ماذا غفولك يا عبد الاله وقد |
أمسيت في طرف من آخر العمر |
تاوي وتسرح والأيام سائحة |
والعمر ينفد والأحكام للقدر |
ولست تدري أهذا السعي سعي رضا |
أم لا فأنت لذا في أعظم الخطر |
هلا اتعظت بمن قد كنت تصحبه |
فبان عنك كذا من حل في الحفر |
وأصبت داره خلواً معطلة |
منه وحل بها قوم على سفر |
ماذا رجاؤك في الدنيا وقد كشفت |
لك القناع وأبدت عن يد العبر |
وجرعتك كؤساً من مكارهها |
ولم تفدك الذي أملت من ظفر |
إذا انبرى لك صفو شابه كدر |
مر المذاق فأبصر غاية البصر |
ولا تكن راكناً يوماً إلى دعة |
فيها ودعها وكن منها على حذر |
وخذ من الزاد منها ما كفاك ولا |
تكثر على القلب هول الهم والسهر |
وإن سهرت فلا تسهر جفونك في |
مال تحوز ولا تسعى إلى الأثر |
وسدد السعي واجعله لخالقنا |
محضاً تجد ذاك يوم الحشر والنشر |
وقلل السعي فيما أنت قائله |
واجعله مع ذاك مقصوراً على الوطر |
فالصمت أجمل من نطق تفوه به |
إلا بذكر اله الشمس والقمر |
واذكر الاهك في الساعات مجتهداً |
ولا تفوه بغير الذكر والسور |
وراقب اللّه فيما أنت طالبه |
كيما تفوز بخير الورد والصدر |
وإن طلبت فلا تطلب تكاثر من |
أنسته دنياه هول الموقف العسر |
ونهنه النفس عما لا يحل وكن |
مستيقظاً وجلاً من ذلك الخبر |
يا ويح نفسي ماذا تطلبين وقد |
علمت حقاً بما في الكتب والزبر |
أما قرأت كتاب اللّه ناظرة |
ما قد أتى النص بالاحكام والنذر |
يا أيها النفس ما عذري إذا طلبت |
مني البراهين يوم الفصل ما عذري |
وما الجواب إِذا لم أغتنم عمراً |
بالسعي في صالح الأعمال والبشر |
قومي بما أوجب اللّه القيام به |
والصبر عن طلب اللذات فاصطبري |
ولا تخونين عهداً كان منك إِلى |
باريك فيما مضى من دهرك العسر |
ثم الصلاة على المختار سيدنا |
محمد المصطفى المبعوث من مضر |