إلى مَنْ رحلَ وترك الموت بعده
|
|
كَفى بِكَ أنْ يَمُرَّ عَليْكَ طَيْفي
|
لِتَلْمَحَ في مَرايا الرّيحِ نَزْفي
|
أعيشُكَ ما انْثَنَيْتُ..وَكُلُّ لَحْظٍ
|
يُطِلُّ عَلَيَّ مِنْ عَيْنَيْكَ حَتْفي
|
فَقَدْ كُنّا الٌتَقَيْنا ذاتَ حَظٍّ
|
على جَسَدَيْنِ مِنْ مَنْفىً وَمَنْفي
|
تُلَوِّحُ فَوْقَ كِتْفيَ ألْفَ عُمْرٍ
|
كَأنَّ المَوْتَ مُلْقىً فوْقَ كِتْفي
|
أَتَحْتُ لَهُ العُبورَ إلى عُيوني
|
مَخافَةَ أنْ أقولَ لَها اسْتَعِفّي
|
فَدارَ حَديثَنا فازْدَادَ خَوْفاً
|
وَخَيَّمَ صَمْتُنا فازْدادَ خَوْفي
|
بِقَوْلٍ لا يُفَكُّ بِأُذْنِ مُصْغٍ
|
وَسِرٍّ لا يُباحُ لِمُسْتَشِفِّ
|
وَللأشياءِ في الأشْياءِ مَعنىً
|
وَمَعْنى اللّهِ في الأشْياءِ يَكْفي
|
فلا بِيَ ما يَشُدُّ لِجَذْبِ عَيْنٍ
|
وَلا بِكَ ما يَرُدُّ لِغَضِ طَرْفِ
|
ولا اصْطَلَحَ الوُجودُ مَدىً لِحُزْني
|
وَلا اخْتَلقَ الْجُنونُ فَماً لأُفّي
|
وَها أنا والرّحيلُ على رَحيلٍ
|
أعيش بِما أُسِرُّ بِهِ وَتُخْفي
|
وَأنْتَ هُنا وَلَيْسَ هُناكَ مِنّي
|
وَجِلْديَ في مَنافي الرّوحِ كَهْفي
|
أُفَتّشُ عَنْ أَكُفِّكَ تَحْتَ جِلْدي
|
وَتَبْحَثُ تَحتَ جِلْدِكَ عَنْ أَكُفّي
|
فَأَيَّ العاشِقَيْنِ نَزَعْتَ مِنّي
|
وَأَيَّ الْمَيِّتَيْنِ تَرَكْتَ خَلْفي
|
كَأنَّ العُمْرَ في كَفّي دُخانٌ
|
قَبَضْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ فَتَحْتُ كَفّي
|
|
|