قِف بِالمَطِيِّ عَلى الحِمى المامونِ | |
|
| وَاِعكِف عَلى حَرَمٍ هُناكَ أَمينِ |
|
وَاِنشُر لَدَيهِ تَحِيَّةً أَودَعتُها | |
|
| جَيبَ النَسيمِ بِسِرِّها المَكنونِ |
|
حَمَّلتُهُ مِنها لَطائِمَ مِسكِها | |
|
| يُزري بِطيبِ المِسكِ مِن دارينِ |
|
يَسري إِلى بَلَدٍ عَهِدتُ بِأَرضِها | |
|
| آرامَها تَسطو بِأسدِ عَرينِ |
|
وَبِظَهرِ زاوِيَةٍ جَآذِرُ أَثلَعَت | |
|
| فَوقَ الرُبى أَجيادَ حورِ العينِ |
|
هيفُ القُدودِ جُلِبنَ مِن بانِ الحِمى | |
|
| عَلِقَت بِها الكُثبانُ مِن يَبرينِ |
|
تَروي الصَبا عَنّي وَهِيَّ بَليلَةٌ | |
|
| شَوقي لِظَبيِ كِناسِها وَحَنيني |
|
وَلَعَلَّها إِن باكَرَت رَبعَ العُلى | |
|
| تُنبِئكَ عِن أَيكٍ بِهِ وَغُصونِ |
|
وَإِذا تَهُبُّ عَلى الرِياضِ عَشِيَّةً | |
|
| أُخِذَت بِمَسراها لِذاتِ يَمينِ |
|
فَتَخوضُ عَنّى البَحرَ يَزخَرُ مَوجُهُ | |
|
| بِالعُرفِ عِندَ مُحَمَّدِ المامونِ |
|
مَولىً إِذا ذُكِرَ المُلوكُ فَحُبُّهُ | |
|
| شَرعي وَمُعتَقَدي الصَحيح وَديني |
|
مَولىً إِذا نَصَبَ العَوامِلَ لِلعِدى | |
|
| جاءَت لَهُ بِالفَتحِ وِالتَمكينِ |
|
مَولىً إِذا ما اِبتَعتُهُ بَذلَ الرِضى | |
|
| بِنَفيسِ نَفسي لَستُ بِالمَغبونِ |
|
يَحكي عَنِ المَنصورِ في عَزَماتِهِ | |
|
| وَعَنِ الوَصِيِّ أَبيهِ في صِفّينِ |
|
إِن زارَ أَرضَ عِداهُ جَيشٌ واحِدٌ | |
|
| وافاهُمُ الرُعبُ بِأَلفِ كَمينِ |
|
كَالسَيفِ إِن لاقَيتَهُ أَلفَيتَهُ | |
|
| لِلُّطفِ يُدمِجُ شِدَّةً في اللّينِ |
|
فَبِبابِهِ عَكَفَ العُفاةُ كَأَنَّهُم | |
|
| وَفدُ الحَجيجِ بأَبطَحٍ وَحَجونِ |
|
تَجلو بِهِ الأَعراض وَهيَ مَصونَةٌ | |
|
| عَن بَذلِها وَالمالُ غَيرُ مَصونِ |
|
بابٌ بِهِ لاذَ المُلوكُ فَكُلُّهُم | |
|
| يَخشى عَواقِبَ سَيفِهِ المَسنونِ |
|
تَترى إِلى أَعتابِ مَجدِكَ رُسلُهُم | |
|
| مِن وافِدٍ يَسعى لَها وَقَطينِ |
|
مُتَزاحِمينَ عَلى بِساطِكَ رَغبَةً | |
|
| في لَمحِ غُرَّتِكُم وَلَثمِ يَمينِ |
|
فَمَتى تَشِم بَرقَ الرَجاءِ بِبابِهِ | |
|
| يَلقاكَ نورُ البِشرِ فَوقَ جَبينِ |
|
عَرِّض بِذِكرِ وَسائِلي تَلقى بِهِ | |
|
| نِعمَ الكَفيلُ بِرَعيِها وَضَمينِ |
|
يَحدو الحُداةُ بِطيبِ ذِكرِكُمُ فَمِن | |
|
| فاسٍ إِلى الفُسطاطِ بَل لِلصّينِ |
|