سَوابقُ عَبرتي سحّي وَفِيضي | |
|
| وَإِن تعص الدُموع فَلا تَغيضي |
|
فَقَد أَخَذ الرَّدى مَن كانَ مِنّي | |
|
| بِمَنزِلةِ الشِّفاءِ مِن المَريضِ |
|
وَما وقي الرّدى بِطعانِ سُمرٍ | |
|
| وَشَدِّ سَوابقٍ وَقِراعِ بيضِ |
|
أَبا حَفصٍ ذَهبتَ بِحُسنِ صَبري | |
|
| وَبِنتَ فَبانَ عَن عَيني غموضي |
|
خَلصتَ إِلى النَّعيم وَبي اِشتِياق | |
|
| دَفَعتُ بِهِ الطَويل إِلى العَريضِ |
|
فَما أَصبوا إِلى عَبّ الحَميّا | |
|
| وَلا أَهفو إِلى نَغم الغَريضِ |
|
ذَهَبتَ فَمَن تَرَكت لِكُلِّ مَعنى | |
|
| شَديد اللّبس بَعدَك وَالغُموضِ |
|
وَمَن خَلّفتَ بَعدَك لِلمعمّى | |
|
| وَلِلشّعرِ المحكّكِ وَالعروضِ |
|
وَيا لِرَجاء نَفس فيكَ أَفضى | |
|
| إِلى نَبأ بِمَوتك مُستَفيضِ |
|
مُصابٌ صابَ بِالمُهجات فَيضي | |
|
| وَرزءٌ قالَ لِلعَبراتِ فَيضي |
|
فَإِن قَصرتَ في البابَينِ فَاِعذر | |
|
| فَقَد شَغل الجَريض عَن القَريضِ |
|
شَرقت بِأَدمُعي وَصَليت وَحدي | |
|
| فَها أَنا مِنكَ في طَرفي نَقيضِ |
|
سَقاكَ وَجادَ قَبركَ صَوبُ مُزنٍ | |
|
| يَشُقّ ثَراه مِن رَوض أَريضِ |
|
إِذا اِستَقرى الحَيا نَحَرت عَلَيه | |
|
| عِشارَ المُزنِ مرهَقة الوَميضِ |
|
وَإِن مَسَحت جَوانِبه النَّعامى | |
|
| أَعيرَت نَفحة المِسكِ الفَضيضِ |
|
فَقَدتكَ وَالشَّباب وَريع فودي | |
|
| بِمَرأى مِن مَطالِعهِ بَغيضِ |
|
أَلمّ بِلمَّتي وَذُؤابَتَيها | |
|
| فَعوّضهنّ مِن سودٍ وَبيضِ |
|
وَقبلَك ما اِلتَحت عُودي اللَّيالي | |
|
| بِناب مِن نَوائِبها عَضوضِ |
|
فَما فوجِئت ذا قَلبٍ جَزوع | |
|
| وَلا أَلفَيتَ ذا طَرف غَضيضِ |
|
وَلَكِن قائِلاً يا نَفس شقّي | |
|
| غِمارَ المَوتِ مُقدمة وَخُوضي |
|
فَما قَعَد الأَنامُ عَن المَعالي | |
|
| لِعَجزِهُم وَحانَ بِها نُهوضي |
|
وَما بَلَغَ العَلاءَ كَشمريّ | |
|
| قَؤومٍ بالَّذي يُعيي نَهوضِ |
|
سِأُعمِلُها هملّعة دِقاقا | |
|
| تَقلقلُ في الأَزمّة وَالعروضِ |
|
لَها مِن كُلِّ مرقبة وَفَجٍّ | |
|
| هويّ القَدحِ مِن كَفّ المَفيضِ |
|
فَأَمّا أَخمص فَوقَ الثُريّا | |
|
| وَإِمّا مفرقٌ تَحتَ الحَضيضِ |
|
فَأَشقى النّاس ذُو عَقلٍ صَحيح | |
|
| يَعُودُ بِهِ إِلى حَظّ مَريضِ |
|