بِصِحَّةِ العَزمِ يَعلُو كُلُّ مُعتَزِمِ | |
|
| وَما جَلا غَمَراتِ الهَمِّ كَالهِمَمِ |
|
وَالعِزُّ يُوجَدُ في شَيئَينِ مَوطِنُهُ | |
|
| إِمّا شَباةُ حُسامٍ أَو شَبا قَلَمِ |
|
وَأَعرَفُ الناسِ بِالدُنيا أَخُوفِطَنٍ | |
|
| لا يَنظُرُ اليُسرَ إِلّا مَنظَرَ العَدَمِ |
|
غِنى اللَئيمِ الَّذي يَشقى بِهِ عَنَتٌ | |
|
| وَفاقَةُ الحُرِّ مَنجاةٌ مِنَ السَقَمِ |
|
يَزدادُ ذُو المالِ هَمّاً بِالغِنى وَأَذىً | |
|
| كَالنَبتِ زادَت أَذاهُ كَثرَةُ الرِهَمِ |
|
كُن مَن تَشاءُ وَنَل حَظاً تَعيشُ بِهِ | |
|
| فَالخِصبُ في الوُهدِ مِثلُ الخِصب في الأَكَمِ |
|
لَيسَ الحُظُوظُ وَإِن كانَت مُقَسَّمَةً | |
|
| بِناظِراتٍ إِلى جَهلِ وَلا فَهَمِ |
|
لا يُنقِصُ الحُرَّ ما يَعدُوهُ مِن جِدَةٍ | |
|
| وَلا تَحُطُّ كَريماً قِلَّةُ القِسَمِ |
|
فَخرُ الفَتى كَثرَةُ الأَرزاءِ تَطرُقُهُ | |
|
| وَالسَيفُ يَفخَرُ في حَدَّيهِ بِالثُلَمِ |
|
مَن ذَمَّ عَيشاً فَإِنّي شاكِرٌ زَمَني | |
|
| وَالشُكرُ ما زالَ قَوّاماً عَلى النِعَمِ |
|
طَلَبتُ مِنهُ كَريماً أَستَجِنُّ بِهِ | |
|
| فَخَصَّني بِنَبيِّ الجُودِ وَالكَرَمِ |
|
بِماجِدٍ مِن بَني الشَدادِ شَدَّ بِهِ | |
|
| أَزري وَأَحيا بِهِ ما ماتَ مِن حِكَمي |
|
وَصانَ وَجهي فَلَم يُبذَل إِلى أَحَدٍ | |
|
| وَصَونُهُ ماءَ وَجهي مِثلُ صَونِ دَمي |
|
مَولىً بَداني بِنُعماهُ وَأَلبَسَني | |
|
| ثَوبَ الصَنيعَةِ قَبلَ الناسِ كُلِّهِمِ |
|
وَكُنتُ مَيتاً فَما زالَت مَواهِبُهُ | |
|
| تَرُدُّ حَو بايَ حَتّى أَنشَرَت رَمَمي |
|
فَتَى يَكرُّ عَلى الإِقتارِ نائِلُهُ | |
|
| وَالكَرُّ في الجُودِ مِثلُ الكَرِّ في البُهَمِ |
|
مُجَرِّدٌ لِلهَوادي مُرهَفاً خَذِماً | |
|
| وَبَينَ جَنبَيهِ مِثلُ المُرهَفِ الخَذِمِ |
|
حَيثُ الذوابِلُ مُحمَرٌّ أَسِنَّتُها | |
|
| كَأَنَّما صَبَغُوا الخُرصانَ بِالعَنَمِ |
|
يَعلو السَريرَ فَيَعلُو ظَهرَهُ مَلِكٌ | |
|
| يَداهُ أَنفَعُ في الدُنيا مِنَ الدِيَمِ |
|
شِم كَفُّهُ فَهِيَ كَفٌّ كَفَّ نائِلُها | |
|
| بَوائِقَ السَنواتِ الغُبرِ وَالقُحَمِ |
|
إِنَّ اللِثامَ الَّذي مِن تَحتِهِ قَمَرٌ | |
|
| عَلى فَتىً خَيرِ مُعتَمٍّ وَمُلتَثِمِ |
|
مُبارَكُ الوَجهِ يُستَسقى بِرُؤيَتِهِ | |
|
| وَيَهتَدي بِسَناهُ الرَكبُ في الظُلَمِ |
|
حَمى العَواصِمَ بِالخَطِّيِّ فَامتَنَعَت | |
|
| وَالأُسدُ تَمنَعُ ما تَأوي مِنَ الأَجَمِ |
|
وَأَمَّنَ الشامَ حَتّى الناسُ في دَعَةٍ | |
|
| كَأَنَّهُم مِن صُروفِ الدَهرِ في حَرَمِ |
|
مُرَدَّدُ الحَمدِ في بَدوٍ وَفي حَضَرٍ | |
|
| كَما تَرَدَّدَتِ الأَسماءُ في الأُمَمِ |
|
مِن مَعشَرٍ خَلُصَت أَعراضُهُم وَزَكَت | |
|
| أُصُولُهُم مِن قَبيحِ الظَنِّ وَالتُهَمِ |
|
شُمِّ العَرانينِ وَهّابينَ ما كَسَبُوا | |
|
| مِنَ الصَوارِمِ ضَرّابينَ لِلقِمَمِ |
|
بَنى الأَميرُ لَهُم عِزّاً إِذا اِنهَدَمَت | |
|
| قَواعِدُ الدَهرِ أَمسى غَيرَ مُنهَدِمِ |
|
نامَ المُلوكُ عَنِ العَلياءِ وَهوَ فَتىً | |
|
| مُذ هَمَّهُ طَلَبُ العَلياءِ لَم يَنَمِ |
|
لَو كُنتُ أَنصَفتُ لَمّا جِئتُ مادِحَهُ | |
|
| لَكانَ خَدّي مَشى بِالطِرسِ لاقَدَمي |
|
جَهِلتُ حَقَّ المَعالي أَن أَقُومَ بِها | |
|
| لَدى الأَمِيرِ وَلَيسَ الجَهلُ مِن شِيَمي |
|