شَجاني وَأَبلاني تَذَكُّرُ مَن أَهوى | |
|
| وَأَلبَسَني ثَوباً مِنَ الضُرِّ وَالبَلوى |
|
يَدُلُّ عَلى مافي الضَميرِ مِنَ الفَتى | |
|
| تَقَلُّبُ عَينَيهِ إِلى شَخصِ مَن يَهوى |
|
وَما كُلُّ مَن يَهوى هَوىً هُوَ صادِقٌ | |
|
| أَخو الحُبِّ نِضوٌ لا يَموتُ وَلا يَحيا |
|
خَطَبنا إِلى الدَهقانِ بَعضَ بَناتِهِ | |
|
| فَزَوَّجَنا مِنهُنَّ في خِدرِهِ الكُبرى |
|
وَمازالَ يُغلي مَهرَها وَيَزيدُهُ | |
|
| إِلى أَن بَلَغنا مِنهُ غايَتَهُ القُصوى |
|
رَحيقاً أَبوها الماءُ وَالكَرمُ أُمُّها | |
|
| وَحاضِنُها حَرُّ الهَجيرِ إِذا يُحمى |
|
لِساكِنِها دَنٌّ بِهِ القارُ مُشعَرٌ | |
|
| إِذا بَرَزَت مِنهُ فَلَيسَ لَها مَثوى |
|
يَهوديَّةُ الأَنسابِ مُسلِمَةُ القُرى | |
|
| شَآمِيَّةُ المَغدى عِراقِيَّةُ المَنشا |
|
مَجوسِيَّةٌ قَد فارَقَت أَهلَ دينِها | |
|
| لِبِغضَتِها النارَ الَّتي عِندَهُم تُذكى |
|
رَأَت عِندَنا ضَوءَ السِراجِ فَراعَها | |
|
| فَما سَكَنَت حَتّى أَمَرنا بِهِ يُطفى |
|
وَبَينا نَراها في النَدامى أَسيرَةً | |
|
| إِذِ اندَفَعَت فيهُم فَصاروا لَها أَسرى |
|
إِذا أَصبَحَت أَهدَت إِلى الشَمسِ سَجدَةً | |
|
| وَتَسجُدُ أُخرى حينَ تَسجُدُ لِلمَسرى |
|
أُميتَت بِلَذّاتِ الكُؤوسِ نُفوسُهُم | |
|
| فَأَنفُسُهُم أَحيا وَأَجسادُهُم مَوتى |
|
وَساقٍ غَريرِ الطَرفِ وَالدَلِّ فاتِنٍ | |
|
| رَبيبِ مُلوكٍ كانَ والِدُهُم كِسرى |
|
حَثَثنا مُغَنّينا عَلى شُربِ كَأسِهِ | |
|
| فَتُدرِكُهُ كَأسٌ وَفي كَفِّهِ أَخرى |
|
فَأَمسَكَ ما في كَفِّهِ بِشِمالِهِ | |
|
| وَأَوما إِلى الساقي لِيَسقِيَ بِاليُمنى |
|
فَشَبَّهتُ كَأسَيهِ بِكَفِّيهِ إِذ بَدا | |
|
| سَراجينِ في مِحرابِ قَسٍّ إِذا صَلّى |
|
أَديرا عَليَّ الكَأسَ تَنكَشِفِ البَلوى | |
|
| وَتَلتَذُّ عَيني طيبَ رائِحَةِ الدُنيا |
|
عُقاراً كَأَنَّ البَرقَ في لَمَعانِها | |
|
| تَجَلّى لِأَبصارٍ فَكادَت بِهِ تَعمى |
|
إِذا ما عَلاها الماءُ خِلتُ حَبابَها | |
|
| تَفاريقَ دُرٍّ في جَوانِبِها شَتّى |
|
فَتَزدادُ عِندَ المَزجِ طيباً كَأَنَّها | |
|
| إِشارَةُ مَن تَهوى إِلى كُلِّ ما تَهوى |
|