قَدِمتَ سَعِيداً فائِزاً خَيرَ مَقدَمِ | |
|
| وَأُبتَ حَمِيداً غانِماً كُلَّ مَغنَمِ |
|
تُظِلُّكَ راياتُ السُعُودِ كَأَنَّها | |
|
| مِنَ الطَيرِ إِلّا أَنَّها غَيرُ حُوُّمِ |
|
إِذا سِرتَ أَخفَيتَ النَهارَ بِقَسطَلٍ | |
|
| يَلُفُّكَ في جُنحٍ مِنَ اللَيلِ مُعتمِ |
|
كَأَنَّكَ فِيهِ وَالقَنا تَزحَمُ القَنا | |
|
| هِلالُ سَماءٍ طالِعٌ بَينَ أَنجُمِ |
|
وَهَل أَنتَ إِلّا رَونَقُ الصُبحِ مُذ بَدا | |
|
| غَدا كُلُّ فَجٍّ مُظلمٍ غَيرَ مُظلِمِ |
|
وَمُذ غِبتَ غابَ الخَيرُ عَن كُلِّ مَوطِنٍ | |
|
| وَغابَ الكَرى عَن كُلِّ جَفنٍ مُهَوِّمِ |
|
وَما التَذَّ حَتّى عُدتَ خَلقٌ بِمَشرَبٍ | |
|
| ولا التَذَّ حَتّى عُدتَ خَلقٌ بِمَطعَمِ |
|
إِذا مَرَّ يَومٌ لا أَراكَ مُمَثّلاً | |
|
| بِهِ كانَ مَحسُوباً بِحَولٍ مُحَرَّمِ |
|
تَضِيقُ عَلَيَّ الأَرضُ حَتّى كَأَنَّها | |
|
| إِذا غِبتَ عَن عَينَيَّ في دَورِ دِرهَمِ |
|
فِدىً لِمَطاياكَ العُيونُ وَقَد سَرَت | |
|
| ثِقالاً تُباري مَعلَماً بَعدَ مَعلَمِ |
|
بِأَسَعدِ رَكبٍ رائِحٍ وَمُهَجِّرٍ | |
|
| وَأَكرَمِ سَفرٍ ظاعِنٍ وَمُخَيِّمِ |
|
تَمَنَّيتُ لَو أَنّي نَزَلتُ كَرامَةً | |
|
| فَقَبَّلتُ مِنها كُلَّ خُفٍّ وَمَنسِمِ |
|
وَصَيَّرتُ خَدِّي في التَنُوفَةِ مَبرَكاً | |
|
| وَطِيئاً لِأَعضادِ المَطِيِّ المُحَرَّمِ |
|
لَقَد كَرُمَت تِلكَ الرِكابُ وَرَكبُها | |
|
| وَحازَت جَميلَ الذِكرِ مِن كُلِّ مُسلِمِ |
|
تَوَلَّت وَخَلَّت قَلبَ رَحبَة مالِكٍ | |
|
| لِفُرقَتِها قَلبَ الشَجِيِّ المُتَيَّمِ |
|
وَأَضحَت مِنَ الضاحِي تَبِضُّ كَأَنَّما | |
|
| قِسِيٌّ رَمَت أَكبادُها حُرَّ أَسهُمِ |
|
مُيَمِّمَةً في كُلِّ مُمسىً وَمُصبَحٍ | |
|
| مِنَ الوَطَنِ التاجِيِّ خَيرَ مُيَمَّمِ |
|
وَلَمّا عَلَت نَشرَ الرُصافَةِ بُشِّرَت | |
|
| بِعارِضِ مُزنِ باكِرِ الوَبلِ مُثجِمِ |
|
تَباشَرَ أَهلُ الشامِ حَتّى كَأَنَّهُم | |
|
| سَوامٌ أَحَسَّت بِالرَبِيعِ المُوَسَّمِ |
|
أَغاث بِكَ اللَهُ البِلادَ وَأَهلَها | |
|
| وَرَدَّكَ رَدَّ المُفضِلِ المُتَكَرِّمِ |
|
رَأَوكَ فَضَجُّوا بِالدُعاءِ كَما دَعا | |
|
| إِلى اللَهِ حُجاجُ الحَطِيمِ وَزَمزَمِ |
|
فَبُورِكَ شَهرٌ أَنتَ فِيهِ مُسَلَّماً | |
|
| وَلَكِنَّ بَيتَ المالِ غَيرُ مُسَلَّمِ |
|
تَضاعَفَتِ الأَعيادُ فِيهِ فَقَد غَدا | |
|
| لَنا عَيدُ فِطرٍ تابِعاً عِيدَ مَقدَمِ |
|
جَزى اللَهُ خَيراً هِمَّةً لَكَ لَم تَزَل | |
|
| تَضُرُّ بِأَطرافِ الوَشِيجِ المُقَوَّمِ |
|
حَمَلت بِها الأَثقالَ في كُلِّ حادِثٍ | |
|
| وَخُضتَ بِها الأَهوالَ في كُلِّ صَيلَمِ |
|
وَما زِلتَ كَسّاباً بِها العِزَّ مُتعِباً | |
|
| بِها كُلَّ يَعبُوبٍ مِنَ الخَيلِ شَيظَمِ |
|
إِذا اشتَدَّتِ اللأواءُ نَفَّست كَربَها | |
|
| بِهِمَّةِ لاوانٍ وَلا مُتَلَوِّمِ |
|
يَزِيدُكَ مَرُّ الدَهرِ أَيداً وَقُوَّةً | |
|
| كَأَنَّكَ لَم تُخلَق مِنَ اللَحمِ وَالدَمِ |
|
أَرى الناسَ لا يَسعَونَ مَسعاكَ لِلعُلى | |
|
| وَلا يَفعَلُونَ الخَيرَ فِعلَ التَكَرُّمِ |
|
وَما يَركَبُ الأَخطارَ في كُلِّ حادِثٍ | |
|
| وَيَكشِفُها غَيرُ الخَطِيرِ الغَشَمشَمِ |
|
كَأَنتَ وَمَن يَفعَل فَعالَكَ يَتَّخِذ | |
|
| جَميلاً وَمَن يَحفَظ حِفاظَكَ يَغنَمِ |
|
خُلِقتَ كَرِيماً لا نَداكَ مُقَصِّرٌ | |
|
| وَلا غَيثُكَ الهامِي عَلَينا بِمُنجِمِ |
|
وَهَيهاتَ أَن يَعلو عُلُوَّكَ مَن سَعى | |
|
| لِيَعلُو وَلَو نالَ السَماءَ بِسُلَّمِ |
|
مَكارِمُ لا ذُو التاجِ كِسرى بنُ هُرمُزٍ | |
|
| حَواها وَلا أَقيالُ عادٍ وَجُرهُمِ |
|
وَما حاتِمٌ عِندِي بِنِدٍّ أَقِيسُهُ | |
|
| إِلَيكَ وَلا كَعبٌ وَلا ابنُ مُكَدَّمِ |
|
لِأَنَّ أَبا العُلوانِ إِن كانَ آخِراً | |
|
| فَقَد حازَ شأوَ الفارِطِ المُتَقَدِّمِ |
|
كَذا النارُ أُولاها شَرارَةُ قابِسٍ | |
|
| وَآخِرُها وَهجُ السَعِيرِ المُضَرَّمِ |
|
أُعِيذُكَ بِاللَهِ السَميعِ وِبالقَنا | |
|
| تَشَعشَعَ في أَطرافِها كُلُّ لَهذَمِ |
|
فَأَنتَ جَمالٌ كُنتَ في صَدرِ مَجلِسٍ | |
|
| لَدى السَلمِ أَو في صَدرِ جَيشٍ عَرَمرَمِ |
|
إِذا نَظَرَت عَينايَ وَجهَكَ مُقبِلاً | |
|
| تَأَمَّلتُ وَجهَ الرِزقِ في وَجهِ ضَيغَمِ |
|
أَهابُكَ حَتّى لَيسَ يَمتَدُّ ناظرِي | |
|
| إِلَيكَ وَلا يَستَأنِسُ النُطقُ في فَمِي |
|
فَوا عَجَباً أَنّي إِذا قُمتُ مُنشِداً | |
|
| أَمامَكَ لَم أَحصَر وَلم أَتَلَعثَمِ |
|
وَلَكِنَّ قَلبِي واثِقٌ بِكَ عالِمٌ | |
|
| بِكُلِّ جَمِيلٍ مِنكَ غَيرِ مُعَتِّمِ |
|
خَدَمتُكَ وَالفَودانِ سُحمٌ كَأَنَّها | |
|
| حَياةُ مُعادِيكَ الشَقِيِّ المُذَمَّمِ |
|
وَها هِيَ بِيضٌ ناصِعاتٌ كَأَنَّها | |
|
| بَياضُ ثَنايا دَهرِكَ المُتَبَسِّمِ |
|
فَلَم أَرَ أَندى مِنكَ كَفّاً بِنائِلٍ | |
|
| جَسِيمٍ وَلا أَقوى عَلى حَملِ مَغرَمِ |
|
فَتَحتَ عَلَيَّ الرِزقَ مِن كُلِّ وِجهَةٍ | |
|
| وَأَنقَذتَنِي مِن كُلِّ فَجٍّ وَمَخرِمِ |
|
وَأَغنَيتَنِي عَمَّن سِواكَ فَلَم أَبِت | |
|
| بِنُعماكَ مُحتاجاً إِلى فَضلِ مَنعِمِ |
|
وَإِن نالَنِي خَيرٌ فَمِنكَ أَساسُهُ | |
|
| وَما النَبتُ إِلّا بِالغَمامِ المُدَيِّمِ |
|
وَواأَسَفا أَنّي تَخَلَّفتُ لَم أَقُم | |
|
| بِحَقٍّ وَلَم أَنشُر ثَناءً بِمَوسِم |
|
وَلَكِن عَدانِي سُوءُ حَظّي وَعاقَنِي | |
|
| عَنِ الواجِبِ المَفروضِ فَرطُ التَأَلُّمِ |
|
وَهَل أَنتَ إِلّا الشَمسُ ما انضَرَّ نُورُها | |
|
| بِصَمتِي وَلا زادَت عُلىً بِتَكَلُّمي |
|
لَقَد عَزَّ قَومٌ وَاصَلُوكَ وَحاوَلُوا | |
|
| دنُوَّكَ حَتّى مازَجُوا الدمَ بِالدَمِ |
|
نَصَرتَهُمُ حَتّى بِرَأيِكَ فاتِحاً | |
|
| لَهُم كُلَّ مُستَدٍّ مِنَ الأَمرِ مُبهَمِ |
|
وَما خِندِفٌ إِلّا نُجُومٌ زَواهِر | |
|
| تَخَيَّرتَ مِنها بَيتَ غَفرٍ وَمِرزَمِ |
|
وَكانُوا يَرَونَ الفَخرَ قَبلَكَ غائِراً | |
|
| فَفُزتَ وَفازُوا بِالفَخارِ المُتَمَّمِ |
|
إِذا مُضَرٌ طالَت بِذِكراك أَشرَفَت | |
|
| عَلى الناسِ إشرافَ الذُرى مِن يَلَملَمِ |
|
هَنيئاً لَكَ التَوفِيقُ فابقَ مُوَفَّقاً | |
|
| طَوالَ اللَيال وَاعلُ في المُلكِ واسلَمِ |
|
فَإِن بَنِي الدُنيا وَإِنَّكَ فِيهِمُ | |
|
| لَكا لغُرَّةِ البَيضاءِ في وَجهِ أَدهَمِ |
|