"أيُّ سرٍّ فيك إنّي لستُ أدري" |
هل حرامٌ في هوانا أن نُبارِي |
بحرنا المخطوفَ مُرجانًا وفُلاّ |
موجةٌ من عهدِ مينا فيهِ تَجرِي |
تبسطُ الوادي فرَاشَاتٍ وزهرا |
تَكتبُ الأيّامَ تأريخاً بنهرِي |
فوق أرضٍ بِكرُها إصحاحُ موسى |
فجرُها قد كانَ للأمسِ الغريرِ |
مَهرجاناً للعذارى فوق شطٍّ |
كلُّ أُنثى بينَ خوفٍ وانبهارِ |
بينَ شوقٍ أن يكونَ العرسُ منها |
واشتهاءٍ للحبيبِ المُستعارِ |
تمسحُ الكُحلَ الهوى من غافياتٍ |
كالرّوابي حينَ كانتْ تحتَ نارِ |
أيُّها المعشوقُ قٌلْ لِيْ ما الّذي قد |
كُنتَ تَعنِي إذْ شَقَقتَ السترَ تدرِي |
أيَّ حُسنٍ قد جرحتَ اليومَ منّي |
واشتكيتَ الآنَ تحكي دمعَ أمرِي |
والعناقيدُ الّتي كانتْ صبايا |
ثُمّ مالتْ في خفوتٍ للبوارِ |
واستكانتْ دمعةٌ بينَ المآقِي |
في شفاها ألفُ شوقٍ للسوارِ |
هلْ ستعدو في مصيرٍ قد أتاها |
أم ستكوي نارَ قلبي لستُ أدرِي |
أيُّها الشّيْطانُ قُلْ لِيْ أينَ تَمضِي |
تسرقُ الأحلامَ من بدرٍ وزهرِ |
فوق جسرٍ مُستحيلٍ من شبابي |
والعروسُ الآنَ تَبكي حبَّ يُغرِي |
بالخلودِ المُنتهِي خمرًا وشعرا |
والليالي في شفاهٍ فوق جمرِ |
إذْ أَصِيلٌ قد أتاها باعثًا من |
موجِهِ اللّحنَ الّذي يُدمِي نهَارِي |
ثُمّ يَغدو بينَ راحٍ من سرابٍ |
والمواويلُ التّي تزهو بنارِي |
قد أراقت دمعها ثكلى حيارى |
تَاقَ للهيمانِ في غفوِ المزارِ |
ها هُنا التّاريخُ يَمضي أزمةً في |
أزمةٍ من شكوتي في سحرِ دارِي |
وانقلابي ضدّ وردٍ كانَ عُمراً |
يُسكرُ الأحلامَ عطرًا كلّ عمرِي |
"يا عروسَ البحرِ يا حلماً" بخالي |
ها هنا الأشعارُ تترى في حبورِ |
مرةً تَشكو النّدامى للنّدامى |
مرةً أُخرى تَفِي عمرَ البحورِ |
يا نديمي هاتِها خمراً مُراقاً |
كأسها ذاقَ الهوى في قبوِ ديرِ |
وانتشى بالخطوِ طيراً في ربابي |
واكتسى لحنًا على لحنٍ بغارِي |