لِسَيفكَ بَعدَ اللَهِ قَد وَجَبَ الحَمدُ | |
|
| فَيا لَيتَ جَفني ما حَييتُ لَهُ غِمدُ |
|
تَقاضَيتَ دَيناً مِن عِداكَ بِحَدِّهِ | |
|
| وَيا رُبَّ حَدٍّ في التَقاضي بِهِ حَدُّ |
|
وَما زِلتَ وَرّاداً لِكُلِّ كَريهَةٍ | |
|
| يَهابُ الرَدى مِن دُونِها الأَسَدُ الوردُ |
|
إِلى أَن جَنَيتَ العِزَّ مِن كُلِّ مُجتَنى | |
|
| يَعزُّ عَلى مَن لا يُساعِدُهُ السَعدُ |
|
فَلا يُدرِكُ الساعونَ ما أَنتَ مُدرِكٌ | |
|
| فَما كُلُّ سَيفٍ أَرهَفَت حَدَّهُ الهِندُ |
|
وَلا كُلُّ مَن تاقَت إِلى المَجدِ نَفسُهُ | |
|
| صَبورٌ عَلى أَشياءَ يُحوى بِها المَجدُ |
|
مَلَكتَ طَريقَ الجَدِّ حَتّى عَلا بِهِ | |
|
| لَكَ الجَدُّ إِنَّ الجِدَّ يَعلو بِهِ الجَدُّ |
|
وَأَتعَبتَ نَفساً في المَعالي نَفيسَةً | |
|
| فَلَمّا أَكَلتَ الصبرَ لَذَّ لَكَ الشَهدُ |
|
رَدَدتَ بِحَدِّ السَيفِ ما لَو رَدَدتَهُ | |
|
| عَلَينا بِغَيرِ السَيفِ ما حَسُنَ الرَدُّ |
|
وَلَم أَرَ خَلقاً مِنكَ أَعظَمَ شِدَّةً | |
|
| عَلى نُوَّبِ الأَيّامِ وَالخَطبُ مُشتَدُّ |
|
كَأَنَّكَ لَولا فَيضُ كَفِّكَ هَضبَةٌ | |
|
| إِذا حَلَّتِ اللأوآءُ أَو حَجَرٌ صَلدُ |
|
سَدَدت بِهَذا الفَتحِ باباً مِنَ الأَذى | |
|
| فَظاهِرُهُ فَتحٌ وَباطِنُهُ سَدُّ |
|
وَأَيُّ مَرامٍ رُمتَهُ لَم تَقُم بِهِ | |
|
| لَكَ المُرهَفاتُ البيضُ وَالذُبَّلُ المُلدُ |
|
وَفَتيانُ صِدقٍ يَحمِلونَ مَعَ القَنا | |
|
| قُلوباً ثِقالاً تَشتَكي حَملَها الجُرد |
|
إِذا الطَفلُ مِنهُم فارَقَ المَهدَ أَصبَحَت | |
|
| مِنَ الأَمنِ أَرضُ اللَهِ وَهِيَ لَهُ مَهدُ |
|
مِنَ الصالِحيّينَ الَّذينَ تَمَرَّدوا | |
|
| عَلى الخَطبِ مُذ كانوا كُهولاً وَهُم مُردُ |
|
غُيُوثٌ إِذا جادوا لُيُوثٌ إِذا عَدَوا | |
|
| كَثيرٌ إِذا عادَوا قَليلٌ إِذا عُدُّوا |
|
يَشُكُّونَ في ظَهرِ العَدُوِّ أَسِنَّةً | |
|
| إِذا خَرَجَت مِن صَدرِهِ خَرَجَ الحقدُ |
|
مَساعيرُ إِلّا أَنَّهُم في سَماحِهِم | |
|
| بُحُورٌ إِذا مَدّوا أَكفَّهُم مَدّوا |
|
وَفِيّونَ إِن ذَمّوا جَرَيّونَ إِن سَطَوا | |
|
| مُلَبُّونَ إِن قالوا وَفِيُّون إِن وَدّوا |
|
إِذا ماتَ مِنهُم سَيِّدٌ لَم يَكُن لَهُ | |
|
| مِنَ العِزِّ قَبرٌ في التُرابِ وَلا لَحدُ |
|
أَلا أَيُّها الغادي تَحَمَّل إِلَيهِمُ | |
|
| تَحِيَّةَ حُرٍّ باتَ وَهوَ لَهُم عَبدُ |
|
وَقُل لَهُمُ طُولُوا فَقَد طابَ ذِكرُكُم | |
|
| فَطالَ بِكُم طالَت حَياتُكُمُ الوَفدُ |
|
وَفاحَ لَكُم ما بَينَ شَرقٍ وَمَغرِبٍ | |
|
| مِنَ الذِكرِ نَشرٌ لا يَفُوحُ بِهِ النَدُّ |
|
وَفَيتُمُ بِما لَم يُوفِ خَلقٌ بِمِثلِهِ | |
|
| وَلا ذِمَّةٌ فيهِ عَلَيكُم وَلا عَهدُ |
|
وَلَكِن رَغِبتُمُ في الإِمامِ وَفَضلِهِ | |
|
| فَأَسعَدَكُم فيما ظَفِرتُم بِهِ الزُهدُ |
|
وَأَرشَدَكُم فِعلُ الجَميلِ إِلى الهُدى | |
|
| أَلا إِنَّما فِعلُ الجَميلِ هُوَ الرُشدُ |
|
وَعُدتُم لِذاكَ الثَغِرِ سَدّاً مِنَ العِدى | |
|
| وَأَيُّ سَديدٍ ما دَرى أَنَّكُم سَدُّ |
|
وَما رَدَّ كَيدَ الرُومِ خَلقٌ سِواكُمُ | |
|
| يُنيلُ إِذا لَم يَبقَ مِن دُونِهِم رَدُّ |
|
أَتَوا يُثقِلُونَ الأَرضَ مِن فَوقِ شُزَّبٍ | |
|
| إِذا أَسرَعَت في الخَطوِ أَثقَلَها السَردُ |
|
يُواريهمُ نَسجُ الحَديدِ عَلَيهمُ | |
|
| فَما فَيهِمُ مَن مِنهُ جارِحَةٌ تَبدُو |
|
فَلَولاكُمُ لَم يَنهَهُم عَن حَريمِنا | |
|
| وَعَن حُرمَةِ الإِسلامِ جَمعٌ وَلا حَشدُ |
|
وَلَكِنَّكُم قَبَّلتُمُوُهم ذَوابِلاً | |
|
| مِنَ الخَطِّ مُشرِعُوها هُمُ اللُدُّ |
|
وَخُضتُم عَجاجاً يُرمِدُ الجَوَّ نَقعُهُ | |
|
| وَلَكِنَّهُ تَحيي بِهِ الأَعيُنُ الرُمدُ |
|
فَما انجابَ ذاكَ النَقعُ حَتّى طَرَحتَهُم | |
|
| فَرائِسَ تَقتاتُ الوُحوشُ بِها بَعدُ |
|
وَصارَت حِياضاً لِلمياهِ جَماجِمٌ | |
|
| مُفلَّقَةٌ فَاستَجمَعَ الزادُ وَالوِردُ |
|
فَلا تَطمَعِ الآمالُ فيما مَلَكتُمُ | |
|
| فَما تَتَخَلّى عَن فَرائِسِها الأُسدُ |
|
مَناقِبُ أَمثالُ النُجومِ ثَواقِبٌ | |
|
| لَكُم لَيسَ يُحصيها حِسابٌ وَلا عَدُّ |
|
تَفَرَّدَ بِالمَعروفِ مِن دونِ حاتِمٍ | |
|
| وَكَعبٍ مُعِزُّ الدَولَةِ المَلِكُ الفَردُ |
|
فَأَحسَنَ حَتّى لَم يَدَع ذِكرَ مُحسِنٍ | |
|
| سِوى ذِكرِ مَن يَحدو بِهِ الرَكبُ أَو يَشدُو |
|
نَظَمتُ لَهُ عِقداً مِنَ الحَمدِ فاخِراً | |
|
| وَقُلتُ لِذاكَ الجِيدِ يَصلُح ذا العِقدُ |
|
أَبا صالِحٍ إِن طالَ عَهدي بِخِدمَةٍ | |
|
| فَما طالَ لي بِالشُكرِ في مَحفِلٍ عَهدُ |
|
وَإِن كُنتُ لَم أُدرِك جَزاكَ فَإِنَّني | |
|
| أَبيتُ بِما أَولَيتَني وَلِيَ الجُهدُ |
|
وَلَم أَرَ مِثلَ الحَمدِ ثَوباً لِلابِسٍ | |
|
| وَأَدوَمُ ثَوبٍ أَنتَ لابِسُهُ الحَمدُ |
|