عادَ له الدَّهْرُ كما قد بدا | |
|
| فراحَ في صَبْوَتِهِ واغْتَدَى |
|
وفائِض العَبْرَةِ ذي حَنَّة | |
|
| يَسْرِي ولا يقدِرُ أَن يَبْعُدا |
|
قُلِّدَ كالعِقْدِ بأَولادِهِ | |
|
| فَقَلَّدَ الدَّوْحَ بما قُلِّدا |
|
وراح يستَرْفِدُ من غَيْرِهِ | |
|
| وإِنَّما اسْتُرْفِدَ كي يَرْفُدا |
|
تنبعِثُ الأَمواهُ منه إِلى | |
|
| خَوَرْنِقٍ أَبيضَ قد جُعِّدا |
|
|
|
|
| نَهْرٌ كما شَقَّ الطَّروبُ الرِّدا |
|
يلعب كالأَيْمِ فإِن درَّجَتْ | |
|
| منه الصَّبا أَبْصرْتَهُ مِبْرَدَا |
|
تنحَدِرُ الكاساتُ في مَتْنِهِ | |
|
| فتَذْكُرُ العيُّوقَ والفَرْقَدا |
|
كَلَّل شَطَّيْهِ أُولُو هِمَّةٍ | |
|
| مدَّتْ لهم في الطَّيِّباتِ المَدَى |
|
قد جَعَلُوا اللَّهْوَ مطاياهُم | |
|
| وقد كَبَتْ عنهُمْ صُروفُ الرَّدَى |
|
|
| يُحْيِي المَسَرَّاتِ كما عوَّدا |
|
تلا المزاميرَ بمِزْمارِهِ | |
|
| لَحْنًا فَخَرَّيْنَا له سُجَّدا |
|
وروْضِ يُسْتانٍ بجنَّاتِهِ | |
|
| تَعْبَقُ في راحَةِ قَطْرِ النَّدى |
|
ذابَ له الغَيْمُ لُجَيْناً وقَدْ | |
|
| جَمَّدَ في أَغصانِهِ عَسْجَدا |
|
تَضْحَكُ في أَحشائِهِ لُجَّةٌ | |
|
| أَرَقُّ من دمْعةِ مَنْ أُكْمِدا |
|
فِسْقيَّةٌ يرشُقُ حافاتِها | |
|
| بأَسهُمٍ ليستْ تُبيدُ العِدا |
|
هذِي هِيَ الجَنَّةُ قد عُجِّلَتْ | |
|
| لو كانَ فيها أَحدٌ خُلِّدا |
|