مَا لِلرِّيَاضِ أنِيقَةَ الأثْوَابِ | |
|
| مَأْنُوسَةَ الأرْجَاء والأَبْوَابِ |
|
دَارَتْ بِهَا لِلأُنْسِ أيَّ مَدَارَةٍ | |
|
| مِنْ غَيْرِ أقْدَاحِ وَلاَ أكْوَابِ |
|
وَالزّهْرُ فِي أدْواحِهَا مُتَبَسِّمٌ | |
|
| عَنْ ثَغْرِ سَاحِرَةِ الْعُيُونِ كَعَابِ |
|
والطّيرُ في أغْصانِها نَعغَمَاتُهُ | |
|
| مِنْ طِيبِهَا تَسْبِي أولِي الأَلْبَابِ |
|
والرّيحُ تَنْفَحُ والخَمَائِلُ تَنْثَنِي | |
|
| طَرَباً بِجَانِبِ زَهْرِهَا الْمُنْسَابِ |
|
والطّيبُ يَعْبَقُ رِيحُهُ فَإذَا سَرَى | |
|
| وَافَى بطِيبِ نَواسمِ الأحْبَابِ |
|
ومَشَارِبُ الدُّنْيَا المُؤمَّلِ وِرْدُهَا | |
|
| خَلُصَتْ مِنَ الأكْدَارِ لِلطلاَّبِ |
|
مَا ذَاكَ إلاَّ لِلسُّرُورِ بِنِعْمَةٍ | |
|
| مِنْ مُنْعِمٍ مُتَفَضِّلِ وَهَّابِ |
|
بِوِلاَيَةِ الْقَاضِي ابِن مَنْظُورٍ أبِي | |
|
| عَمْرٍ ورِئَاسَةَ جُمْلَةٍ الْكُتَّابِ |
|
وَحُلولِهِ بِجَنَابِهَا السَّامي الّذِي | |
|
| أسْمَى عُلاّهُ فِي أعَزِّ جَنَابِ |
|
كَالْبَدْرِ حَلَّ لَدَيْهِ مِنْ كُتَّابِهِ | |
|
| فَضَائِلٌ مِنْهُمْ بَدَتْ كَشِهَابِ |
|
يَجْلُو مَحَاسِنَهَا الْغَريبَةَ لِلنُّهَى | |
|
| بِبَلاّغَةٍ رَاقَتْ وَفَصْلِ خِطَابِ |
|
وَنِظَامُهُ وَنِثَارُهُ شَهِدَا لَهُ | |
|
| بِالسَّبْقِ تَحْقِيقاً لَدَى الأصْحَابِ |
|
لِعُلُوِّ مَا يُبْدِي وَيُظْهِرُ مِنْهُمَا | |
|
| وَخُلُوِّهِ مِن ذَامٍ أوْ مِنْ عَابِ |
|
وَعَلَيْهِ مِنْ حُلَلِ الْبَيَانِ مَطَارِقٌ | |
|
| تَرْعَى لَهُ النِّقَابَ بِالأَلْقَابِ |
|
اللَّفْظُ لِلْمَعْنَى غَدَا طِبْقاً لَهُ | |
|
| كَالطَّبْقِ فِي الإِيجَازِ وَ الإِطْنَابِ |
|
دَانٍ ولَكِنْ نَيْلُهُ مُتَعَذِّرٌ | |
|
| فِي حَالَيِ التَّقْصِيرِ وَالإِسْهَابِ |
|
يَنْجَابُ عَنْ نفْسِ المَشوقِ إذا شَدَا | |
|
| شادٍ به ما ليْسَ بالمُنجابِ |
|
ويمِيلُ سامِعُهُ كشارب قهوة | |
|
| لعظيمِ يُولِي من الإِطرابِ |
|
كمْ قادَ من نَفْسٍ به نحو الرضى | |
|
| وأنَا لَهَا مِنْهُ جَزِيلَ ثوابِ |
|
ولذَاتُه الشَّرَفُ الرفيعُ تَعَلّقتْ | |
|
| لا شكَّ مِنْهُ بأفضلِ الأسْبابِ |
|
ولَها انجلى الحسَبُ الأصيلُ مُسَلَّماً | |
|
| مهما يكونُ الفخرُ بالأحسابِ |
|
ومَنِ اغْتدى أهلاً لذروة منبرٍ | |
|
| أهلاً لخدمة جانب المِحْرابِ |
|
وقَضَى بما يُرضي الشريعةَ راجياً | |
|
| مِنْ ربِّه زُلفَى وحسنَ مآبِ |
|
وجَلاَ بلاغته لحسن بيانها | |
|
|
وأتى ولم يُحْجِمْ من الإِعْرابِ | |
|
| شتّى فنون العلم بالإِغْرابِ |
|
كأولي العلوم الغرّ من أسلافه | |
|
|
الحاضرين بما جَلَوْا من حكمة | |
|
| لأولي الفهوم وهم من الغُيْابِ |
|
وَالْحَائِزينَ بِمَجْدِهِمْ رُتَبَ الْعُلَى | |
|
| مَا بَيْنَ شِيبٍ قَدْ مَضَوْا وَشَبَابِ |
|
والفائزين من العلوم تشرّفت | |
|
| إذ أحرزوها بارتشاف رُضابِ |
|
والسابقين بِنْيلهَا لنهاية | |
|
| كم كَابِرٍ عَن نيلها من كابِ |
|
من كلِّ وضّاح الجبينِ محصِّل | |
|
| لعلومِ نوعيْ سنّةٍ وكتابِ |
|
مِنْ أَمَّةُ يبغي دُلافةَ عنده | |
|
| لاقاه بالإِقبال والتّرحابِ |
|
يُلْقَى له العلمُ الشريفُ ولم يزل | |
|
| بالمعجب المعروف منه بجابِ |
|
ومُجيُبه في كلّ معنى مشكلٍ | |
|
|
فبحقٍّ أن يُدعَى الرئيسَ ويرتقي | |
|
| حتّى ينالَ مراتبَ الحجّابِ |
|
ويَدينُ مِنْ تَعظيمه أهلُ النُّهى | |
|
| بالمقتضى حملاً على الإِيجابِ |
|
فلقد حَوَتْ منه الرئاسة أوحداً | |
|
| ساسَ الأمورَ فجاء بالأعْجابِ |
|
|
| حسنِ المحيّا طاهر الجلبابِ |
|
يُبدي الرّسائَل كالحرائز جُلّيَتْ | |
|
|
إنْ فُضَّ عنها الخَتمُ أبدى خَطُّها | |
|
| من حسنها الفتّان أيَّ عُجابِ |
|
فمَنِ ابن عاصمَ أو مَنِ ابن خطيبها | |
|
| ومَن الرئيسِ فَتَى بني الجّياب |
|
ومَنِ ابنُ عمّارٍ أو ابنُ خِصَالِها | |
|
| ومِنَ العِراقِ مَنِ الرئيس الصَّابِي |
|
وله من الكتّاب أفضلُ فتيةٍ | |
|
| يَسْطُونَ من أقلامهم بِعِضابِ |
|
مِنْ كلّ ملتهب القريحةِ دونه | |
|
| في مُلتقى الأقرانِ ليثُ الغابِ |
|
كلّ له حَوَلٌ إذا جاراهُمُ | |
|
| في العلم والآراء والآدابِ |
|
فاق الجميعَ وبذّهم بمآثرٍ | |
|
| تحصيلُها ناءٍ عن الحُسّابِ |
|
أمّا نَداهُ وجودُه وجلاُله | |
|
| فلقد سما فيها على الأترابِ |
|
بُشْرَى لأندلُسٍ به من فَاضِلٍ | |
|
| جَمَّ الفضائل قانتٍ أوّابِ |
|
أغراضُه فيما انتحى من أمره | |
|
| أوْ رَامَهُ مقرونةٌ بصوابِ |
|
يَهْنِيه منها خُطّةٌ نالتْ به | |
|
| أسنى المُنَى والفوزَ بالآرَابِ |
|
وحَوَتْ به فخراً أثِيلاً ذكرُهُ | |
|
| يبقى على الأعصارِ والأحْقابِ |
|
وسناؤُها أولى به لمُحقَّقٍ | |
|
| بعُلاه لا ساهٍ ولا مرتابِ |
|
لا زال في نِعمٍ تُعاهدُ رَبْعَهُ | |
|
| موصولةِ التهتانِ والتّسكابِ |
|
وزمانُهُ يُبْدي له مأموله | |
|
| في النفس والأموال والأحبابِ |
|
|
| أذْكى من الأزهار غِبّ سحابِ |
|