لَجَأْتُ إِلى عُتْبَاكَ فاسْتَبْقِ مَنْ لَجَا | |
|
| ولا تَفْتَحَنْ بابًا إِلى العَتْبِ مُرْتَجا |
|
فإِنَّكَ لو أَنصفَت في الوُدِّ صاحبًا | |
|
| جَعَلْتَ له فيما تَوَهَّمْتَ مَخْرَجَا |
|
أُعيذُكَ أَن يقتادَكَ الظَّنُّ طَوْعَهُ | |
|
| قَيَثْنِيكَ عن سُبْلِ الوفاءِ مُعَرِّجا |
|
فقد خاطَبَتْنِي مقلتَاكَ بباطلٍ | |
|
| طويتَ عليه باطنًا مُتَأَجِّجَا |
|
أَتُوبُ من الذنبِ الذي سُؤْتَنِي له | |
|
| وإِن كنتُ منه لم أَزَلْ مُتَحَرِّجا |
|
ولو كانَ ما خَيَّلْتَ ما كَانَ بدْعَةً | |
|
| هُوَ الرَّبْعُ جادَتْهُ السّحابُ فأَبْهَجا |
|
سواك يُمِيلُ المرءُ عنه فؤادَهُ | |
|
| ويُسْلِكُهُ غَيْرَ المَوَدَّةِ منهجا |
|
أَدَرْتَ على قَلْبِي هَوَاكَ سُلافَةً | |
|
| فَحَيَّاهُ روضٌ من ثَنَاكَ تَأَرَّجا |
|
وقُمْتَ بِهِ وإِنْ جَلَّ قَدْرُهُ | |
|
| حَفِيفًا على ظَهْرِ المُرُوءَةِ والحِجا |
|
فما بالُ بحرِ الوُدِّ جاشَ تَغَيُّراً | |
|
| وَعَهْدِي به يَشْجُو الأَعادِي إِذا سَجَا |
|
وما رَاعَني إِلاَّ انبساطٌ طَوَيْتَه | |
|
| مَلاَلاً كما تَطْوِي الأَنامِلُ مَدْرَجَا |
|
ظمِئتُ وقد يَظْمَا البعيدُ مناهِلاً | |
|
| وصادَفْتُ ذاكَ العَذْبَ منك تَمَرَّجا |
|
ولاحَ هجيرُ الهَجْرِ مِنِّيَ بَهْجَةً | |
|
| عَدِمْتُ لها ظِلاًّ ببابكَ سَجْسَجَا |
|
أَتَثْنِي وِدادِي الحفيظَةُ مُرَّةٌ | |
|
| لِظَنِّ دَجَا في وجهِ عُذْرٍ تَبَلَّجَا |
|
غدا صائِغًا فيكُمْ حُلِيَّ قصائدٍ | |
|
| فَطَوَّقَ أَجيادًا بِهِنَّ وَتَوَّجَا |
|
أَقِلْ ذا ضُلوعٍ أَضْرَمَ الوجدُ نارَها | |
|
| وإِنْ كانَ في بحر المُصافاةِ لَجَّجَا |
|
فقد راحَ مسلوبَ العَزَاءِ كأَنَّه | |
|
| ووُقِّيتَ مما يَضْرِبُ اللَّوْمَ أَهْوَجَا |
|