نَمَّت بِسِرِّ غرامِهِ الأَجْفانُ | |
|
| لما نَأَتْ بفؤادِهِ الأَظْعَانُ |
|
ما زَال يُخْفِيه ويُظْهرُهُ البكا | |
|
| حتى استوى الإِسرارُ والإِعلانُ |
|
ولقد طوى صُحُفَ الصبابَةِ كاتِمًا | |
|
| فَبَدَا لها من دمعِهِ عُنْوانُ |
|
لا تعذُلِيه إِن جَرَتْ عَبَرَاتُه | |
|
| فالبَيْنُ جارَ عليه والهِجْرانُ |
|
سارُوا فَهَلاَّ زَوَّدُوهُ بنظرةٍ | |
|
| منهمْ وقد تَتَلَفَّتُ الغِزلانُ |
|
إِنْ كان يحْسُنُ عند سُكَّانِ الحِمى | |
|
| قتلى فأَين الحُسْنُ والإِحسانُ |
|
ما كنتُ أَعلَمُ قبل تشتيتِ النَّوى | |
|
| أَنَّ الهوى يا صاحِبَيَّ هَوانُ |
|
بانوا فأَشرَقَتِ البدورُ طوالِعاً | |
|
| وسرى النسيمُ ومادَتِ الأَغصانُ |
|
وعلى الرّكائِب غادةٌ سَمَحَتْ بها | |
|
| عَدَنٌ ولم يشعًرْ بها رضْوانُ |
|
لما ادَّعَتْ يبرينُ منها رِدْفَها | |
|
| دانَتْ لِلِينِ قِوَامِها نَعْمَانُ |
|
عَزَّتْ فهُنْتُ ومن بَلِيَّاتِ الهوى | |
|
| أَنِّي أُعِزُّكِ دائماً وأَهانُ |
|
وعَدَت شمائِلُها الشَّمالَ فكما | |
|
| هَبَّتْ هَفَوْتُ كأَنني نَشْوانُ |
|
وعَهِدْتُها طَوْعَ الهوى إِذْ منظري | |
|
| نَضْرٌ وغصنُ شَبِيبَتِي ريَّانُ |
|
أَيامَ أَسحبُ فضلَ ذَيْلِ صَبَابتي | |
|
| تيهاً كما سُحِبَتْ لها أَردانُ |
|
يا عَيْشُ إِنْ تُفْقَدْ فَحَشْوُ جوانِحي | |
|
| نارٌ وفيضُ مدامِعي طُوفانُ |
|
ولَّى الصِّبا ولأَحمدِ بنِ محمدٍ | |
|
| مجدٌ تقاصَرَ دونَهُ كِيوانُ |
|
حَبْرٌ لنا من راحتَيْهِ وعِلْمِهِ | |
|
| غيثانِ كلٌّ منهما هتَّانُ |
|
لَبسَتْ به الإِسكندريَّةُ بهجةً | |
|
| فَعنَتْ لعزِّ جلالها بَغْدانُ |
|
وتفاخَرَتْ رُتَبُ العلا شرفًا به | |
|
| قُلْ كيف لا تتفاخَرُ البُلْدَانُ |
|
ورَنَتْ إِليه عينُ كل رئاسةٍ | |
|
| حُبًّا فكلٌّ مغرَمٌ هَيْمَانُ |
|
ونضَا مُحَيَّاهُ الدياجيَ فازْدَهَتْ | |
|
| تِيهًا بُغرَّةِ وجهه الأَزِمانُ |
|
أَوَ ما ترى رَمَضَانَ أَقبلَ ضاحكاً | |
|
| ومضَى قَرينَ تأَسُّفٍ شعبانُ |
|
وإِذا أَحبَّ الله عبداً لم يَزَلْ | |
|
| لِهَواهُ في كُلِّ القلوبِ مَكانُ |
|
في كَفِّه ولسانِهِ وجنانِهِ | |
|
| مَنٌّ وإِيمانٌ لنا وأَمانُ |
|
وعلى رياضِ بَنَانِه وبيانِه | |
|
| تتغايَرُ الأَبصارُ والآذانُ |
|
ماذا أَقولُ وقد أَبانَ فضائلاً | |
|
| جَلَّتْ فلم يَفْخَرْ بها إِنسانُ |
|
إِن قلتُ مثلُ البدر بهجَةَ منظرٍ | |
|
| فالبدرُ قد يُودِي به النُّقْصانُ |
|
لو قلتُ تحكيه الغَمامُ سماحةً | |
|
| فنوالُه طولَ المدى عِقْيانُ |
|
يا حافِظَ الدينِ استمِعْ مَدْحاً بِهِ | |
|
| شَدَتِ القِيانُ وسارَتِ الرُّكْبانُ |
|
فَلأَنْتَ في وجهِ المكارِمِ مَبْسِمٌ | |
|
| خَصِرٌ وفي عين العلا إِنسانُ |
|
عوضتني من بعدِ هَوْنٍ عِزَّةً | |
|
| والمرءُ يُكرم تارةً ويُهانُ |
|
ولقد ينوِّلِنَي سواكَ وإِنما | |
|
| ما كُلُّ مرعًى مُخْصِب سَعْدانُ |
|
أَقْرَرْتُ أَنِّي عاجِزٌ عن شكر ما | |
|
| أَوْليتَني ولوانَّني سَحْبانُ |
|