أَهلاً بِطَيفِ خَيالِها المُتَأَوِّبِ | |
|
| وَاللَيلُ تَحتَ رِواقِهِ لَم يَضرِبِ |
|
طَيفٌ تَرَحَّلَ زائِراً مِن مَشرِقٍ | |
|
| كَلِفَ الفُؤادُ بِحُبِّهِ مِن مَغرِبِ |
|
عَجَباً لَهُ وافى وَكَم مِن دُونِهِ | |
|
| مِن مَهمَهٍ قَفرٍ وَمَرتٍ سَبسَبِ |
|
أَحبِب إِلَيَّ بِزَينَبٍ وَبِزائِرٍ | |
|
| وافى إِلَيَّ مَعَ الكَرى مِن زَينَبِ |
|
بَيضاءَ واضِحَةِ التَرائِبِ طَفلَةٍ | |
|
| جَيداءَ مُغزِلَةٍ عَقيلِةِ رَبرَبِ |
|
يا حَبَّذا مِنّي الدِيارُ قَريبَةً | |
|
| بِالشِعبِ حينَ الشَملُ لَم يَتَشَعَّبِ |
|
وَلَقَد جَرَيتُ بِكُلِّ أَرضٍ مَجهَلٍ | |
|
| وَقَطَعتُ غارِبَةَ البِلادِ الغُرَّبِ |
|
وَوَرَدتُ آجِنَةَ المِياهِ مُهَتِّكاً | |
|
| عَنهُنَّ أَصحابي سُتورَ الطُحلُبِ |
|
وَأَعَدتُ بادِنَةَ القِلاصِ رَذِيَّةً | |
|
| مِن كُلِّ مُشرِفَةِ الغَوارِبِ ذِعلِبِ |
|
حَتّى وَصَلتُ إِلَيكَ يا بَحرَ النَدى | |
|
| يا بنَ الكِرامِ ذَوي الفِعالَ الأَنجَبِ |
|
يابنَ المُلوكِ السابِقينَ إِلى العلى | |
|
| وَالواهِبينَ جَزيلَ ما لَم يوهَبِ |
|
وَالطاعِنينَ بِكُلِّ أَسمَرَ ذابِلٍ | |
|
| وَالضارِبينَ بِكُلِّ أَبيَضَ مِقضَبِ |
|
وَالخائِضِينَ غِمارَ كُلِّ كَريهَةٍ | |
|
| في ظَهرِ كُلِّ أَقبّ أَجرَدَ سَلهَبِ |
|
وَالنازِلينَ بِقُورِ كُلِّ ثَنِيَّةٍ | |
|
| لِلمَكرُماتِ وَكُلِّ فَجٍّ مُخصِبِ |
|
أَولادِ مِردادسِ الَّذينَ أَكُفُّهم | |
|
| مِثلُ السَحائِبِ في الزَمانِ المُجدِبِ |
|
شُمُّ الأُنوفِ مِنَ المُلوكِ أَعِزَّةٌ | |
|
| كَسَبوا مِنَ المَعروفِ ما لَم يُكسَبِ |
|
وَلَقَد بَنى لَهُمُ ثِمالٌ في العُلى | |
|
| عَيطاءَ لاحِقَةَ الذُرى بِالكَوكَبِ |
|
مَلِكٌ بِرَحبَةِ مالِكٍ وَحَديثُهُ | |
|
| في مُشرِقِ وَصِفاتُهُ في مَغرِبِ |
|
زُرهُ تَزُر مَلِكاً تُوافي عِندَهُ | |
|
| ما شِئتَ مِن أَهلِ لَدَيهِ وَمَرحَبِ |
|
وَإِذا رَأَيتَ رَأَيتَهُ في دَستِهِ | |
|
| قَمَراً وَلَيثاً قَسورا في مَوكِبِ |
|
وُلِدَ المعِزُّ وَصالِحٌ مِن طِينةٍ | |
|
| وَكَذاكَ يُولَدُ طَيِّبٌ مِن طَيّبِ |
|
يا أَيُّها المُلِكُ الَّذي إِحسانُهُ | |
|
| يَهمي عَلَينا مِن نَداهُ بِصَيِّبِ |
|
لِلّهِ دَرُّكَ وَالأُسُودُ عَوابِسٌ | |
|
| تَختالُ في حُلَلِ العَجاجِ الأَصهَبِ |
|
لَمّا طَلَعتَ عَلى سَمَندٍ سابِحٍ | |
|
| في لَونِ حَليِ لِجامِهِ وَالمَركَبِ |
|
سُودٌ قَوائِمُهُ وَلَكن جِسمُه | |
|
| لَولا السَبائب كَالقَميصِ المُذهَبِ |
|
نَهَدَت مَراكِلُهُ وَأَشرَفَ مَتنُهُ | |
|
| وَعَلَت مَناكِبُهُ عُلُوَّ المرقَبِ |
|
وَكَأَنَّما خاضَ الدُجى فَتَسَربَلَت | |
|
| مِنهُ شَوامِتُهُ بِمِثلِ الغَيهَبِ |
|
سَلِسُ القِيادِ كَأَنَّ فَضلَ عِنانِهِ | |
|
| مِمّا يَلينُ مُرَكَّبٌ في لَولَبٍ |
|
فَطَعَنتَ وَالفُرسانُ حَولَكَ شُزَّبٌ | |
|
| بِالرُمحِ طَعنَةَ صالِحيِّ المَنصِبِ |
|
وَرَأَت حُماتُك مِنكَ لَيثَ كَريهَةٍ | |
|
| يُوفي عَلى لَيثِ العَرينِ المُغضَبِ |
|
عُريانَ في رَهَج الوَغى وَكَأَنَّهُ | |
|
| شاكي السِلاحِ بِنابِهِ وَالمخلَبِ |
|
فَتَرَكتَهُ جَزَرَ السُيوفِ تنُوشُهُ | |
|
| وَكَذا فَعَالُكَ في رَعيلِ المِقنَبِ |
|
يا مَن عَلَيهِ مِنَ المُلوكِ مُعَوَّلي | |
|
| وَإِلَيهِ مِن صَرفِ الحَوادِثِ مَهرَبي |
|
وافَيتُ نَحوَكَ مِن بِلادٍ مَطعَمي | |
|
| مِن فَيضِ فَضلِكَ مُذ عُرِفتُ وَمَشرَبي |
|
وَعَجِبتُ كَيفَ صَبَرت عَنكَ وَإَِنَّما | |
|
| بِكَ في البِلادِ تَصَرُّفي وَتَقَلُّبي |
|
لَكِن مَرِضت كَما عَلِمتَ وَلَم تَكُن | |
|
| لِي مُنّةٌ في جِيئَةٍ أَو مَذهَبِ |
|
فابسُط ليَ العُذرَ الَّذي أَوضَحتُهُ | |
|
| وَاستَوصِ بي خَيراً وَدَنِّ وَقَرِّبِ |
|
فَإِذا سَلِمتَ فَكُلُّ صَعبٍ هَيِّنٌ | |
|
| عِندي وَمَن سالَمتَهُ لَم يَعطَبِ |
|