هل من سبيلٍ إلى رِيقِ المُريقِ دَمي | |
|
| فما يُزيل سِوى ذاك اللَّمى ألَمي |
|
يَشْفِي به من يُهينُ الدُّرَّ مَنْطِقُها | |
|
| نَظْمَاً ونثراً بدُرِّ الثَّغر والكِلَمِ |
|
رَوْدٌ تَرودُ حِمى قَلْبِي وتشربُ من | |
|
| دَمْعِي وتسكن من صدري إلى حَرم |
|
نادتْ محاسِنها العُشّاقَ مُعلِنةً | |
|
| أنّ المَنى والمُنى في مُقْلتي وفمي |
|
فما احْتكمْتُ وعيْنَيْها إلى فَمِها | |
|
| إلاّ شُغِلتُ عن الخَصْمين بالحَكَمِ |
|
غَرّاءُ كالدُّرَّة البيضاء تَحْجُبُها | |
|
| أستارُ بحرٍ بماء الموتِ مُلتَظِم |
|
تُهْوى فَتَهْوي المُنى دون اللَّحاقِ بها | |
|
| أَفْدِيك مِن أَمَمٍ أَعْيَا على الأُممِ |
|
زارَتْ فَأَيْقَظتُ صَوْنِي في زيارتها | |
|
| ليَقْظتي وَنَدَبتْ الحلْمَ للحُلُمِ |
|
آليتُ أسألُ إلْمامَ الخيالِ ولي | |
|
| عَينٌ وقد ظَعَنَ الأحباب لم تَنَمِ |
|
كأنَّني بهمُ أَقْسَمتُ لا طَمِعت | |
|
| طيبَ الكَرى فأبَرَّتْ مُقلَتي قَسَمي |
|
وكيف لي يَوْمَ ساروا لو صَحِبْتُهمُ | |
|
| مِن المطايا ورأسي مَوْضِعَ القَدِم |
|
بانوا فَرَبْعُ اصطباري مُنذ بَيْنِهمُ | |
|
| بالٍ كَرَبْعِهمُ البالي بذي سَلَم |
|
وا وَحْشَتي إذ أُنادي في مَعالِمِهمْ | |
|
| صُمّاً تُجيبُ بما يَشفي من الصَّممِ |
|
يَشْكُو صَداها إلى عَيْنِي فَتَمْنَحُها | |
|
| دَمْعَاً إذا فاض أَغْنَاها عن الدِّيَمِ |
|
وكلّما قال صحبي طالَ مَوْقِفُنا | |
|
| فارْحلْ بنا قالت الآثارُ بل أَقِم |
|
مَنازِلٌ كلّما طال البِعاد عَفَتْ | |
|
| كأنما تَسْتَمِدُّ السُّقْمَ من سَقَمي |
|
قِفوا فَأَقْوى غَرامي ما يُجَدِّدُهُ | |
|
| برَسْمِه طَلَلٌ أقوى على القِدَم |
|
قُل للأُلى غَرَّهمْ حِلْمي ونَقَّصَهمْ | |
|
| إيّاكمُ وطريقَ الضَّيْغَمِ اللَّحِم |
|
فالحِلْمُ جَفْنٌ وإنْ سُلَّتَّ حَفيظتُه | |
|
| فربّما كَشَفَتْ عن صارِمٍ خَذِمِ |
|