عَهْدِي بحَيِّك وهو حَيٌّ عامِرُ | |
|
| قامَ الرقيبُ له وقلاَ السَّامِرُ |
|
فبَوارِقُ الزَّفَراتِ فيه خوافِقٌ | |
|
| وسحائبُ العَبَراتِ فيه مَواطرُ |
|
حيث الحُماةُ منَ الكُماةِ كأَنها | |
|
| فوق العِتاقِ قَسَاورٌ وجآذِرُ |
|
وغصون مُلْدِكِ مثل قَدِّكِ مُيَّدٌ | |
|
| ومجالُ طِرفكِ مثلُ عَرْفِك عاطِرُ |
|
فمُهَنَّدٌ عَضْبٌ وأَسمرُ عاسِلٌ | |
|
| ومُفاضَةٌ زُعْفٌ وأَجْردُ ضامِرُ |
|
حتى مَضَتْ بصَبَا الصَّبابة شَمَأَلٌ | |
|
| واستَنْفَذَتْ أَصْلَ الوصالِ هَوَاجرُ |
|
وسطا عليَّ البُعْدُ بَعْدَكِ بالضنا | |
|
| فأَذَابَنِي لولا الخيالُ الزائرُ |
|
ما كُنْتُ أُومِنُ بالمزارِ ودُونَنَا | |
|
| خِرْقٌ مَجُوسِيٌّ ولَيْلٌ كافِرُ |
|
فاجْعَلْ يَدَيْكَ حميلتَين مُعَانِقاً | |
|
| فجُفونُ مُهْدِيكَ الحُسامُ الباترُ |
|
واشدُدْ لِثامَك دُونَ لَثْمِكَ لا تُضِعْ | |
|
| حِرْمانَ جنْحٍ برْدُهُ لَك ساتِرُ |
|
فالليلُ يُذْهِبُهُ صَبَاحٌ مُسْفِرٌ | |
|
| بِيَدِ الغزالَةِ أَو صَبِيحٌ سافِرُ |
|
واحمِلْ إِلى مُهْدِيك خَيْرَ تَحِيَّةٍ | |
|
| حَيَّا النَّسيمَ بها الرَّبيعُ الزاهرُ |
|
وإِذا اسْتعادَكَ ما رَأَيْتَ فقُلْ له | |
|
| هُو في الهَوَى مَثَلٌ لَعَمْرُكَ سائِرُ |
|
صالَتْ عليه صروفُ دَهْرٍ لَمْ يَكُنْ | |
|
| لولا أَبُو الأَيتامِ منها ناصِرُ |
|
الحافِظُ الحَبْرُ الذي لَوْلاَهُ لَمْ | |
|
| يجْبُرْ صُدوع الشَّرْعِ يوماً جابِرُ |
|
عَلَمٌ أَقامَ منَارةً بتَيقُّظٍ | |
|
| عزَّ التَّقِيُّ به وذَلَّ الفاجِرُ |
|
نَظَرَتْ به العلياءُ عن مُتَنَبِّهٍ | |
|
| نامَتْ عيونٌ دونَهُ ومَحَاجرُ |
|
فكأَنَّها شَخْصٌ بديعٌ يجْتَلِي | |
|
| وكأَنَّه إِنسانُها والناظرُ |
|
أَخلاقُه هي والرياضُ أَزاهِرٌ | |
|
| وصِفاتُه هي والنجومُ زَواهرُ |
|
وكأَنما الأَمداحُ إِذْ عَلِقَتْ به | |
|
| دُرٌّ حواهُ منه بَحْرٌ زاخرُ |
|
أَنا إِن نَظَمْتُ الشعرَ فيه ساحِرٌ | |
|
| حقًّا ولكنْ في سِواه ساخِرُ |
|
فإِذا وَصَفْتَ عُلاهُ قال لِيَ الوَرَى | |
|
| للِّه ممدوحٌ ذَكَرْت وشاعِرُ |
|
حَبْرٌ تَغَايرتِ القوافِي في مدًى | |
|
| أَوصافُهُ فَكَأَنَّهُنَّ ضَرائِرُ |
|
من آلِ ساسانَ الذين صِفاتُهُمْ | |
|
| في جبْهةِ الأَيامِ خَطُّ ظاهِرُ |
|
قومٌ إِذا خَيَّمْتَ دون فِنائهم | |
|
| فاعلَمْ بأَنكَ للنجومِ مُجاورُ |
|
حَلُّوا مَطَا العلْياءِ وَهْيَ مُضَمَّرٌ | |
|
| أَعيا على الأَقوامِ منه الحافِرُ |
|
تُزْهَى بِهِمْ يوْم النِّزال ضوامر | |
|
| وتَميلُ في يومِ المقالِ منَابِرُ |
|
يا أَولَّ السَّاداتِ غَيْرَ مُنَازَعٍ | |
|
| وإِنِ اعْتَلَى بكَ ذا الزمانُ الآخِرُ |
|
اِهْنَاْ بذا العَشْر المُعَظَّمِ قَدْرُه | |
|
| واعلَمْ بأَنك أَنتَ منه العاشِرُ |
|
واسلَمْ مدى الأَيامِ فرداً إِنني | |
|
| بصفاتِ مجدِكَ للنجوم مُكاثِرُ |
|