تَنَفَّسَ الرَّوْضُ عَنْ نُوَّارِهِ الأَرِجِ |
وَأَسْفَرَ الصُّبْحُ عَنْ لأْلاَئِهِ البَهجِ |
بُشْرى بِأَيْمَنِ مَوْلُودٍ لِغُرَّتِهِ |
هَزَّتْ يَدُ الدَّهْرِ مِنَّا عِطْفَ مُبْتَهج |
وافَتْ به لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ مُخْبِرَةً |
بِاثْنَيْنِ جاءَ كَرِيمٌ مِنْهُمَا وَيَجِي |
لَمْ يَنْظُر المَجْدُ مِنْ عَلْيَاهُ عَنْ حَوَرٍ |
حَتَّى تَبَسَّمَ مِنْ مَرْآهُ عَنْ فَلَج |
هِلاَلٌ سَعْدٍ يُجَلِّي كُلَّ دَاجِيَةٍ |
ظَلاَمُها لَيْسَ يُمْشَى فِيه بِالسُّرُج |
ونُطْفَةٌ مِنْ صَمِيمِ الْفَخْرِ ما بَرَحَتْ |
تَجُولُ مِنْ مَشَجٍ زَاكٍ إلَى مَشَجِ |
تَفَرَّعَتْ بَيْنَ أَصْلَيْ سُؤْدُدٍ وَعُلاً |
تَقَاسَمَا طَيِّبَ الأَثْمَارِ وَالأَرَج |
أَبٌ وَخَالٌ أَبَانَا مِنْ رِئَاسَتِه |
ما أَحْرَزا عَنْ خُلَيْفٍ أَوْ أَبِي الْفَرَجِ |
مَنَاسِبٌ كَاطِّرَادِ الْمَاءِ ما انْبَعَثَتْ |
إلاَّ رَأَيْتَ بِحَارَ الأَرْضِ كَالْخُلُج |
تَرَفَّعَتْ بِبَنِي سَعْدٍ ذُرَى شَرَفٍ |
كما سَمَتْ بِنَدِيٍّ غايَةَ الدَّرَجِ |
مَفَاخِرٌ قَدْ خُصِصْتُمْ يا جُذَامُ بِِها |
فَخَاصِمُوا وثِقُوا بِالفَلْجِ في الْحُجَجِ |
ما زِلْتُمُ بِمَنَارِ اليُمْنِ مِنْ يَمَنٍ |
حَتَّى تَقَوَّمَ من مَيْلٍ وَمِنْ عِوَجِ |
كَمْ مَسْلَكٍ بِكُمُ قَدْ عادَ مُتَّسِعاً |
وكانَ مِنْ قَبْلُ ذا ضِيقٍ وَذَا حَرَجِ |
وقاصِدٍ قَدْ تَلَقَّى السَّيْرَ نَحْوَكُمُ |
بِحَمْدِ مُبْتَكِرٍ مِنْهُ ومُدَّلِجِ |
وَبَحْرِ حَرْبٍ قَطَعْتُمْ لُجَّ زاخِرِه |
بأَنْصُلٍ لُجِّجَتْ في الخَوْضِ في اللُّجَجِ |
بمَعْرَك لا تَرَى منه العيونُ سِوَى |
شُهْبٍ مِنَ السَّيْرِ في ليلٍ منَ الرَّهَجِ |
حيثُ الدِّماءُ عُقارٌ يُسْتَحَثُّ على |
ما شِئْتَ من زَجَلٍ للخَيْلِ أَو هَزَجِ |
والهامُ قد أَوْسَعَتْهَا البِيضُ عَرْبَدَةً |
لمَّا أّدارَتْ عليها خَمْرَةَ المُهَج |
من كُلِّ ذي جَوْهَرٍ ما زالَ مُنْتَظِماً |
لِلْقِرْنِ في لَبَّةٍ منه وفي وَدَجِ |
وكلِّ مُنْعَطِفٍ كالنَّهْرِ مُطَّرِداً |
بَيْنَ الأَباطِحِ في أَثْنَاءِ مُنْعَرَج |
في كَفِّ كُلِّ كَمِيٍّ ما بَصَرْتَ به |
إلاَّ تَنَزَّهْتَ في عَقْلٍ وفي هَوَجَ |
أَولئك الرّايةُ العَلْياءُ من يَمَنٍ |
فاركنْ إلى ظِلِّها تَأْمَنْ مِنَ الوَهَجِ |
وَرَدْتَ منها بِبَحْرٍ إنْ تَهُبَّ به |
رِيحُ السؤالِ على عِلاَّتِها يَهجِ |
جَمِّ العوارِفِ طامٍ غير مُحْتَبِسٍ |
عَذْبِ المَشَارِبِ صافٍ غَيْرِ مُمْتَزِجِ |
وساكنِ الجَأْشِ ما يَنْفَكُ عزمته |
يلقي الخُطوبَ بلا طَيْشٍ ولا زَعَجِ |
اِهْنَأْ أَبا الحَسَن السّامي بخير فَتًى |
مُحَسَّنٍ لم يَدَعْ من مَنْظَرٍ بَهَجَ |
يُكْنَى أَبا الفَضْلِ وَهْوَ الفَضْلُ أَجْمَعُهُ |
وتِلْكَ بُشْرَى بها الأَيَّام في لَهَجِ |
ما زلْتَ في المجدِ والعلياءِ منفَرِداً |
حتى كُسيتَ به أَوصافَ مُزْدَوَجِ |
فاسْحَبْ على النجمِ ذَيْلَ التِّيهِ مفتخراً |
فَأَنتَ بالتِّيهِ والفخرِ القديمِ حَجِ |
بَقِيتُما كوثَرَيْ عُرُفٍ ومَعْرِفَةٍ |
وَجَنَّتَيْ فَرَحٍ للناس أَو فَرَجِ |