ما بالُ طَيفِكَ لا يَزورُ لِماما | |
|
| وَبِمُنحَنى الأَحشا ضَرَبتَ خِياما |
|
أَيَعيشُ فيكَ عَواذِلي بِسُلُوِّهِم | |
|
| وَأَموتُ فيكَ صَبابَةً وغَراما |
|
وَتُبيحُ نَهرَكَ سائِلاً مِن أَدمُعي | |
|
| أَوَ لَيسَ نَهرُ السائِلينَ حَراما |
|
ما ذُقتُ ماءَ لَماكَ في سِنَةِ الكَرى | |
|
| إِلّا اِنتَبَهتُ فَكانَ لي أَحلاما |
|
عَرِّض إِذا حَدَّثتَ عَن بانِ الحِمى | |
|
| بِحَديثِ قَلبٍ في الأَجارِعِ هاما |
|
أَروي حَديثَ الرَقمَتَينِ مُسَلسَلاً | |
|
| عَن دَمعِ باكِيَةِ الغَمامِ سِجاما |
|
وَتَلَقَّ مِن جَيبِ النَسيمِ تَحِيَّةً | |
|
| أَضحى الهَوى بَرداً بِها وَسَلاما |
|
مَرَّت بِباناتِ الهَوى فَاِستَحدَثَت | |
|
| مَيلاً بِهِنَّ وَقَد نَشَأنَ قِواما |
|
وَاِستَودَعَت عِندَ الأَراكَةِ طيبَها | |
|
| فَوَشى بِها ثَغرُ المَها نَمّاما |
|
يا جيرَةَ العَلَمَينِ دَعوَةَ شائِقٍ | |
|
| لِلَذيذِ عَيشٍ بِالغَضا لَو داما |
|
فَخُذوا بِجَرعاءِ الحِمى قَلبي فَقَد | |
|
| أَلِفَ الإِقامَةَ بِالحِمى فَأَقاما |
|
وَخُذوا بِثَأري أَهلَ نَجدٍ إِنَّهُم | |
|
| سَلَبوا الفُؤادَ وَأَدنَفوا الأَجساما |
|
وَإِذا سَأَلتُم عَن ضَنى جَسَدي بِهِ | |
|
| فَسَلوا الحُضورَ فَقَد عَرَفنَ سَقاما |
|
هُم أَرضَعوا ثَديَي صَفِيٍّ فيهِم | |
|
| وَحَلا الرَضاعُ فَما أَمَرَّ فِطاما |
|
في كُلِّ غَربٍ دَمعُ عَيني مُشرِقٌ | |
|
| لِكَواكِبٍ فيها أَثَرنَ ظَلاما |
|
صَلِيَت بِنارِ الشَوقِ ثُمَّ رَنَت إِلى | |
|
| إِنسانِها في لُجَّةٍ قَد عاما |
|
وَتَسَلسَلَت عَبَراتُها شَوقاً لِمَن | |
|
| وَقَفَت عَلَيهِ صَلاتَها وَسَلاما |
|
خَيرُ الأَنامِ مُحَمَّدُ الهادي الَّذي | |
|
| أَردى الضَلالَ وَجَبَّ مِنهُ سَناما |
|
كَنزُ العَوالِمِ سِرُّ طينَةِ آدَمٍ | |
|
| وَلِحِفظِ ذاكَ السِرِّ جاءَ خِتاما |
|
وَأَجَلُّ أَرسالِ الإِلَهِ وَمَن بِهِ | |
|
| قَد لاذَ يونُسُ حينَ خاضَ ظَلاما |
|
وَتَقاصَرَت عَن فَردِهِ أَعدادُهُم | |
|
| فَلِذا تَقَدَّمَ في الحِسابِ إِماما |
|
وَعَنِ الشَفاعَةِ أَحجَموا وَتَقاعَسوا | |
|
| جَزَعاً فَقالَ أَنا لَها إِقداما |
|
وَضَحا بِهِم تَحتَ اللِواءِ وَكُلُّهُم | |
|
| لاذوا بِرايَةِ عِزِّهِ اِستِسلاما |
|
فَرَقى بِذِروَةِ مِنبَرٍ قَد صيغَ مِن | |
|
| نورٍ تَخالُ الشَمسَ فيهِ ظَلاما |
|
وَالخَلقُ أَجمَعُ مُطرِقٌ مِن هَيبَةٍ | |
|
| طَرَقَت تُشيبُ نَواصِياً وَلِماما |
|
شَخَصَت لَهُ أَبصارُهُم وَاِستَمسَكوا | |
|
| رَعلاً بِعُروَةِ جاهِهِ اِستِعصاما |
|
وَأَقامَ تَحتَ العَرشِ يَسجُدُ خاضِعاً | |
|
| حَتّى أُجيبَ وَقيلَ سَل تِعظاما |
|
شَرَفٌ تَخَلَّصَ مِن مَعادِنِ سُؤددٍ | |
|
| نَبواً وَمِنهُ التِبرُ عادَ رَغاما |
|
وَبِأَنجُمِ الجَوزاءِ صارَ مُمَنطَقاً | |
|
| وَأَدارَ مُنعَطَفَ الهِلالِ لِثاما |
|
ذو المُعجِزاتِ الساطِعاتِ اللائِحا | |
|
| تِ سَنىً عَلى عَلَمِ الهُدى أَعلاما |
|
وَعَزائِمٌ نَبَوِيَّةٌ قَد جَرَّعَت | |
|
| كِسرى وَقَيصَرَ عَلقَماً وَسِماما |
|
خَرَقَت أُنوفَ ذَوي الإِنافَةِ فَاِغتَدَت | |
|
| تَقتادُها بِشَكيمِها إِرغاما |
|
أَسرى إِلى السَبعِ العُلى فَاِستَقبَلَت | |
|
| زُمرُ المَلائِكِ وَفدَهُ إِعظاما |
|
وَدَنا لِسِدرَتِها فَأَحجَمَ واقِفاً | |
|
| مِن دونِها الروحُ الأَمينُ زِحاما |
|
في لَيلَةٍ غَصَّت بِأَملاكِ السَما | |
|
| فَتَسيرُ خَلفَ رِكابِهِ وَأَماما |
|
فيها اِلتَقى الرُسُلَ الكِرامَ وَعِندَها | |
|
| أَلقى إِلى موسى الكَليمِ كَلاما |
|
يا خَيرَ مَن بَهَرَ المُعانِدَ شَأوُهُ | |
|
| عَجزاً فَغَصَّ بِريقِهِ إِفحاما |
|
أَعيا جَلالُكَ أَن يُحيطَ بِوَصفِهِ | |
|
| وَصفُ البَليغِ وَأَخرَسَ الأَقلاما |
|
صَلّى عَلَيكَ اللَهُ ما زارَ الحَيا | |
|
| رَوضاً فَفَتَّحَ زَهرُهُ الأَكماما |
|
صَلّى عَلَيكَ اللَهُ ما بَكَتِ السَما | |
|
| وَالنورُ يَضحَكُ في الثَرى بَسّاما |
|
صَلّى عَلَيكَ اللَهُ ما قُلِعت لِحا | |
|
| فَتَرَشَّفَت نُطَفَ الغَمامِ مُداما |
|
ما لَذَّتي في غَيرِ مَدحِكَ مُخلِصاً | |
|
| إِلّا بِمَدحِيَ مِن بَنيكَ إِماما |
|
خَيرِ الوَرى وَإِمامِها المَنصورِ مَن | |
|
| في ظِلِّ دَولَتِهِ الأَنامَ أَناما |
|
نِعمَ الإِمامُ اِبنُ الإِمامِ اِبنُ الإِما | |
|
| مِ عُقودُ مَجدٍ قَد نُسِقنَ نِظاما |
|
أَضفى عَلى الأَرضِينَ ظِلّ مَهابَةٍ | |
|
| فَحَمى بِها حامَ العِبادِ وَساما |
|
وَسَما عَلى الدُنيا عُقابُ تَنوفَةٍ | |
|
| فَاِنقَضَّ يَفتَرِسُ الأُسودَ جَهاما |
|
عَلِقَت مَخالِبُهُ بِغِربانِ الدُجى | |
|
| فَاِنتاشَها لَحماً وَرَضَّ عِظاما |
|
إِن حامَ في أَرضِ الجَنوبِ مُصَرصِراً | |
|
| أَصغى لِجَلجَلَةِ السَماءِ فَخاما |
|
أَو شامَ سَيفَ المَيلِ بَرقُ سُيوفِهِ | |
|
| راعَ العِراقَ فِرِندُها وَالشاما |
|
قُل لِلمُلوكِ هَبوا مَمالِكَكُم فِدىً | |
|
| وَخُذوا لِأَنفُسِكُم لَدَيهِ ذِماما |
|
هَذا الَّذي يُحيي البِلادَ بِعَدلِهِ | |
|
| وِيُعيدُها نَشراً وَكُنَّ رِماما |
|
هَذا الَّذي تَذَرُ السُيوفُ لِعَهدِهِ | |
|
| دورَ البِغاءِ مِنَ البُغاةِ أَيامى |
|
هَذا الَّذي عَرَفَ العِدى سَطَواتهِ | |
|
| فَحَذارِ مِنهُ الضَيغَمَ الضِرغاما |
|
هَذا الَّذي وَعَدَ الإِلَهُ بِأَنَّهُ | |
|
| يَطوي البِلادَ وَيَفتَحُ الأَهراما |
|
فَإِذا تُغَلّق بابُ أَرضٍ دونَهُ | |
|
| بَعَثَ المَقالِدَ لَهذَماً وَحُساما |
|
وَكَتائِبٍ عَلَوِيَّةٍ قَد صَدَّعَت | |
|
| جَمعَ الأَعادي مُفرَداً وَتُؤاما |
|
إِن تَنفَتِح بِالرَعدِ أَلسُنُ نارِها | |
|
| تَتَلو لَكَ الفَتحَ المُبينَ خِتاما |
|
يَحكي السِلاحُ بِفِعلِهِ آثارَهُ | |
|
| فَلِذاكَ يُحسِنُ نَترَهُ وَنِظاما |
|
فَإِذا تَعَلَّمَ عَنهُ عامِلُ خَطِّهِ | |
|
| نَظمَ الكُلى بِالسَيفِ يَنثُرُ هاما |
|
وَيُجَوِّدُ المُستَرفِدونَ عَلَيهِ مِن | |
|
| سُوَرِ الهُدى الأَنفالَ وَالأَنعاما |
|
يا مُشبِهَ المَهدِيِّ في آرائِهِ | |
|
| حَزماً وَفي كَرّاتِهِ إِقداما |
|
وَقَسيمَهُ في المَعلواتِ وَذُخرَهُ | |
|
| لِلمُسلِمينَ وِقايَةً وَعِصاما |
|
أَنتَ الَّذي بِبَنيهِ أَربابِ العُلى | |
|
| أَرسى البِلادَ وَوَطَّدَ الإِسلاما |
|
فَكَأَنَّهُم مِن حَولِكَ الأَشبالُ في | |
|
| غابِ الوَشيجِ تَبَوَّأَت آجاما |
|
وَأَمينُها المَأمونُ عَضبُ سَمائِها | |
|
| عَلَمٌ أَنافَ عَلى الهِضابِ سَناما |
|
وَأَجَلُّ مُضطَلِعٍ تَخَيَّرَهُ الوَرى | |
|
| بَعدَ الإِمامِ فَقَدَّموهُ إِماما |
|
وَأَتاهُ أَحمَدُ عَهدَ أُمَّةِ أَحمَدٍ | |
|
| فَوَفى فَكانَ لِرَعيِها المِعتاما |
|
وَأَجَلُّ مَن ساسَ الوَرى بِعُلومِهِ | |
|
| طِفلاً وَسادَ بِها الكُهولَ غُلاما |
|
أَنتَ الَّذي عَرَفَ الجِهادُ ثَباتَهُ | |
|
| وَرُسوخَهُ يَومَ الوَغى إِقداما |
|
أَنتَ الَّذي بَزَّ الجُموعَ بِفَردِهِ | |
|
| وَوَقى مِنَ الجَيشِ اللُهامِ لُهاما |
|
أَنتَ الَّذي أُعطيتَ عِلمَ تَجارِبٍ | |
|
| لو تَبتَدي أَمراً يَكونُ تَماما |
|
إِنَّ العِبادَ عَلى هَواكَ تَأَلَّفَت | |
|
| فَكَأَنَّ بَينَ قُلوبِها أَرحاما |
|
لا يَعدُوَنَّ النُجحُ رَأيَكَ أَو يُرى | |
|
| أَلَقاً يَخُصُّ النَقضَ وَالإِبراما |
|
لا يَعدُوَنَّ النَصرُ سَيفَكَ إِنَّهُ | |
|
| سَيفٌ يَحوطُ الدينَ وَالإِسلاما |
|
خُذها يَنِمُّ عَلى العَبيرِ مَديحُها | |
|
| وَيَفُضُّ عَن مِسكِ الخِتامِ خِتاما |
|