هَلْ في قِطارِ النَّصْرِ نسرٌ واقعٌ | |
|
| أَو في مَسَالِحَهَ سِماكٌ أَعْزَلُ |
|
أَودعت من قِطعِ السّحائبِ شِبْهَهَا | |
|
| فالبَرْقُ يُصْلِتُ والرَّوَاعِدُ تَصْهلُ |
|
يَا آلَ عِمْران بدائِعُ فضلِكُمْ | |
|
| بالفعلِ تستوفي المقال وتُفْضِلُ |
|
فلآل عمران على كلِّ الورى | |
|
| فضلٌ به نطقَ الكتابُ المُنْزَلُ |
|
ما مَرَّ في التنزيلِ فضلٌ أَوَّلٌ | |
|
| إِلا ومعناهُ لَكُمْ يُتَأَوَّلُ |
|
أَتُرَاهُمُ عَلِموا الذي لَمْ يَعْلَمُوا | |
|
| في الدِّينِ أَو عَمِلُوا الذي لم يَعْمَلُوا |
|
أَما الملوكَ فإِنهم خولٌ لكم | |
|
| حقًا وإِنْ عظُمَ الذي قد خُوِّلُوا |
|
أَبداً سُيُوفُكُمُ تُسلُّ فَتَحْتَوِي | |
|
| أَملاكَهُمْ ويبيحُها مَنْ يَسْأَلُ |
|
لَكُمُ التقدَّمُ بالتأَخُّرِ بَعْدَهُمْ | |
|
| كم آخِرٍ تلقاهُ وهو الأَوَّلُ |
|
أَوليسَ سادَ الأَنبياءُ جميعَهُمْ | |
|
| وأَتى أَخيرَهُمْ النبيُّ المُرْسَلُ |
|
كلُّ الزمانِ بكم ضَحوكٌ مُسْفِرٌ | |
|
| تَنْدَى معاطِفُهُ أَغَرُّ مُحَجَّلُ |
|
سيَّرْتَمُوهُ لنا نهاراً مُشْرِقًا | |
|
| أَو هَلْ مَع البَدْرَيْنِ لَيْلٌ أَلْيَلُ |
|
بدرانِ قد وَقَفَ الكمالُ عليهما | |
|
| والبدرُ ينقصُ بالمِحاقِ ويَكْمُلُ |
|
ومُهَنَّدَانِ جَلاهُما شَرَفاهُما | |
|
| بِيضٌ مُهَنَّدَةٌ وسُمْرٌ ذُبَّلُ |
|
فمحمدٌ منه المحامِدُ تَعْتَلِي | |
|
| وأَبو السعودِ به السعادَةُ تُشْمَلُ |
|
وغَضَنْفَرَانِ وإِنَّما عاباهما | |
|
|
فرعانِ ضَمَّهُمَا الحلالُ المُرْتَضَى | |
|
| في العِزِّ والشرفُ الرفيعُ الأَطْوَلُ |
|
وأَقرَّ مُلْكَهُما بِلالٌ وابْنُهُ | |
|
| فتكفَّلا الماضِي وما يُسْتَقْبَلُ |
|
خَلَف السَّعيدُ به الشَّهيدَ فأَعْيُنٌ | |
|
| مُنْهَلَّةٌ في أَوجُهٍ تَتَهَلَّلُ |
|
ملكانِ ذلك راحِلٌ وثناؤهُ | |
|
| باقٍ وذا باقٍ ثَنَاهُ يَرْحَلُ |
|
كان الزمانُ جَنَى فجاءَ لياسرٍ | |
|
| ونصولُهُ ممَّا جَنَى تَتَنَصَّلُ |
|
وَأَغرَّ فوقَ جبينِهِ شمْسُ الضُّحَى | |
|
| تاجٌ بأَفرادِ النجومِ مُكَلَّلُ |
|
متكفلٌ أَعلى المكارِمِ شِيمَةً | |
|
| ولَرُبَّما يتكلَّفُ المُتَكَفِّلُ |
|
لمُقَبِّلٍ طولَ الزمانِ بساطَهُ | |
|
| والورد لَيْسَ مَدَى الزَّمانِ يُقَبَّلُ |
|
يَهْفُو ارتياحاً وهو طودٌ ثابتٌ | |
|
| ويسيلُ جوداً وهو نارٌ تُشْعَلُ |
|
ويزيدُ في ظُلَمِ الخطوبِ ضِياؤُهُ | |
|
| في الجَمْرِ أَجْدَرُ أَن يفُوحَ المَنْدَلُ |
|
ويشِفُّ عن صَلَفِ الخُشُونَةِ لِينُهُ | |
|
| والماءُ يُشْرِقُ وَهْوَ عَذْبٌ سَلْسَلُ |
|
وتَرُوعُ حينَ يروقُ بَهْجَةُ وَجْهِهِ | |
|
| ولقَدْ يروعُ كما يروقُ المُنْصلُ |
|
ويزينُ أَلحاظَ العيونِ رُواؤُهُ | |
|
| فكأَنما هي من سناهُ تُكْحَلُ |
|
ويصيبُ والرامي تطيشُ سِهامُه | |
|
| فلكلِّ سهمٍ من عدُوٍّ مَقْتَلُ |
|
ويكادُ ينتقلُ البلادُ وأَهْلُهَا | |
|
| شوقاً إِليه فكيفَ لا يَتَنَقَّلُ |
|
بحُسامِهِ المشحوذِ يُفْتَحُ كُلُّها | |
|
| وبَحدِّهِ المفتوحِ منها يُقْفَلُ |
|
زَرَعَتْ به آلُ الزُّرَيْعِ حَدِيقةً | |
|
| رقَّ النباتُ بها ورقَّ المَنْهَلُ |
|
واسْتَثْبَتَتْهُ لمُلْكِها فكأَنَّه | |
|
| ثَهْلانُ ذو الهَضباتِ لا يَتَحَلْحَلُ |
|
ووفَا لها منه هِزَبْرٌ خَلْفَه | |
|
| طُلْسُ الذِّئابِ مع الذَّوابِلِ تَعْسِلُ |
|
كالأَجْدَلِ الغِطْرِيفِ يَحْمِلُ سَرْجَهُ | |
|
| سامِي التَّليلِ كما اشْرَأَبَّ الأَجْدَلُ |
|
يبدو فإِمَّا إِصْبَعٌ يُومِي بها | |
|
| لِجَلاَلِهِ أَو ناظِرٌ يَتَأَمَّلُ |
|
أَهلاً بعيدِ النَّحْرِ بلْ أَهلاً بمَنْ | |
|
| منه بعيدِ النَّحْرِ عيدٌ أَوَّلُ |
|
بُزْلٌ كأَمثالِ الدِّنانِ تجانَسَتْ | |
|
| مَعَهَا على طَرَبٍ ذباب نُزَّلُ |
|
ومواقِفٌ ضُرِبَتْ على خَطِّ الوَغَى | |
|
| فجريحُ لَبَّاتٍ بها ومُجَدَّلُ |
|
وتطوُّلٌ طالَ القرائِح فاسْتوَى | |
|
| في العَجْزِ عنه مُقَصِّرٌ ومُطَوِّلُ |
|
ومِنَ المكارِمِ أَنْ يكونَ مُقَصِّراً | |
|
| فيهِنَّ باعُ القول عمَّا يَفْعَلُ |
|