مالِي أُستِّرُ وجداً غيرَ مَسْتُور |
وأَكْتُمُ الحبّ في حَلّ وتسييرِ |
وَطَفَْرةُ الحبِّ لا يَخْفى تلهُّبُهَا |
على فؤادٍ عليلِ القلب مَهْجور |
وَمُذْ تَبِعْتُ الْهَوَى لَمْ يَثْنِنِي أحَدٌ |
عَمَّا تَبِعْتُ بتَأنِيبٍ وَتَحْذِيرِ |
حَتَّى عَلِقْتُ فَتىً أفْنَى الفُؤَاد بِمَا |
حَوَتْهُ عَيْنَاهُ مِنْ غُنْجٍ وَتَفْتِيرِ |
إذَا تَبَسَّمَ خِلْتُ الدُّرَّ مُنْتَظِماً |
بَيْنَ العَقِيقِ سَنَى نَوْرٍ عَلَى نُورِ |
مَنْ تَكَلَّمَ حَلَّى لَفْظهُ بِحُلىً |
مِنَ الْبَيَانِ كَتَوْرِيدٍ وَتَصْدِيرِ |
مَنْ رَاءَهُ مَرَّةً يَهْوَى شَمَائِلَهُ |
وَيَنْثَنِي بِفُؤَادٍ عَنْهُ مَسْحُورِ |
حَسْبِي عُلُوًّا فَنَائِي فِي مَحَبَّتِهِ |
وَإنْ أُعَدُّ بِهَا حَيّاً كَمَقْبُورِ |
فَضَائِلُ مِنْ إلَهِ الْعَرْشِ فَازَ بِهَا |
فَخْرُ الْقُضَاةِ أبُو عَمْروٍ بْنُ مَنْظُورِ |
العَالِمُ العَامِلُ الحَبْرُ الّذِي بَهَرَتْ |
صِفَاتُهُ وَحُلاَهُ كُلَّ نِحْرِيرِ |
خُلاَصَةُ الْمَجْدِ عَيْنُ الْفَضْلِ كَوْكَبُهُ |
بَدْرُ الدُّجُمَّةِ مُجْلِي كُلَّ دَيْجُورِ |
النَّاظِمُ النَّاثِرُ الصَّدْرُ الذي غَلَبَتْ |
آيَاتُهُ كُلَّ مَنْظُومٍ وَمَنْثُورِ |
بِمِثْلِهِ تَفْخَرُ الأيَّامُ إنْ فَخَرَتْ |
وَتَرْتَدِي بِرِدَاءٍ مِنْهُ مَنْشُورِ |
يا راحلاً في طِلابِ العِلمِ يجمعُهُ |
ويبتَغِي نَيْلَ حظٍّ منه موفورِ |
أقصُدْ بمالَقةٍ إن شئتَ قاضِيَها |
تَحْمَدْ رحيلَكَ حمْداً غيرَ مَنْزُورِ |
وتنقلبْ عن مَحطِّ الرّحل حَضْرتِهِ |
مُخاطراً بالذي تلقاهُ مسرْورِ |
لكنْ إذا نِلْتَ ما تَبْغيِه من أمَلٍ |
وسرتَ عنه بقلبٍ غير مَوْتورِ |
آثِرْ حديثاً جَدَاهُ غيرُ مُنْقَطعٍ |
ودعْ حديثَ سواه غيرَ مأثورِ |
واذكرْ جمالَ محّياهُ لقاصده |
واتركْ جمالَ سواه غيرَ مذكورِ |
واضْرعْ إلى الله في تطويل مدّتِهِ |
مشفوعَ عزٍّ بتعظيمٍ وتوقيرِ |
مخوّلاً نِعَماً جلّتْ مواهُبها |
ما إنْ تُشانُ بتكديرٍ وتَغْيِيرِ |