لَو كانَ يَنفَعُ في الزَمانِ عِتابُ | |
|
| لَعَتَبتُهُ في الرَبعِ وَهوَ يَبابُ |
|
عُجنا عَلَيهِ العِيسَ نَسأَل رَسمَهُ | |
|
| لَو كانَ مَن سَأَلَ الطُلُولَ يَجابُ |
|
زَمَنٌ لِأَحبابٍ نُحِبُّ دِيارَهُم | |
|
| مِن أَجلِهِم فَكَأَنَّها أَحبابُ |
|
لَمّا جَعَلنا في العُيونِ تُرابَها | |
|
| لَم يَبقَ في تِلكَ الرُبوعِ تُرابُ |
|
مِن بَعدِ ما سالَت شُعُوبُ مَدامِعٍ | |
|
| سالَت لَهُنَّ مَدامِعٌ وَشِعابُ |
|
يا رَبعُ قَبَّحَكَ الزَمانُ وَطالَما | |
|
| زانَت عِراصَكَ زَينَبٌ وَرَبابُ |
|
أَيّامَ يُلتَثَمُ التُرابُ إِذا مَشَت | |
|
| في دِمنَتَيكَ كَواعِبٌ أَترابُ |
|
مِثلُ الشُمُوسِ عَلى غَوارِبِ أَينُقٍ | |
|
| يَغرُبنَ عَنكَ إِذا يَصيحُ غُرابُ |
|
لا يُستَدامُ وَدادُهُنّ بِخُطوَةٍ | |
|
| إِن لَم يَدُم لَكَ ثَروَةٌ وَشَبابُ |
|
ذَر حُبَّهُنَّ فَإِنَّهُنَّ فَوارِكٌ | |
|
| وَمَقالُهُنَّ خَديعَةٌ وَخِلابُ |
|
وَإِذا طَلَبتَ مِنَ الزَمانِ طِلابَةً | |
|
| بِالسَيفِ لَم يَعذُب عَلَيكَ طِلابُ |
|
إِنَّ المَمالِكَ لا يَصُونُ وُجُوهَها | |
|
| إِلّا طِعانٌ دُونَها وَضِرابُ |
|
وَالعِزُّ مارَدَّ المُعِزُّ بِسَيفِهِ | |
|
| مِن بَعدِ ما ذَهَبَت بِهِ الأَحقابُ |
|
غَضِبَت قَناهُ لِقَومِهِ فَاستَرجَعَت | |
|
| لَهُمُ المَمالِكَ وَالمُلوكُ غِضابُ |
|
وَأَعادَ عِزَّ بَني كِلابٍ بَعدَما | |
|
| عَرِيَت مِنَ العِزِّ الأَشَمِّ كِلابُ |
|
شَهِدُوا بِفَضلِ أَبيهِ فَاعتَرَفَت لَهُ | |
|
| بِالمَنِّ مِن فَلِّ الجُيوشِ رَقابُ |
|
وَلَقَد تَيَقَّنَتِ العَشِيرَةُ أَنَّهُ | |
|
| ظُفرٌ لَها في النائِباتِ وَناب |
|
نامُوا وَأَسهَرَ عَينَهُ في عَزِّهِم | |
|
| حَتّى بَنى قُطرَيهِ وَهوَ خَرابُ |
|
وَعَفا عَنِ الجاني إِلَيهِ وَعَفوُهُ | |
|
| عَن قُدرَةٍ مِثلُ العِقابِ عِقابُ |
|
وَبَنى لَهُم في العِزِّ بَيتاً ما بَنى | |
|
| شَبَهاً لَهُ زُفَرٌ وَلا جَوّابُ |
|
بَيتٌ بَناهُ اللَهُ لَم يُسمَك لَهُ | |
|
| عَمَدٌ وَلَم تُمدَد لَهُ أَطنابُ |
|
فَليَشكُروا مَلِكاً بِهِ وَبِخَيلِهِ | |
|
| فَخَرَت كُهُولٌ مِنهُمُ وَشَبابُ |
|
حَمِدُوهُ إِذ عَرَفُوا سَجِيَّةَ غَيرِهِ | |
|
| وَالشَهدُ يُحمَدَ حينَ يُجنى الصابُ |
|
هَنّاهُمُ بِمَعايِشٍ لَم يَهنِهِم | |
|
| فِيها طَعامٌ قَبلَهُ وَشَرابُ |
|
وَوَفى بِما سَلَبَت قَناهُ فَرَدَّهُ | |
|
| وَمَتى تُرَدُّ مِنَ القَنا أَسلابُ |
|
لَو لَم يُطالَب بِالَّذي هُوَ آخِذٌ | |
|
| أَخَذَتهُ مِن أَموالِهِ الطُلّابُ |
|
وَإِذا الكَريمُ حَوى الجَسيمَ سَخا بِهِ | |
|
| كَالبَحرِ ما لِلشَيءِ فيهِ رَبابُ |
|
لا يَعجَبُوا مِمّا فَعَلتَ فَكُلُّ ما | |
|
| تَأتي بِهِ في العالَمينَ عُجابُ |
|
وَلَقَد عَفَفتَ عَنِ الحَريمِ وَلَم يَكُن | |
|
| لَكَ باطِنٌ يَغتابُهُ المُغتابُ |
|
وَحَجَبتَهُنَّ عَنِ العُيونِ بِغَيرَةٍ | |
|
| هِيَ دُونَهُنَّ مَعَ الحِجابِ حِجابُ |
|
وَأَنِفتَ أَن تَرضى بِهِنَّ حَلائِلاً | |
|
| وَبُعُولُهُنَّ غَطارِفٌ أَنجابُ |
|
ظَفِرَت قَناكَ بِضِعفِ ما ظَفِرُوا بِهِ | |
|
| إِنَّ الكَريمَ مُظَفَّرٌ غَلّابُ |
|
وَطَلَبتَ ثَأرَكَ فاشتَهَرتَ وَرَدَّ ما | |
|
| أَخَذَت عِداكَ الصارِمُ القِرضابُ |
|
وَلَقِيتَ في نَصبِ المَكارِمِ وَالعُلى | |
|
| نَصَباً فَأَنتَ الناصِبُ النَصّابُ |
|
وَلَقَد أَتَتكَ مِن الإِمامِ مَواهِبٌ | |
|
| ضاقَت بِها الفَلَواتُ وَهِيَ رِحابُ |
|
تَمشي بِها القُبُّ العِتاقُ وَخُنَّقٌ | |
|
| مِثلُ الأَهِلَّةِ فَوقَهُنَّ قِبابُ |
|
وَمُخَلَّقٌ شَختُ النِطاقِ خِتامُهُ | |
|
| مِسكُ العَتيرَةِ وَالحَريرُ إِهابُ |
|
سُطِرَت رِقابُ عِداكُمُ بِسُطُورِهِ | |
|
| مُذ فُضَّ فَهوَ مُهَنَّدٌ وَكِتابُ |
|
وَكَأَنَّ هالاتِ البُدورِ عَمائِمٌ | |
|
| لَكُمُ وَأَنوارُ الشَموسِ ثِيابُ |
|
لِلّهِ دَرُّكُمُ فَأَنتُم مَعشَرٌ | |
|
| ما فِيكُمُ لِلعائِبِينَ مَعابُ |
|
طُلتُم بِأَلقابِ الإِمامِ وَطُلتُم | |
|
| مِن قَبلِ ذاكَ وَمالَكُم أَلقابُ |
|
لَو لَم تَكُن أَلقابُكُم مَذكُورَةً | |
|
| أَغنَتكُمُ عَن ذِكرِها الأَحسابُ |
|
قالَ العِدا لِلشّامِ لَمّا عُدتُمُ | |
|
| هَذي الأُسُودُ بِها اِحتَمى ذا الغابُ |
|
أَبناءُ مِرداسٍ وَأَيُّ مَعاشِرٍ | |
|
| جُبِلُوا عَلى طِيبِ الأُصولِ فَطابُوا |
|
لا يَقلَقونَ إِذا تُلِمُّ مُلِمَّةٌ | |
|
| وَكَأَنَّهُم في النائِباتِ هِضاب |
|
قَومٌ إِذا حَضَروا الثَناءَ عَلَيهِمُ | |
|
| في مَحفِلٍ حَضَرُوا وَهُم غُيّابُ |
|
مِن كُلِّ مَيمُونِ النَقِيبَةِ مُسفِرٍ | |
|
| عَن حُرِّ وَجهٍ حُطَّ عَنهُ نِقابُ |
|
يَهديكَ في اللَيلِ البَهيمِ بِنُورِهِ | |
|
| وَكَأَنَّما يَهديكَ مِنهُ شِهابُ |
|
سَهلُ القِيادِ وَرُبَّما لاقَيتُهُ | |
|
| صَعبَ الظُلامَةِ وَالخُطُوبُ صِعابُ |
|
وَلَقَد بَنى مَجدُ الإِمامِ لِقَومِهِ | |
|
| مَجداً تَحِيرُ لِمِثلِهِ الأَلبابُ |
|
مَلِكٌ يَضُرُّ كَما يَسُرُّ بِرِفدِهِ | |
|
| وَالدُرُّ في المُرِّ الأُجاجِ يُصابُ |
|
ثَبتُ العَزيمَةِ لا يَطيشُ بِلُبِّهِ | |
|
| جَهلٌ وَلا يَخفى عَلَيهِ صَوابُ |
|
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي شَهِدَت لَهُ | |
|
| طَيٌّ بِكُلِّ فَضيلَةٍ وَجَناب |
|
لا يَومَ أَسعَدُ مِنهُ يَوماً حَلَّقَت | |
|
| فيهِ وَراءَكَ رايَةٌ وَعُقابُ |
|
نَشَرَت لَها ريحُ الشِمالِ ذَوائِباً | |
|
| شَتّى عَلَيهِنَّ النُضارُ مُذابُ |
|
مَعقُودَةٌ بِالعِزِّ إِلّا أَنَّها | |
|
| عَذَبٌ لِحاسِدِكُم بِهِنَّ عَذابُ |
|
فَاسعَد بِما خُوِّلتَ وَابقَ مُخَلَّداً | |
|
| ما لِلسَعادَةِ عَن ذَراكَ ذَهابُ |
|
وَالبَس حُلى مَدحي فَلَيسَ بِعاطِلٍ | |
|
| جِيدٌ لَهُ هَذا المَديحُ سِخابُ |
|