لَمْ يَشْفِ طيفُكَ لما زارني أَلَمَا | |
|
| وإِنما زادَني إِلْمَامُهُ لمَمَا |
|
سَرَى إِلَيَّ وطَرْفُ الليلِ مَرْكَبُهُ | |
|
| والبَدْرُ إِنْ رَكِبَ الظلماءَ ما ظَلَما |
|
ولم يزل يَدَّعي زُوراً زيارَتَه | |
|
| حتى تَمَلَّكَ مِنِّي الحِلْمَ والحُلُما |
|
نادَمْتُه فَسَقَاني كأْسَ مُرْتشَفٍ | |
|
| يُفنِي النديمُ عليها كَفَّهُ نَدَما |
|
حتى إِذا شابَ فَوْدُ الليلِ وانْعَطَفتْ | |
|
| قناتُه وتدانَى خَطْوُهُ هَرَما |
|
وقمتُ أَعثُرُ والأَشواقُ تَنْهَضُ بِي | |
|
| فما تقدَّمْتُ من سُكْرِي به قُدُما |
|
قال السلامُ على مَنْ لو مَرَرْتُ به | |
|
| أَهْدَي السَّلاَم له يَقْظَانَ ما سَلِمَا |
|
واهْتَزَّ كالغُصُنِ المنآدِ فانْتَثَرَتْ | |
|
| مدامِعِي حَوْلَهُ العُنَّابَ والعَنَمَا |
|
ورُحْتُ أَعبدُ منه دُمْيَةً فَرَضَتْ | |
|
| تقريبَ قَلْبِي في دِينِ الغرامَ دَمَا |
|
وَجْدُ طَلَبْتُ له كَتْماً فأَردَفَنِي | |
|
| شَيْباً ثَنَانِيَ أَيضاً أَطلُبُ الكَتمَا |
|
ولِمَّةٌ مُذْ هَفَتْ منها مُلِمَّتُهُ | |
|
| عادَتْ رماداً وكانِتْ قَبْلَهُ فَحَما |
|
وقد تَلَفَّتُ أَثناءَ الشبابِ فَمَا | |
|
| رأَيتُ إِلا هموماً حُوِّلَتْ هِمَمَا |
|
فَالسَّيْرَ حتى تَقُولَ العِيسُ من خمر | |
|
| صِرْنَا رُسُوماً وكُنَّا أَيْنُقاً رُسُما |
|
من كُلِّ منهومَةِ ما غَرثَتْ | |
|
| إِلاَّ الْتَقَمْتَ عليها المَهْيَعَ اللَّقَما |
|
في عُصْبَةٍ كلَّما شامَتْ صوارمَهُمُ | |
|
| يَدُ الحفيظةِ في جِنْحِ الدُّجَى انْصَرَما |
|
عاطَيْتُهُمْ غَيْرَ بنتِ الكَرْمِ من سَمَرٍ | |
|
| على تعاطيهِ رحنا نذكر الكَرَما |
|
فكلما قِيلَ نجمُ الدينِ قَد وَضَحَتْ | |
|
| أَنوارُه فَمَحَوْنَ الظُّلْمَ والظُّلَما |
|
قلنا وعاد إِلى شَرْخ الشبابِ به | |
|
| جودٌ مضى هَرِمٌ عنه وقد هَرِما |
|
مَلْكٌ تَحرَّمت الدنيا بسطوتِهِ | |
|
| فردَّها وهي حِلٌّ والنَّدَى حَرَما |
|
هو الغَمامُ الذي ما حَلَّ في بَلَدٍ | |
|
| إِلاَّ أَفاضَ دماءً منه أو دِيَمَا |
|
وَهْوَ الحسامُ الذي قالت مضارِبُه | |
|
| خيرُ الحسامَيْنِ في الأدواءِ مَنْ حَسَما |
|
يطيع سامٌ وحامٌ ما يشير له | |
|
| ولم يطع قَطُّ إِلاَّ من سَمَا وحَمَى |
|
ذو الحَزْمِ شَدَّ على عِطءفَيْهِ لأْمَتَهُ | |
|
| في سَلْمِهِ وعلى أفراسِهِ الحُزُما |
|
وذو الرّياحِ التي إِن أَعْصَفَتْ قَصَفَتْ | |
|
| عيدانَ نَجْدٍ وجدَّت بعدها الرَّتَما |
|
كأَنما الدَّهْرُ أَفْشَيْنٌ نَخِرُّ لَهُ | |
|
| وقد أَقامَ عليه سَيْفَهُ صَنَمَا |
|
إِنْ قال آل مَصَالٍ منه من يَمَنٍ | |
|
| قال الأَغالِبُ من مُرٍّ ولا سِيَما |
|
أَمْلَى على العُرْبِ من تدبيرِهِ سِيَراً | |
|
| في مِضْرَ هزَّتْ على فُسْطَاطِها الْعَجَمَا |
|
فالآنَ أَضْبَحَتِ الآباءُ واحِدَةً | |
|
| والشَّمْلُ مجتمعاً والشَّعْبُ مُلْتَئِما |
|
رَأْيٌ له بَذَلَ الإِقْليمُ طاعَتَه | |
|
| فلو يشاءُ كفاه السَّيْفَ والقلما |
|
حَسْبُ البُحَيْرَةِ أَنَّ اللَّه صَيَّرها | |
|
| بحراً به زاخِرَ الأَمواجِ ملتطما |
|
كم خاضَ ضَحْضَاحَها من غارقٍ فَنَجَا | |
|
| حتى أَفاضَ عليها سَيْبَهُ العَرما |
|
بالخيلِ يحملُ من فرسانِها أَسداً | |
|
| والأُسْدِ يحملُ من أَرماحِها أَجَمَا |
|
لِلسَّيْفُ في كفِّهِ نارٌ على عَلَمٍ | |
|
| إِن كنتَ يوماً سَمِعْتَ النارَ والعلما |
|
يَجْلُو البهيمَ ويحمي البَهْمَ سارِحةً | |
|
| ويستجيش لكَشْفِ المُبْهَمِ البُهَما |
|
والأَرْضُ ما مَرَّ مجتازُ النسيمِ بها | |
|
| إِلاَّ تغالَتْ فكادَتْ تُنْبِتُ النَّسَما |
|
فالحمدُ للِّه سدَّ السيفُ ثُلْمَتَها | |
|
| وعاوَدَ الغِمْدَ محموداً وما انْثَلمَا |
|
فَلْيَبْتَسمْ بكَ ثغرٌ قد جعلْتَ له | |
|
| ثغراً عن الحسن والإِحسان مبتسما |
|
يجري النَّهارُ على أَنيابِه شنَباً | |
|
| ويصبِغُ الليلُ منه في الشِّفاهِ لَمَى |
|
حتى نقولَ وكُنَّا قبلَ معرفةٍ | |
|
| سُبْحانَ عَدْلِكَ أَضحى يَنْقُلُ الشِّيَما |
|