غِناءُ حَمَامٍ في معاطِفِ بانِ | |
|
| إِلى مَذْهَبِ الحُبِّ القديمِ ثَنَانِي |
|
تَغنَّى فأَعطافُ الغصونِ رَوَاقِصٌ | |
|
| وأَحداقُ أَزهارِ الرِّياضِ رواني |
|
فَذَكَّرَنِي شَرْخَ الشَّبابِ فمَدْمعِي | |
|
| سَفوحٌ وقَلْبِي دائِمُ الخَفَقَانِ |
|
ولمَّا دعَا داعِي النَّوى حَمِّلُوا غَدًا | |
|
| رفعتُ بصَوْتِي لاتَ حينَ أَوانِ |
|
وقلتُ لحادِيهِمْ ودَمْعِي كَاَنَّهُ | |
|
| على صَفْحَتَيْ خَدِّي نَثيرُ جُمَانِ |
|
أَمِلْ أَيُّها الحادِي عِنانَ مَطِيِّهمْ | |
|
| فقد مَيَّلوا نحوَ الغرامِ عِناني |
|
وقُلْ قد سقاهُ البَيْنُ كَأْساً مَريرةً | |
|
| فَقَدْ والذي يُدْنِي المَزَارَ سَقَانِي |
|
وسَلْ ظَبْيةَ الخِدْرِ المُمَنَّعِ عَلَّها | |
|
| تَطَلَّعُ من أَحْدَاجِها فَتَرانِي |
|
فوا حزَنا حتَّى متى أَنا ذاكِرٌ | |
|
| لِفَرْطِ غَرَامِي مَنْ نَأَى وَجَفَاني |
|
أَلا ليت شِعري هل شجا من أُحِبُّهُ | |
|
| من البينِ ما قد شَفَّنِي وشجاني |
|
وهل ذاكِرِي من لا تزالُ لذكرِهِ | |
|
| عَلوقٌ بقلبي دائماً ولِساني |
|
ومن عجَب أَنْ عِشْتُ بَعْدَ فِراقِهِ | |
|
| وما كنتُ جَلْدَ القَلْبِ لِلْحَدَثانِ |
|
يُمَثِّلُهُ فَرْطُ الغرامِ لناظِرِي | |
|
| وإِنْ نَزَحَتْ دارٌ بكُلِّ مكانِ |
|
قِفِي يا أُمَيْمَ اليومَ أَشْكُو لكِ الذي | |
|
| بُلِيتُ به من دونِ أَهْلِ زماني |
|
تَحَمَّلَتِ الأَيامُ فَيَّ فآهُ مِنْ | |
|
| تَسَهُّدِ طَرْفي واخْتِفَاقِ جَنَاني |
|
فما وَجْدُُ ذِي أَسْرٍ بأَرْضٍ قَصِيَّةٍ | |
|
| يُبَدَّلُها من أَرْبُعِ ومَغَانِ |
|
تُصَعِّدُ أَنْفاساً حِراراً وتنثَنِي | |
|
| فتُرْسِلُ دَمْعاً دائِمَ الهَمَلانِ |
|
ولا حائماتٍ طالَ بالماءِ عَهْدُها | |
|
| إِلى خَصِرٍ عَذْبِ البَرُودِ رَوَاني |
|
أَقامَتْ عليه ليلةً بَعْدَ ليلةٍ | |
|
| مُحَلاَّةً والطَّيْرُ منه دَوَاني |
|
بأَعْظَمَ مني فَرْطَ وَجْدٍ وعِلَّةٍ | |
|
| لَمَا شَفَّنِي من طارِقِ الحَدَثانِ |
|
لَبَدَّلَ خَوْفِي الحافِظُ بْنُ مُحَمَّدٍ | |
|
| بِرَغْمِ الأَعادِي مُسْرِعاً بِأَمانِ |
|
تغطيْتُ عن دَهْرِي بِظِلِّ جَنَاحِهِ | |
|
| فَعَيْنِي تَرَى دَهْرِي ولَيْسَ يرَاني |
|
إِمامٌ براهُ اللُّه من طِينَةِ العُلاَ | |
|
| فَنَافَسَنِي في مَدْحِهِ الثَّقَلانِ |
|
له قَلَمٌ أَمْضَى من السَّيْفِ مَضْرِبًا | |
|
| به لَمْ يَعِشْ في العِزِّ غَيْرَ مُهانِ |
|
هوَ الرُّمْحُ إِلا أَنَّه مُتَقَسَّمٌ | |
|
| ليومِ نَدًى يُرْجى ويَوْمِ طِعانِ |
|
فسَلْ عَنْهُ أَنَّى شِئْتَ شرْقًا ومَغْرِبًا | |
|
| فلا رَجُلانِ الآنَ يَخْتلِفانِ |
|