أكون جرحت سُرّة سرها المكنون؟ |
هذا الدرب يفتح بغتةً صندوق ذاكرتي |
ويدني من دمي أسطورةً جراحةً |
ويغيب. |
هل تعبت خطاكَ؟ |
الراقصون يخبئونفضاءها عني |
أفتش عن قلادتها النحيلةعن عيون نبضها عصفورتان كسيرتان |
القلب قرب القلب |
أشهد لحنها يهوي إلى قاعي |
فتبعد نايها عن وردتي وتقول: |
أعوامي ترفرف |
في شراع ليس لي |
وتواصل الطقسَ. |
استراحت برهةً من حزنها |
واستأنفت عزفاً بعيداً |
بعد نجمتها عن النجمات |
كنت أرمق مقلتيها |
وهي ترشف كأسها المنقوص |
تضحك ملء نهديها |
كأن لم تضحك العمرَ |
الخطى شرخت سكون القوس |
بين سمائها وثرايَ |
كان القلب قرب القلب |
لكن الخراب الحلو بينهما يراقص نفسه |
ويظلُّ في ألقٍ |
وكنت كذوبا |
اختبأت حروفي هرّةً عطشى وراء قصائد الشعراءِ. |
طائرةٌ تقلّ الجسم |
أسأل صاحبي السّاجي: |
لماذا لم أقل لها |
أنك تشبهين الشجرة |
التي ترف في قلبي؟ |
لماذا لم آخذها |
في كفيّ |
وأجري إلى |
البحرِ؟ |