يُقِرُّ لِغُلْيَلْمِ المليكِ بن غُلْيَلْمِ | |
|
| سليمانُ في مُلْكٍ وداودُ في حُكْمِ |
|
وتخدُمُهُ الأَفلاكُ بالسَّعْدِ في العِدَى | |
|
| فيسطو بسيف البرق أَو حَرْبَةِ النَّجْمِ |
|
فَأَيُّ هلالٍ ليس كالقوس راشِقاً | |
|
| بِأَيِّ شهابٍ يَنْفُذُ كالسَّهْمِ |
|
وما النصرُ إلاَّ جُنْدُهُ حيثُ ما مضى | |
|
| على جَبَهَاتِ البَرِّ أَو صَفْحَةِ اليَمِّ |
|
له مُقْرَباتٌ يقصُرُ الظَّنُّ دُونَها | |
|
| إِلى مُنْشآتٍ تستطيلُ على الوَهْمِ |
|
كِلاَ عَسْكَرِيْهِ كالسحائِبِ لم تَزَلْ | |
|
| حواصِبُ في حَرْبٍ صَوَائِبَ في سَلْمِ |
|
يقود إِلى أَعدائِهِ كُلَّ سابِحٍ | |
|
| فمن عُرُبٍ دُهْمٍ ومن سُفُنٍ دُهْمِ |
|
يسيرُ بأَمثالِ اللُّيوثِ ولم يكُنْ | |
|
| بها قَرَمٌ إِلاَّ إِلى مَلِكٍ قَرْمِ |
|
تَزَلْزَلُ أَقطارُ الديارِ لِصَوْتِها | |
|
| فتسلُبُها حُسْنَ العمارةِ في الهَدْمِ |
|
وتَهْتَمُّ في أَخْذِ الثغورِ فَيَغْتَدِي | |
|
| مُمَنَّعُها مِثْلَ الثغورِ على الْهَتْمِ |
|
وتَعْنُو له الأَملاكُ حتى كأَنَّها | |
|
| صغارُ الدَّرارِي قابَلَتْ قَمَرَ التِّمِ |
|
وما المُلْكُ إِلاَّ للَّذي قالَتِ الْعِدَى | |
|
| هُوَ الغَيْثُ إِذْ يَهْمِي هو الليثُ إِذ يحمي |
|
فكم من مريضِ القلبِ صحَّحَ عَزْمَهُ | |
|
| ونفسِ مَرُوعٍ قد أَعادَ إِلى الجسمِ |
|
ففازَ بنورِ الرَّبِّ يدعو إِلى الهُدَى | |
|
| ويُحْيي لنا المَوْتَى ويُبْرِي من السُّقْمِ |
|
وزادَ على الفِعْلِ المسيحيِّ بالذي | |
|
| يُعَلِّمُهُ حَدُّ الحُسامِ من الْحَسْمِ |
|
وقد كانَ دَهراً لا يخُصُّ مصاحِباً | |
|
| أَتاهُ بما قد خَصَّهُ الربُّ من عِلْمِ |
|
فيّا ملِكَ الدنيا وسائِسَ أَهْلِها | |
|
| سياسَةَ مَنْ لَمْ يملِكِ المُلْكَ بِالرَّغْمِ |
|
وهذا يفيدُ السيفَ في الحَرْبِ عَزْمَةً | |
|
| ويحرِصُ في تبليغِهِ رُتْبَةَ الفَهْمِ |
|
ولكنْ بآباءٍ يقر لِمُلْكِهِمْ | |
|
| وتشهَدُ ساداتُ الملوكِ على عِلمِ |
|
ويعني لهم في الشرقِ والغربِ هَيْبَةً | |
|
| وقد أَمِنُوا جَوْرَ الظَّلامِ أَوِ الظُّلْمِ |
|
وبدَّلْتَهُمْ أَمْناً من الخوفِ شاملاً | |
|
| وعدلاً من العَدْوَا وغُنْماً مِنَ الغُرْمِ |
|
وجمَّلْتَ تاجَ المُلْكِ منك بِعِزَّةٍ | |
|
| يخِرُّ لها تاجُ الزمانِ على الرَّغْمِ |
|
وأَرقصْتَ أَعطافَ السَّرِيرِ مَسَرَّةً | |
|
| غداةَ هَفَا تحتَ السِّياسَةِ والحِلمِ |
|
وقلّدتَ أَجيادَ القصورِ جواهراً | |
|
| من الفضلِ والإِفضالِ مُحْكَمَةَ النَّظْمِ |
|
فَمَنْ للدَّراري أَن تعودَ مباسِماً | |
|
| تُشَرِّفُها من رَبِّ بَسْطِكَ باللَّثْمِ |
|
ويسجدُ إِذ يبدو مُحَيَّاكَ يَقْظَةً | |
|
| كما سَجَدَتْ قِدْماً ليوسُفَ في الحُلْمِ |
|
فتُطْلِعُ منها كوكبَ السَّعْدِ في النَّدَى | |
|
| وتُرْسِلُ منها في الوَغَى كَوْكَبَ الرَّجْمِ |
|
وتستخدِمُ الأَقدارَ فيما ترومُه | |
|
| فتجري إِلى ما قد رسَمْتَ على الرَّسْمِ |
|
أَظُنُّ خُطوبَ الدَّهْرِ وَلَّتْكَ حُكْمَهَا | |
|
| وآلَتْ يميناً لا خُروجَ عنِ الحكمِ |
|
مُصَرِّفُها بالعَدْلِ تصريفِ ماهرٍ | |
|
| بَصيرٍ بأَعقابِ الأُمورِ أَخِي فَهْمِ |
|
إِذا أَشْرَقَتْ آراؤُهُ في مُلِمَّةٍ | |
|
| تَبَسَّمَ بَعْدَ البِشْرِ في وَجْهِهَا الجَهْمِ |
|
وتَكْشِفُها خَيْلٌ عِتاقٌ كَأَنَّها | |
|
| وقد عَصَمَتْهَا الذَّابلاَتُ مِنَ العُصْمِ |
|
عَدَتْ وَهْيَ أَدْرَى بالقتالِ مِنَ العِدَى | |
|
| فَلَمْ تَتَّشِحْ بالحُزْمِ إِلاَّ على الحَزْمِ |
|
وَدُهْمِ أَسَاطيلٍ تُحَاكِي مُتُونُها | |
|
| أَراقِمَ مِمَّا قد نَفَثْنَ مِنَ السُّمِّ |
|
إِذا صَبَّحَتْ ثَغْرًا غدا النَّصْرُ مُقْسِماً | |
|
| بِأَنَّ لَهُمْ مِنْ نَيْلِهِ أَوْفَرَ القِسْمِ |
|
كذا فَلْيَكُنْ عَزْمُ المُلوكِ وَقَلَّمَا | |
|
| تَرَى مَلِكاً يَأْتِي بِمَا لَكَ مِنْ عَزْمِ |
|
مَدَحْتُكَ إيقانًا بأَنَّكَ مُلْبِسِي | |
|
| مِنَ الفَخْرِ ما أَنْجُو بِهِ مِنْ يَدِ الذَّمِّ |
|
فأَصْبَحَ صَرْفُ الدَّهْرِ في طَوْعِ خادِمِي | |
|
| وقَدْ كانَ يُبْدِي لي مُخَالَفَةَ الخَصْمِ |
|