نَسخت غَرائب مَدحِكَ التّشبيبا | |
|
| وَكَفى بِهِ غَزَلاً لَنا وَنَسيبا |
|
لِله شاهِنشاه عَزمتك الَّتي | |
|
| تَرَكت لَكَ الغَرض البَعيد قَريبا |
|
لا تَستَقرّ ظُباكَ في أَغمادِها | |
|
| حَتّى تروّيها دَماً مَصبوبا |
|
وَالخَيل لا تَنفَكّ تَعتَسف الدُجى | |
|
| خَبباً إِلى الغاراتِ أَو تَقريبا |
|
تَصبو إِلى ما عُوّدت مِن شَنِّها | |
|
| فَتواصل الإِسئاد وَالتَأويبا |
|
وَتَرى نَميرَ الماءِ صَفواً كُلَّما | |
|
| وَردته طَرقاً بِالدِماءِ مَشوبا |
|
مِن كُلّ مُنتَصبِ القذالِ تَخالُه | |
|
| رَشأً بِإِحدى الجَلهتين رَبيبا |
|
حكم الوَجيهُ لَهُ وَأعوجُ أَنَّهُ | |
|
| سَيَجيءُ فَرداً في الجِيادِ نَجيبا |
|
مِن أَدهَم لِلحَيّ فَوقَ لبانه | |
|
| شُهب تُضيء ظَلامه الغربيبا |
|
مُتَألّق إِفرِندهُ في حلكَة | |
|
| وَكَأنّما سَبجٌ عَلَيهِ أُذيبا |
|
أَو أَشهَب صَبغ النَجيع أَديمهُ | |
|
| لَوناً أَعارَ لِحُسنِهِ تَذهيبا |
|
ما خِلت ريحاً قَبلهُ اِمتُطيت وَلا | |
|
| أَبصَرت بَرقاً قَبلهُ مَركوبا |
|
تردي بِكُلّ فَتىً إِذا شَهِدَ الوَغى | |
|
| نَثر الرِماح عَلى الدُروعِ كُعوبا |
|
قَد لَوّحتهُ يَد الهَواجِر فَاِغتَدى | |
|
| مِثلَ القَناةِ قَصافة وَشُحوبا |
|
يَتَسابَقونَ إِلى الكِفاحِ بِأَنفُسٍ | |
|
| تَرَكَ الإِباءُ ضِرامَها مَشبوبا |
|
تَخِذوا القَنا أَشطانهم وَاِستَنبَطوا | |
|
| في كُلِّ قَلبٍ بِالطّعانِ قَليبا |
|
حيّيت عَدل السابقينَ إِلى الهُدى | |
|
| وَسَلَكت فيهِ ذَلِكَ الأُسلوبا |
|
وَبَثَثتُ في كُلِّ البِلادِ مَهابَةً | |
|
| طَفق الغَزال بِها يُؤاخي الذيبا |
|
وَهَمَت يَداكَ بِها سَحائِبُ رَحمَةٍ | |
|
| يَنهَلّ كُلُّ بنانَة شُؤبوبا |
|
وَنَصرت دينَ اللَهِ حينَ رَأيتَهُ | |
|
| مُتَخَفيّاً بِيَد الرَدى مَنكوبا |
|
فَالخَيلُ تَمزع وَالفَوارس تَرتَمي | |
|
| مردا إِلى أَجرِ الجِلادِ وَشيبا |
|
مُتَسربِلي غدر المِياهِ مَلابِسا | |
|
| مُستَنبِطي زُبرَ الحَديد قُلوبا |
|
وَنَصبتَ مِن هامِ العِدا لَكَ مِنبَرا | |
|
| أَوفى حُسامك في ذُراه خَطيبا |
|
لَمّا أعدّوا البيضَ هيفا خرّدا | |
|
| وَالطاس يَفهَق مَرّة وَالكُوبا |
|
أَعدَدتُ لِلغَمرات خَير عَتادها | |
|
| رُمحاً أَصَمّ وَسابِحاً يَعبوبا |
|
وَمَفاضَة كَالنَّهرِ درَّجَ متنهُ | |
|
| وَلع الرِّياحِ بِهِ صباً وَجُنوبا |
|
وَمُهنّدٍ عَضب الغرارِ كَأَنّما | |
|
| درَجَت صِغارُ النّملِ فيه دَبيبا |
|
ذكرُ الكَميّ مَضاءهُ في وَهمِهِ | |
|
| فَرَأَيتُهُ بِنَجيعه مَخضوبا |
|
تُعطي الَّذي أَعطَتكهُ سمرُ القَنا | |
|
| أَبَداً فَتَغدو السالِبَ المَسلوبا |
|
وَكّلتَ فِكركَ بِالأُمورِ مراعِيا | |
|
| وَأَقمتَ مِنهُ عَلى القُلوب رَقيبا |
|
وَأَنا الغَريب مَكانَهُ وَبَيانه | |
|
| فَاِجعَل صنيعك في الغَريبِ غَريبا |
|