أَعَذْلُك هذا أنْ رَأَيْتَهمُ شَطُّوا | |
|
| وفي الآلِ إذْ غَطَّوْا هَوادِجَهُمْ غَطُّوا |
|
لئن قُوِّضَتْ فاراتهم وتحَمَّلوا | |
|
| لقد نُصِبَتْ في خاطِري وبه حَطُّوا |
|
فلا تَحْسَبنَّ الشَّحْطَ يُذْهِل عنهمُ | |
|
| فأقربُ ما كانوا إذا اعترضَ الشَّحْطُ |
|
رَضِيتُ بمن أهوى فدامَ لي الرِّضا | |
|
| وَتَسْخطُه منّي فَدام لك السُّخْطُ |
|
رأيتُ الأُلى كلَّفْتني الصبرَ عنهمُ | |
|
| بهم قَسَمي ما إنْ تَناسَيْتُهم قَطُّ |
|
همُ سَوَّموا لَيْلِي وصُبْحي كتائباً | |
|
| من الروم تَغْزُوني وتَخْلُفها الزُّطُّ |
|
فَأَعْجَبُ منّي كيف أغترُّ بالهوى | |
|
| وأسألُه قِسْطاً وما شأنه القِسطُ |
|
وعن رغبةٍ حكَّمتُ في القلب جائراً | |
|
| فَشَكْوايَ منه القَسْطَ في حكمه قِسْطُ |
|
نصحتُكمُ لا تركبوا لُجَجَ الهوى | |
|
| ألا إنّ بحر الحبّ ليس له شطُّ |
|
بسِقْط اللِّوى أَبْكَى امرأَ القيسِ مَنْزِلٌ | |
|
| وليس اللِّوى داءَ ابنِ حُجْرٍ ولا السِّقْطُ |
|
لَقِيتُ برَهْطي كلَّ خَطْبٍ تدافَعوا | |
|
| فحينَ لَقيتُ الحُبَّ أسلمَني الرَّهْطُ |
|
وأَرْبُطُ جَأْشِي عند كلِّ عظيمةٍ | |
|
| تُلِمُّ ويومَ البَيْن يَنْتَكِثُ الرَّبْطُ |
|
ولمّا أذاعوا ما أسَرُّوا من النَّوى | |
|
| وظَلَّتْ على العُشّاقِ أحداثها تَسْطُو |
|
كَتَبْنا على صُحْفِ الخُدودِ بمُذْهَبٍ | |
|
| وكان من الأجفانِ بالحُمْرةِ النَّقْطُ |
|
ومُقْتَبِسٍ سِقْطاً أَشَرْتُ إلى الحَشا | |
|
| وجاحِمِها لمّا تعَذَّرَتِ السقْطُ |
|
أَحِلُّ رِياضَ الحَزْنِ مُكْتَئِبَ الحَشا | |
|
| وَقَلْبي بحيثُ الأَثْلُ والسِّدْرُ والخَمْطُ |
|
تعَلَّق بالقُرْطِ المُعلَّقِ قائلاً | |
|
| سُكوني مُحالٌ كلّما اضطرب القُرْطُ |
|
وفي المِرْطِ ماءُ المُزن لَوْنَاً ورِقّةً | |
|
| عَجِبْتُ له لم يُنْدِ عالِيَهُ المِرْطُ |
|
وفوقَ كَثيبِ الرملِ غُصنُ أراكَةٍ | |
|
| بسالِفَتَيْ رِيمِ الأراكةِ إذْ يعطو |
|
يخافُ لضَعفِ الوَسْط يَسْقُطُ رِدْفُهُ | |
|
| ويخشى لثِقْلِ الرِّدْفِ ينتشر الوَسْطُ |
|
وَتَسْعى على اللِّيتَيْن سُودٌ إذا الْتوتْ | |
|
| أقَرَّت لها الأصْلالُ والصِّمَمُ الرُّقْطُ |
|
وفوقَ بَياضِ الخَدِّ خطٌّ مُنَمْنمٌ | |
|
| تَذِلُّ لذاك الخطِّ ما تُنبِتُ الخَطُّ |
|
وذي شَنَبٍ عَذْبُ المَجاجةِ رِيقُه | |
|
| كما قُطِّبَتْ بالمِسْكِ صَهْبَاءُ إسْفِنْطُ |
|
رَشَفْتُ وقد غابَ الرَّقيبان مُوقِدٌ | |
|
| بغارٍ ووَقّادٌ يَغور وَيَنْحَطُّ |
|
فيا راكباً تَمْطُو به أَرْحَبيّةٌ | |
|
| كِنازٌ تبُذُّ البرقَ والريح إذْ تَمْطُو |
|
وإنْ هي مَطَّتْ للنَّجاءِ وأرْقَلَتْ | |
|
| عَزاها إلى فتح المَلا ذلك المَطُّ |
|
فلو رامَتِ الكُومُ المَراسيل شَأْوَها | |
|
| لقُلنا لها كُفّي لك العَقْرُ والشَّحْطُ |
|
وما يَدَّعي إسآدَها السيِّدُ عاسِلاً | |
|
| بقَفْرَته لو أنّه الأطْلَسُ المِلْطُ |
|
كأنَّ الفَلا طَيُّ الضمير وَخَطْوَها | |
|
| مع الخَطْر خَطْرُ الوهمِ لا الوهمِ إذ يَخْطُو |
|
بعِيسِك عُجْ بابنِ الكُمَيْت وقل له | |
|
| أبا طالبٍ ما كان ذا بيننا الشَّرطُ |
|
بَسَطْتَ بِساطَ الأُنسِ ثم طَوَيْتَه | |
|
| ولم يتَّصِل كالطَّيِّ ما بيننا البَسْطُ |
|
وَعَدْتَ بإيناسي وعُدْتَ تَلُطُّه | |
|
| وغيرُك يَعْرُوه إذا وعد اللَّطُّ |
|
وما كنت أدري قبل سِمطٍ نَظَمْتَه | |
|
| بأنك بحرُ الدُّرِّ حتى أتى السِّمطُ |
|
كتابٌ بدا فيه لعَيْني وخاطري | |
|
| ربيعان مَجْمُوعان لَفْظُك والخطُّ |
|
تدارَكْتَ وَخْطَ الشيْب فارتَدَّ فاحِماً | |
|
| فمن لي بأُخرى قبل أن يَشْمَلَ الوَخْطُ |
|
عَذَرْتُ جِعاداً يقتفونَ سِباطَهم | |
|
| ولا عُذْر أن يَقْتَاف جَعْدَهمُ السَّبْطُ |
|
أَأَحْوَجْتَني حتى اقْتضيْتُك جَأْبَةً | |
|
| بجَحْمَرِشٍ شَوْهَاءَ في جِيدها لَطُّ |
|
ومِن قَبْلِها قد سار نحوك رائداً | |
|
| فَأَبْرمَ ذاك الحَيْدَرُ اليَفَنُ الثَّطُّ |
|
على أنها لو نَفْطَوَيْه انبرى لها | |
|
| بطَعنٍ وإزْراءٍ لحرَّقه النِّفْطُ |
|
ولو أُخِّرَ الشيخُ المعريُّ ما ابْتنى | |
|
| لمن جِيرَةٌ سِيموا النَّوالَ فلم يُنْطوا |
|
ولا نَظَمَ الشاميُّ بعد سَماعها | |
|
| لأيَّةِ حالٍ حُكِّموا فيك فاشْتَطوا |
|
تَساوى المَعاني والمَباني تَناسُباً | |
|
| كما يستوي في نَفْعِ أسنانِه المُشْطُ |
|
وما كَنَبيط القوم مَنْبَطُ عِلمِهم | |
|
| ولا يستوي قُطبُ الفَصاحة والقِبْطُ |
|
وكم صُنتُ نفسي عن حِوار مُجالِسٍ | |
|
| مَلاغِمُهُ الوَجْعاء والكَلِمُ الضَّرْطُ |
|
وما كان عندي أنّه العَوْد مَسَّهُ | |
|
| خُباطٌ وأنّ اللَّفظ من فَمِه الثَّلْطُ |
|
فقد نَفِدَ الطِّيبُ الذي كنتُ أتَّقي | |
|
| به فاه حتى صار من طِيبيَ القُسْطُ |
|
له دَفَرٌ في كلِّ جُزءٍ بجِسمه | |
|
| إذا فاح قُلنا ذا الفتى كل إبطُ |
|
به زَبَبٌ قد عَمَّ أكثرَ جِلدِه | |
|
| ولكن فشافي نَبْتِ عارِضه المَرْطُ |
|
إذا ما أَفَضْنا في الكلام رَأَيْتَه | |
|
| يُخَلِّط حتى قلت ثار به خِلْطُ |
|
ويَنشَط للتأويل في الجَهل غارقاً | |
|
| له الوَيلُ ما يدريه ما الغَرْقُ والنَّشْطُ |
|
وَيَعْزو إلى النُّعمان كلَّ عَضيهةٍ | |
|
| فيرتفعُ النعمان عنها وَيَنْحَطُّ |
|
ليَ النخل أجني خَيْرَها من فروعها | |
|
| ولكن له من شِيصِها تحتها اللَّقْطُ |
|
فَيَخْبِطُ في عَشْوَاءَ لا دَرَّ دَرُّهُ | |
|
| وَمَنْ كان مَمْسُوساً تعَهَّده الخَبْطُ |
|
وكم قد أمرناه بضَبطِ لسانه | |
|
| ومُذ شَذَّ عنه العقل أعجزَه الضَّبْطُ |
|
يَخُطُّ بكَفٍّ حَقُّها البَتْكُ أَحْرُفاً | |
|
| كما كتبتْ يوماً بأرجُلِها البَطُّ |
|
قويٌّ على نَقْلِ الملام للُؤْمِهِ | |
|
| ضَعيفٌ به عن كلِّ صالحةٍ وَهْطُ |
|
موَدَّتُه إثمٌ ومنظرُه أذىً | |
|
| ومنزِله جَدْبٌ وراحَتُه قَحْطُ |
|
فلو قد رَأَتْهُ أمُّه وَبَدَتْ لها | |
|
| مَساويه وَدَّتْ أنّ مَن وَلَدَت سقْطُ |
|
فقلْ للحُسينِ قد أطلتُ وإنّما | |
|
| لساني على الأعداء مُحتكِمٌ سَلْطُ |
|
فقُطَّ شَوى هَمّي بُرقْشٍ تَقُطُّها | |
|
| فهُنَّ كبِيضٍ دِينُها في الوغى القَطُّ |
|