هُمُو ضَمِنُوا الوَفاءَ فَحينَ بانُوا | |
|
| يَئِسنا أَن يَصِحَّ لَهُم ضَمانُ |
|
وَهُم سَنُّوا خِيانَةَ كُلِّ حِبٍّ | |
|
| فَكَيفَ عَجِبتَ مِنهُم حينَ خانُوا |
|
طَلَبنا مِنهُمُ نَيلاً وَفَضلاً | |
|
| وَغَيرُ النَيلِ يُحسِنُهُ الحِسانُ |
|
فَما ضَرَّ الأَحِبَّةَ لَو أَعانُوا | |
|
| مُحِبَّهُمُ وَمَنزِلُهُم معانُ |
|
ذَكَرنا الشِعبَ فَاِنشَعَبُوا فَلَمّا | |
|
| تَفاءَلنا بِذِكرِ البانِ بانُوا |
|
لَقَد ظَفِرُوا فَما أَبقَوا عَلَينا | |
|
| وَهَل يُبقي إِذا ظَفِرَ الجَبانُ |
|
هُوِيناهُم فَقَد هُنّا عَلَيهِم | |
|
| وَمُذ خُلِقَ الهَوى خُلِقَ الهَوانُ |
|
رَعى اللَهُ الأَحِبَّةَ كَيفَ كُنّا | |
|
| عَلى ما يَفعَلونَ وَكَيفَ كانُوا |
|
إِذا نَزَلُوا رِعانَ البِشرِ قُلنا | |
|
| سُقيتِ الغَيثَ أَيَّتُها الرِعانُ |
|
وَجادَ ثَراكِ مُنهَمِرُ العَزَالي | |
|
| كَأَنَّ البَرقَ في طَرَفَيهِ جانُ |
|
تَكَشَّفَتِ الغَمامَةُ عَن سَناهُ | |
|
| كَما كَشَفَت عَنِ الراحِ الدِنانُ |
|
وَرُدَّ الجَوُّ مَصبوغَ النَواحي | |
|
| كَما صَبَغَ الإِهابَ الزَعفَرانُ |
|
يَقومُ لَهُ وَجُنحُ اللَيلِ داجٍ | |
|
| خَطيبٌ ما لِمَنطِقِهِ بَيانُ |
|
يُهَدهِدُ وَالنُجومُ مُغَوِّراتٌ | |
|
| كَما ضَرَبَت مَزاهِرَها القِيانُ |
|
إِذا ما ضَجَّ ثَجَّ الماءُ حَتّى | |
|
| تَدَبَّجَ بِالرِياضِ الصَحصَحانُ |
|
كَأَنَّ الحَيّ فارَقَه فَشابَت | |
|
| لِفُرقَتِهُ مِنَ النورِ القُنانُ |
|
وَأَصبَحَ كُلَّما بَكتِ الغَوادي | |
|
| تَبَسَّمَ في رُباه الأُقحَوانُ |
|
تَرى النُوّارُ يَرشَحُ ما سَقاهُ | |
|
| كَما رَشَحَت وَدائِعَها الشِنانُ |
|
إِذا هَبَّت بِمَنبِتِهِ النَعامى | |
|
| تَأَرَّجَتِ الأَباطِحُ وَالمِتانُ |
|
تَظَلُّ الحُقبُ عاكِفَةً عَلَيهِ | |
|
| إِذا أَلوى لَهُنَّ الصِلِيانُ |
|
وَطارَ مَعَ الصِفارِ بِكُلِّ فَجٍّ | |
|
| بَقِيَّةُ ما اِكتَساهُ الأَيهَقانُ |
|
وَمَرتٍ تَكذِبُ الأَبصارُ فيهِ | |
|
| وَيَصدقُ ما يُحَدِّثُكَ الجَنانُ |
|
تَبيتُ بِهِ الصِلالُ مُلفّفاتٍ | |
|
| كَأَنَّ مُتونَهُنَّ الخَيزُرانُ |
|
إِذا الحِرباءُ تَركَبُ مِنبَرَيهِ | |
|
| كَما رَكِبَ اليَفاعَ الدَيدَبان |
|
قَطَعتُ وَمِثلُ بَطنِ العَودِ فيهِ | |
|
| مِنَ السِبتِ النَسائعُ وَالبِطانُ |
|
بِعَودٍ لا يَزالُ يُهانُ حَتّى | |
|
| يُناخَ بِمُدرِكِيٍّ لا يُهانُ |
|
تَدينُ لَهُ المُلوكُ بِكُلِّ أَرضٍ | |
|
| وَيَأبى أَن يَدينَ فَلا يُدانُ |
|
سَقَت يَدُهُ العَنانَ فَكادَ يُجنى | |
|
| وَيَحيي مِن نَدى يَدِهِ العِنانُ |
|
تُنَحَّرُ في وَقائِعِهِ الأَعادي | |
|
| وَتُنحَرُ في مَكارِمِهِ الهِجانُ |
|
فَسَفكُ دَمٍ يَثورُ لَهُ عَجاجٌ | |
|
| وَسَفكُ دَمٍ يَثورُ لَهُ دُخانُ |
|
نَرى مِنهُ وَنَسمَعُ عَن سِواهُ | |
|
| فَيُغنِينا عَنِ الخَبَرِ العِيانُ |
|
ثَقيلُ الحِلم يَحمِلُ كُلَّ ثِقلٍ | |
|
| فَنَعجَبُ كَيفَ يَحملُهُ الحِصانُ |
|
يَكادُ الطِرفُ يَشكو ما عَلَيهِ | |
|
| إِلَيهِ لَو يُطاوِعُهُ اللِسانُ |
|
إِذا شَهِدَ الطِعانَ بِهِ ثَناهُ | |
|
| وَقَد أَدمى ضَلِيَعيهِ الطِعانُ |
|
بِحَيثُ تَرى الرِماحَ مُحَكَّماتٍ | |
|
| كَأَنَّ خِطامَهُنَّ الأُرجُوانُ |
|
إِذا طَعَنَ المُدَجَّجُ في قِراه | |
|
| قرا ما في ضَمائِرِهِ السِنانُ |
|
كَأَنَّ الرُمحَ حينَ يُسَلُّ مِنهُ | |
|
| وِجارٌ سُلّ مِنهُ الأُفعُوانُ |
|
لَقَد أَنسَيتَنا كِسرى وَأَنسى | |
|
| حَديثَ إِوانِهِ هَذا الإِوانُ |
|
إِذا ما حَلَّ شَخصُكَ في مَكامٍ | |
|
| تَهَلَّلَ مِن تَهَلُّلكَ المَكانُ |
|
وَلَمّا زادَ شَأَنُكَ في المَعالي | |
|
| غَدا لِلشِعرِ وَالشُعَراءِ شانُ |
|
لَئِن رُفِعوا لَقَد نَفَعوا وَلَولا | |
|
| سُلوكُ العِقدِ ما اِنتَظَمَ الجُمانُ |
|
إِذا صاغُوا مَديحاً فيكَ بَرّوا | |
|
| وَإِن مالوا بِمَدحٍ عَنكَ مالوا |
|
لَقَد لَيَّنتَ لي عودَ اللَيالي | |
|
| فَأَبكَتني مِن العَيشِ الليانُ |
|
وَأَغناني نَداكَ عَنِ البَرايا | |
|
| فَوَجهي عَن سُؤالِهِمُ يُصانُ |
|
إِذا ما جَلّ قَدرُكَ جَلَّ قَدري | |
|
| وَلَولا الكَفُّ ما شَرُفَ البَنانُ |
|
يَرُدُّ القائِلونَ إِلَيكَ قَولِي | |
|
| كَما رَدَّ الكَلامَ التُرجُمانُ |
|
وَلَو أَنّي شَكَرتُكَ كُلَّ شُكرٍ | |
|
| لَما اِستَقصَيتُ ما ضَمِن الجَنانُ |
|
وَلَو حَمّلتَني رُكنَي أَبانٍ | |
|
| لَأَثقَلَني جَميلُكَ لا أَبانُ |
|
هَناكَ العيدُ يا مَن كُلُّ عِيدٍ | |
|
| بِهِ وَبِحُسنِ دَولَتِهِ يُزانُ |
|
وَعِشتَ مِنَ الحَوادِثِ في أَمانٍ | |
|
| فَأَنتَ منَ الحَوادِثِ لي أَمانُ |
|
لَقَد حَسُنَ الزَمانُ وَأَنتَ فيهِ | |
|
| وَلَولا أَنتَ ما حَسُنَ الزَمانُ |
|