شَدّوا فَخِفْتُ .. ولِنْتُ فَاشْتَدّوا
|
وَقَدِ انْطَوَيْتُ عَلَيَّ فَامْتَدّوا
|
لَمْ أَدْرِ ما الأَقْطابُ مِنْ نَزَقي
|
وَمِنَ انْكِساراتِي .. مَن النِّدُّ
|
وَكَمِ اشتَعَلْتُ مِنَ السّؤالِ وَكَمْ
|
خنْتُ الْكَلامَ فَخانَني القَصْدُ
|
|
شَيْءٌ مِنَ الدَورانِ يَقْذِفني
|
نَحْوَ انْفِلاتاتي .... فَأرْتَدُ
|
وَأَنا المُعَذبُ وَالطَّريدُ ولا
|
يَقِفُ المَدى.. وخُطايَ لا تَعْدوا
|
وَتَضيقُ امْكِنَتي بِما حَمَلَتْ
|
وَتَزيدُ اسئِلتي بِما رَدّوا
|
فَوَدَدْتُ لَوْ أنّي احتَرَقْتُ بِهِمْ
|
مِنْ أَنْ أَرى الدُّنيا كَما تَبْدو
|
قالوا: وَراءَ الدّرْبِ ما فَتِئَتْ
|
تَسْوَدُّ عاقِبَتي .. وتشتدُّ
|
فَكَمِ اشتَغَلْتُ على الْحَياةِ كَما
|
لَمْ يَبْقَ في أَحيائِها .. جُهْدُ
|
وَكَمْ اشتَغلتُ على الْمَماتِ كَما
|
لَمْ يَبْقَ فيَّ لِزاهِدٍ .. زُهدُ
|
|
يا أَنْتَ تِلْكَ خُطوطُ راحِلَتي
|
وَأَنا هُناكَ وَأَنْتَ مَنْ يَحْدو
|
لَمْ تَهْدِ قَلْبي كَيْ يَراكَ وَلَمْ
|
تَرِدِ الهَوى لِيَرُدَّكَ الوَجْدُ
|
وَمِنَ التَّعَذُرِ أَنْ يُريقَ دَمي
|
مَنْ كانَ لَيْسَ لِعَفْوِهِ حَدُّ
|
وَأَمَرُّ عِشْقٍ أَنْ أَتوقَ إلى
|
مَنْ لَيْسَ لي مِنْ قَتْلِهِ بُدُّ
|
|
لا قَلْبَ إلا فيكَ أَسْوَدُهُ
|
أوْ خَوْفَ إلا فيَّ يَسْوَدُّ
|
وَكَأَنَّنا شَيْئانِ في جَسَدٍ
|
السَّيْفُ أَنْتَ وَنَحْرِيَ الْغِمْدُ
|
|
تَتَوالَدُ الأَقطابُ في جَسَدي
|
فَتَضيقُ أَنفاسي.. وَأَحتَدُّ
|
مِمَّنْ بَعَثْتَ عَلى الضِّياءِ وَقَدْ
|
سَدّوا مسامَ الطّينِ وَانْسَدّوا
|
حَتى امتلاْتُ بِما حَمَلْتُ .. كَما
|
لَوْ أَنَهُ .. يَتَشَقَقُ الجِّلْدُ
|
|
|