يا برقُ سُقْ حَيا السّحابِ الأبرَقا | |
|
| فلقَدْ حكَيْتَ فؤادَ صبٍّ شيّقا |
|
وإذا عبَرْتَ فحيِّ دارَ أحبّتي | |
|
| وقُلْ السلامُ عليكِ أينَ المُلتَقى |
|
واستوْدع الأرواحَ كلَّ عشيّةٍ | |
|
| نفَسَ الرياضِ مغرِّباً ومُشرِّقا |
|
تركوا بهمْ عيني سَفوحاً دمعُها | |
|
| شوقاً وجَفْني بالفِراقِ مؤرِّقا |
|
لا دمعُها يرْقا على تِذْكارِهمْ | |
|
| يَهْمي فيَحْمي جفنَها أن يُطْبِقا |
|
قُلْ كيفَ يلتذُ الرُقادُ متيّمٌ | |
|
| الوجدُ قلّبَ منه قلباً مُحْرَقا |
|
طُويَتْ جوامحُهُ على جمرِ الغَضى | |
|
| لمّا تعشقُ مُقلتي ظبي النّقا |
|
قد حكّمَتْ في قلبِه من لحظِها | |
|
| بالسحْرِ سيفاً حدُّهُ لا يُتّقى |
|
يُثْني أعنّةَ صبرِه أما انثَنَتْ | |
|
| أعطافُها كالخوط أمْلدَ مورِقا |
|
ويَشوقُه ظَلْمُ الثّنايا مُشبِهاً | |
|
| راحاً جرَتْ ما بينَ دُرٍّ مُنْتَقى |
|
أبتِ الوصالَ فقُلتُ هلاّ في الكَرى | |
|
| فحمَتْ جُفوني طيفَها أن يُطْرِقا |
|
طيبُ النّعيمُ الوصلُ بعدَ قطيعةٍ | |
|
| والهجرُ بعد الوصلِ من أوفى الشّقا |
|
والحبّ تألفُه النفوسُ وحتفُها | |
|
| فيه وإن لم تلقَ منه الأوفَقا |
|
مثلُ الفراشةِ والسِراجُ يروقُها | |
|
| نوراً ويدعوها إليه لتُحرَقا |
|
والحسنُ للعشّاقِ مثلُ السيفِ يق | |
|
| تُلُ منْ يكابرُهُ ويُعجِبُ رونَقا |
|
|
| تحلو القوافي إذ لهُ طولُ البَقا |
|
كنظام مدحِ الحافظِ الحَبْرِ الذي | |
|
| راقَ المسامعَ والعيونَ منَمقا |
|
حبْرٌ حكتْ أمداحُهُ الحِبَرَ التي | |
|
| فيها أرَتْ صَنعاء صُنعاً مونقا |
|
علاّمةُ العُلماءِ بحرٌ زاخرٌ | |
|
| عِلْماً وجوداً للبريّة مُغرِقا |
|
ومهذبُ الطبعِ الذكيّ ففهْمِهُ | |
|
| نور يفيدُ المشكلات تألّقا |
|
فضحتْ أناملَهُ الغمائمَ هطّلاً | |
|
| لما انبرَتْ قبل السؤال تدفّقا |
|
أضحى له المجدُ المُنيف مجمَّعا | |
|
| في حفظِه بذلُ النوالِ مفرِّقا |
|
في كل فضلٍ قد غَدا متقدّماً | |
|
| وأبى تناهي فضلِه أن يُلحَقا |
|
وحمَتْ مكارمُه المذمةَ عِرضَهُ | |
|
| فغدا نقيّ العِرْض سامي المرتَقى |
|
في الفضل أحمدُ أحمدُ الأزكى لقد | |
|
| حاز المَدى سَبْقاً فأعيا السُبَّقا |
|
أعطى اتقاءً للإله فكانَ مَنْ | |
|
| قد قال فيه اللهُ أعطى واتّقى |
|
|
| قد سُرْبِلَتْ بردَ المَفاخِرِ والتُقى |
|
كان الزمانُ لها بفضلِكَ واعداً | |
|
| فوقى وأعطاكَ المرادَ الأوفَقا |
|
شمسٌ حواها الغربُ قبلَك مغرِباً | |
|
| جعل الإلهُ لها محلّكَ مُشرِقا |
|
سعدٌ قرانُكُما بأيمنِ طائرٍ | |
|
| لا شَوْبَ من نكَدٍ عليه يُتّقى |
|
لكَ بالرفاه والبنين تفاؤلاً | |
|
| طاب الهَناء وقد جَلا متذوّقا |
|
وإليكَ من نظمِ اللسان قصائداً | |
|
| جاءت وقد حازَتْ مديحاً مُنْتَقى |
|
شعرٌ كأنّ الدُرَّ فيه منظّمٌ | |
|
| والسحرَ والروضَ البديعَ المونَقا |
|
حاز المحاسنَ كلهنّ مَصْعدا | |
|
| ومصوَّباً ومُجمّعاً ومُفَرّقا |
|
خذْها فقدْ شرُفَتْ معانيها التي | |
|
| أخذتْ من اللفظِ البديعِ الريّقا |
|
فأتَتْكَ تنشرُ للبديعِ غرائباً | |
|
| أمنَتْ بحُسْنِ نظامها أن تُسْرقا |
|
واسحَبْ ذيولَ الفخرِ لابسَ وشيِهِ | |
|
| حُلَلاً جديداً نسجُها أن يَخلَقا |
|