لازالَ سَعيُكَ مُقبِلاً مَقبولا | |
|
| وَمَحَلُّ عِزِّكَ عامِراً مَأهولا |
|
أَمَّلتُ فيكَ بِأَن يَكونَ كَما أَرى | |
|
| فَبَلَغتُ فيكَ السُؤلَ وَالمَأمُولا |
|
أَغنَيتَني مِمّا بَذَلتَ فَلَم تَدَع | |
|
| وَجهي إِلى وَجهِ امرِئٍ مَبذولا |
|
وَعَتَبتَ لي صَرفَ الزَمانِ فَأَعتَبَت | |
|
| أَخلاقُهُ وَتَبَدَّلَت تَبديلا |
|
المَنعُ بَذلاً وَالقَساوَةَ رَأفَةً | |
|
| وَالعُسرَ يُسراً وَالقَبيحَ جَميلا |
|
لا أَشتَكي بُؤسَ الحَياةِ وَلا تَرى | |
|
| نُوَبُ الزَمانِ لَها إلَيَّ سَبيلا |
|
وَقَد اِنتَجَعتُ لِفاقَتي هَذا الحَيا | |
|
| وَهَزَزتُ هَذا الصارِمَ المَصقولا |
|
أَمِنَ الإِمامُ عَلى الثُغورِ وَأَهلِها | |
|
| مُذ حَلَّ هَذا اللَيثُ هَذا الغيلا |
|
مُتَبَهنِساً بَعدَ القَتامِ نَعُدُّهُ | |
|
| في الجَيشِ جَيشاً وَالرَعيلِ رَعيلا |
|
مَن لِلخَليفَةِ أَن يَراكَ فَلا يَرى | |
|
| لَكَ في مُلوكِ بَني الزَمانِ عَديلا |
|
مُستَحقِراً لَكَ شُهبَةً وَلَو أَنَّها | |
|
| شُهبُ النُجومِ مَراكِباً وَخُيولا |
|
وَلَو اِستَطاعوا مِن عُلاكَ لَصَيَّروا | |
|
| نُورَ الغَزالَةِ ثَوبَكَ المَعمولا |
|
ولَأَكبَروكَ عَنِ العِمامَةِ وَاِرتَضَوا | |
|
| أَن يُلبِسوكَ التاجَ وَالإِكلِيلا |
|
أَمّا العَلامَةُ فَهِيَ خَيرُ عَلامَةٍ | |
|
| لَكَ أَنَّ قَدرَكَ لَم يَكُن مَجهولا |
|
بَعَثوا بِها وَكَأَنَّ ما في صَدرِها | |
|
| قَوسُ الغَمامِ مُلَوَّناً مَفتولا |
|
بَيضاءُ باتَ بَياضُ عِرضِكَ مِثلَها | |
|
| لَوناً وَباعُكَ في المَكارِمِ طُولا |
|
وَمِن الحَريرِ الجَونِ عَمّارِيَّةً | |
|
| يَفري العَواصِفَ ذَيلُها مَسبولا |
|
مُخَضَرّةَ الجَنَباتِ تُحسَبُ رَوضَةً | |
|
| باتَت تُعانِقُ شامِلاً وَقُبولا |
|
كادَ الحَمامُ الورق في شَجراتِها | |
|
| يُبدي عَلى تِلكَ الغُصونِ هَديلا |
|
وَالسَيفُ مَشحُوذُ الغِرارِ كَأَنَّهُ | |
|
| جِسمُ المُحِبّ نَحافَةً وَنُحولا |
|
ما عَوَّلَت شَفراتُهُ في مَعركٍ | |
|
| إِلّا وَأَحدَثَ رَنّةً وَعَويلا |
|
هُوَ أَبيَضٌ مِثلُ القِرابِ يَظُنّه | |
|
| ظَنّ الحَقيقة مُغمَدا مَسلولا |
|
قَد طالَما فَل الجُيوشُ وَغادَرَت | |
|
| تِلكَ الفُلولُ بِمضرِبَيهِ فُلولا |
|
جادَ الإِمامُ بِها لِرَبِّ فضائِلٍ | |
|
| لَم يُلفِهِ بفَضيلَةٍ مَفضولا |
|
مَلِكٌ إِذا وَقَفَ المُلوكُ أَمامَهُ | |
|
| وَسَمَت شِفاهُهُمُ الثَرى تَقبيلا |
|
إِن تَلقَهُ تَلقَ الجَنابَ مُوَسَّعا | |
|
| وَالوَجهَ طَلقاً وَالعَطاءَ جَزيلا |
|
أَعلى مِنَ الشُهبِ المُنيرةِ مَنزِلا | |
|
| وَأَعَزَّ مِن مَأوى اللُيوثِ نَزيلا |
|
يا عاشِقَ الرُمحِ الأَصَمِّ كُعوبُهُ | |
|
| يَومَ الوَغى لا الكاعِبَ العُطبولا |
|
في كُلِّ يَومٍ أَنتَ باعِثُ تُحفَةٍ | |
|
| تُفني اللُها وَتُحَيِّر المَعقولا |
|
خَيلٌ تُقادُ وَجُنَّفٌ قَد أَوقِرَت | |
|
| زِنَةَ الجِبالِ سُرادِقاً مَحمولا |
|
بَهَرَ العُيونَ وَحَيَّرَت حَجَواتُهُ | |
|
| أَهلَ البِلادِ خَلائِقاً وَقُيولا |
|
حَسبُ الإِمامِ فَضيلَةً مِن شَدِّها | |
|
| ظِلاً عَلى رَأسِ الإِمامِ ظَليلا |
|
بُنِيَت إِزا تِلكَ القُصورِ وَأَكثَروا | |
|
| مِن حَولِها التَكبيرَ وَالتَهليلا |
|
هِيَ جُنَّةٌ نُصِبَت هُناكَ وَذُلِّلَت | |
|
| حَولَ الإِمامِ قُطوفُها تَذليلا |
|
وافَت وَقَد وُلِدَ السَليلُ فَبَشَّروا | |
|
| بِمَسَرَّتَينِ هَدِيّةً وَسَليلا |
|
كانَت مُبارَكَةَ الحُلول وَأَعقَبَت | |
|
| شَرَفاً أَحِلَّ مِنَ النُجومِ حُلولا |
|
إِن جَل ما أَهدى الأَميرُ فَإِنَّهُ | |
|
| أَهدى جَليلاً وَاستَعادَ جَليلا |
|
واصَلتَهُم بِحُباكَ حَتّى إِنَّهُم | |
|
| حَقَروا بِهَذا النَيلِ ذاكَ النِبلا |
|
وَرَأَوكَ أَوفى أَهلِ دَهرِكَ ذِمَّةً | |
|
| وَأَصَحَّ مِيثاقاً وَأَصدَقَ قِيلا |
|
لَو أَنَّهُم جَعَلوكَ في أَبصارِهم | |
|
| شُحاً عَلَيكَ لَكانَ فيكَ قَليلا |
|
لِلّهِ دَرُّكَ أَيُّ سَيِّد مَعشَرٍ | |
|
| سُعدوا بِسَعدِكَ صِبيَةً وَكُهولا |
|
أَلبَستَهُم مِما صَنَعتَ جَلائِباً | |
|
| سَحَبوا لَها فَوقَ النُجومِ ذُيولا |
|
فَاسلَم لَهُم فَلَقَد بَنيتَ عَروشَهُم | |
|
| لا باتَ عَرشُكَ فِيهِمُ مَثلولا |
|