عُج بِالدِيارِ دَوارِسَ الأَعلامِ | |
|
| قَفراً وَحيِّ رُسومَها بِسَلامِ |
|
مَن في الرُصافَةِ وَالأَحَصِّ وَسِربِهِ | |
|
| وَالدَيرِ وَالزَرقاءِ وَالحَمامِ |
|
وَمَلاعِبٍ بَينَ المَعانِ وَماسِحٍ | |
|
| لَعِبَت بِهِنَّ حَوادِثُ الأَيّامِ |
|
وَخَلَت مِنَ النَفَرِ الكِرامِ وَعُوِّضَت | |
|
| مِن أَهلِها بِنَوافِرِ الآرامِ |
|
سَقياً لَها مِن دِمنَةٍ وَلِأَهلِها | |
|
| مِن مَعشَرٍ غُرِّ الوُجوهِ كِرامِ |
|
حَلُّوا بِها زَمَناً فَأَغنَوا أَرضَها | |
|
| بِنَداهُمُ عَن صَوبِ كُلِّ غَمامِ |
|
وَتَنافَسُوا في المَكرُماتِ وَشَيَّدُوا | |
|
| أَبياتَ عِزٍّ لِلفَخُورِ سَوامي |
|
أَولادُ مِرداسٍوَأَيَّةُ أُسرَةٍ | |
|
| رامُوا مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَرامِ |
|
شمُّ الأُنوفِ كَريمَةٌ أَحسابُهُم | |
|
| لا يَلبَسُونَ مَلابِسَ الآثامِ |
|
يَتَعَطَّفُونَ عَلى المُجاوِرِ بَينَهَم | |
|
| وَيَرَونَ كَسبَ الحَمدِ غَيرَ حَرامِ |
|
يَتَوارَثُونَ مَكارِماً أَزَلِيَّةً | |
|
| لَهُمُ عَن الأَخوالِ وَالأَعمامِ |
|
صاحَبتُهُم فَصَحِبتُ أَكبَرَ مَعشَرٍ | |
|
| وَسَأَلتُهُم فَسَأَلتُ غَيرَ لِئامِ |
|
مِن كُلِّ فَيّاضِ اليَدَينِ كَأَنَّما | |
|
| جادَت يَداهُ مَجادَ غَيثٍ هامِ |
|
وَتَنائِفٍ كَاليَمِّ يَترُكُ نَصُنا | |
|
| فِيهِنَّ أَخفافَ المَطِيِّ دَوامي |
|
قَفرٍ كَأَنَّ الرَكبَ مِن سِنَةِ الكَرى | |
|
| فِيها نَشاوى مِن كُؤُوسِ مُدامِ |
|
يَتَأَمَّمُونَ مُعِزَّ دَولَةِ عامِرٍ | |
|
| كَهفَ الطَريدِ وَطارِدَ الإِعدامِ |
|
مَلِكاً رَأَيتُ يَمينَهُ وَجَبِينَهُ | |
|
| فَرَأَيتُ بَحرَ نَدى وَبَدرَ تَمامِ |
|
فاقَ الأَنامَ وَزَادَ جُودُ يَمينِهِ | |
|
| عَن حاتِمِ الطائِيِّ وَابنِ أُمامِ |
|
سَلهُ وَحاذِر مِن أَنامِلِ كَفِّهِ | |
|
| غَرَقاً فَإِنَّ نَداهُ بَحرٌ طامي |
|
يا بنَ الكِرامِ الصِيدِ غَيرَ مُدافَعٍ | |
|
| فِيهِم عَنِ الإِجلالِ وَالإِعظامِ |
|
كُنتُم لِقَومٍ نِعمَةً كَفَرُوكُمُ | |
|
| فِيها فَقامُوا في أَذَلِّ مَقامِ |
|
كَفَرَوا وَلَو شَكَروا لَدَامَت فِيهِمُ | |
|
| لَكِنَّهُم ما مُتِّعُوا بِدَوامِ |
|
وَبِفَضلِهِم رَكِبُوا الجِيادَ وَثَمَّرُوا | |
|
| أَموالَ ماشِيَةٍ لَهُم وَسَوامُ |
|
وَتَمَلَّكُوا الشامَ الأَغَرَّ وَصالِحٌ | |
|
| أَجرى لَهُم يَنبُوعَ ذاكَ الشامِ |
|
حَتّى إِذا دارَ الزَمانُ عَلَيكُمُ | |
|
| وَأَراكُمُ اليَقَظاتِ كَالأَحلامِ |
|
قَلَّ الصَديقُ لَكُمُ وَضاعَ جَميلَكُمُ | |
|
| في الأَبعَدِينَ وَفي ذَوي الأَرحامِ |
|
وَصَبَرتُمُ فَقَدِرتُمُ وَسُعِدتُمُ | |
|
| فَرَدَدتُمُ الأَرواحَ في الأَجسامِ |
|
وَمُلوكُ طَيٍّ زُحزِحُوا عَن مُلكِهِم | |
|
| في البَدوِ وَاستَنَدُوا إِلى بَهرامِ |
|
وَهُمُ المُلوكُ بَنُوُ المُلوكِ رَمَتهُمُ | |
|
| عَن قَوسِها الدُنيا بِغَيرِ سِهامِ |
|
ثَمَّ اِنثَنَوا فَبَنَوا بُيُوتَ مَكارِمِ | |
|
| صَحُّوا بِها في المَجدِ بَعدَ سَقامِ |
|
وَمُحَمَّدٌ حَمِدَ المُقامَ بِيَثرِبٍ | |
|
| جاراً وَخَلّى كَعبَةَ الإِسلامِ |
|
زَمَناً وَعادَ إِلى قُرَيشٍ عَودَةً | |
|
| عَزت بِقُدرَةِ خالِقٍ عَلّامِ |
|
وَأَبُو عَلّيٍ عُطِّلَت أَفراسُهُ | |
|
| زَمَناً مِنَ الإِسراجِ وَالإِلجامِ |
|
في ظَهرِ شاهِقَةٍ تَساوى عِندَهُ | |
|
| في قَعرِها الإِصباحُ بِالأَضلامِ |
|
حَتّى أَتاهُ النَصرُ يَخفِق سَعدُهُ | |
|
| مِن تَحتِ ظِلِّ ذَوائِبِ الأَعلامِ |
|
وَحَوى بِلادَ الشامِ غَصباً وَاِنثَنى | |
|
| يَقتادُ كُلَّ مُعانِدٍ بِزِمامِ |
|
لا تَيَأسَنَّ فَلَيسَ كُلُّ غَمامَةٍ | |
|
| نَشَأَت مُمَتَّعَةً بِطُولِ دَوامِ |
|
يا آلَ مِرداسٍ لَقَد أَعلَيتُمُ | |
|
| ذِكرِي بِذِكرِكُم الرَفيعِ السامي |
|
نَوَّلتُمُوني نائِلاً ما نالَهُ | |
|
| لا البُحتُرِيُّ وَلا أَبُو تَمّامِ |
|
فَلألبِسَنَّكُمُ بُرُودَ محاسِنٍ | |
|
| أَبهى وَأَسنى مِن بُرُود رئام |
|
وَلَأَشكُرَنَّكُمُ عَلى ما نِلتُهُ | |
|
| مِن فَضلِكُم حَتّى يُحَمَّ حِمامي |
|
لا تَكنِزُوا إِلّا كَلاماً صُغتُهُ | |
|
| لَكُمُ فَلَيسَ الكَنزُ غَيرَ كَلامِي |
|
يَبقى بَقاءَ النَيِّرَينِ مُخَلَّداً | |
|
| لَكُمُ عَلى الأَحقابِ وَالأَعوامِ |
|
لا زِلتُمُ غُرَرَ الزَمانِ وَبَهجَةَ | |
|
| الدُنيا وَزَينَ مَجالِسِ الأَقوامِ |
|