إلا يا مليكاً يرتجي ويهاب |
وبحر له في المكرمات عباب |
ومولى عدتني مذ نشأت مكارم |
تصوب بها من راتيه سحاب |
أطعتك في سري وجهري جاهداً |
فلم يك لي إلا الملام ثواب |
وأعملت جهدي في رضاك مشمراً |
ومن دون أن أفضى إليه حجاب |
ولما كبا جدي لديك ولم يسغ |
لنفسي على سوء المقام شراب |
وقلا اصطباري حين لالي عندكم |
من العطف إلا قسوة وسباب |
فررت بنفسي أبتغي فرجة لها |
على أن حلو العيش بعدك صاب |
وما هزني إلا رسولك إن جرت |
إلي به صم الهضاب ركاب |
فقال مقالاً لم أجد عن مقاله |
مناباً وعن بعض الأمور مناب |
دعاك أمير المؤمنين مثوباً |
فقلت أمير المؤمنين مجاب |
فجئت أغد السير حتى كأنما |
يطير بسرجي في الفلاة عقاب |
وما كنت بعد البين إلا موطناً |
بعزمي على أن لا يكون أياب |
ولكنك الدنيا إلي حبيبةٌ |
فما عنك لي إلا إليك ذهاب |
أصب بالرضا عني مسرة مهجتي |
وإن لم يكن فيما أتيت صواب |
وفضلك في ترك الملام فإنه |
وحقك في قلبي ظبى وحراب |
إذا كانت النعمى تكدر بالأذى |
فما هي إلا محنةً وعذاب |
ولا تقبضن بالمنع كفي فإنه |
وجدك نقص للعلى وخراب |
فواللَه ما أبغي بذلك غير أن |
تحلى بجدوى راحتيك رقاب |
ويهدي إليك الناس دون تصنع |
محبة صدقٍ لم يشبه كذاب |
فكل نوالس لي إليك انتسابه |
وأنت عليه بالثناء مئاب |
بقيت مكين الأمر ماذر شارق |
وما لاح في أفق السماء رباب |